نور ونار قبل سنين خلت أحتفي الراي العام عندنا أيما إحتفاء برجل بسيط أرسل برقية لرئيس الوزراء مفادها(أنه طالما أستقل الترام الحكومي ونزل قبل ان يأتيه الكمساري وأن ذلك تكرر أكثر من عشر مرات علي مدي عدة سنوات كما انه كثيرا ماكان يستخدم تليفونات الحكومة الي مكالمات شخصية بلا وجه حق ..وقد جلس مع نفسه ذات مرة يحاسبها وأنتهت جلسته مع نفسه بتأنيب شديد من ضميره لأنه (غالط ) الحكومة في كل هذه القروش التي هو قدرها بعد ذلك بعشر جنيهات ..فقام من فوره وأرسل هذه الحوالة كعوض للحكومة ..وقال انه يرجو ان يصحو ضمير كل مواطن ومسئول يستخدم المرافق العامة بلا وجه حق ) أنتهي ..لم يجد رئيس الوزراء بدا من نشر البرقية وتعميمها فقد كانت في ساعتها حدثا يستحق التأمل العميق والأعجاب المتداول ..أحتفي به الرأي العام واحتفي بصاحبه كثيرا... كان ذلك نموذج في وقته شغل الرأي العام كثيرا وتناول القصة من زوايا مختلفة ان كان لأجل قيم الامانة وان كان لاجل صحوة الضمير واشياء أخر جري أقتباسها من ذلك الموقف وان سار بها بعضهم حثيثا ليجعلها قضية شأن عام تتجاوز الموقف لعقد مقارنة واقعية ساعتها فأذا كان هذا من المواطن البسيط بضميره اليقظ فكيف بالمسؤلين وارباب الخدمات ورأس الدولة وليس شأنهم كشأنه .. وبين أيدينا موقف أمين لراعي سوداني بسيط أخذ حيزا وشغل الناس بأمانته وضميره المؤمن وهو يرفض المساومة المغريه في نعيجات ليس له ...وتمسك الراعي بدينه جعل أولئك يبالغون في الأغراء والرجل يركل كل هذا وهو يضرب لهم (مثلا) سودانيا خالصا في أستحالة بلوغ الهدف ولو أنطبقت السماء بالارض.. فقد سرنا جدا ما قام به (الراعي) الأصيل (نموذجا ) في الأخلاص والوفاء والأمانة ..وجعل سجايانا علي مكارمها تماز وتبان للغريب ..فقد انتصر لدينه وأخلاقه رغم بريق (المغريات) .. فغدت أمانته تسير بها الركبان ..فقد شيد لنفسه زكرا ..ولأخلاقه عطرا ..ولبلاده مقدار ونصيب .فقد أستبانت اليمن بالراعي (أويس ) وبانت بلادنا محامدا بفعل (الراعي ) الأمين ، وبينه وبين وبين أبن أم عبد أقرب النسب أيمانا وأمانة ..فزين أعناقنا بقلادة (الفخر)..فغدت أمانته (سفارة )وأن تباعد التكليف .. فكان الأحتفاء جامعا ... والزكر باقيا .فقد ذهبت مكارم الأخلاق بخيري الدنيا والآخرة .. والنموذج المشرف ماكان له ان ان يجد ذلك الرواج مالم تكن حياتنا تضج صخبا بكل مثالب الصدق والامانة ..فقد بات شحيحا تلك الأمثال .لذلك جاء الأحتفاء عظيما والتداول عميقا فقد أحسن الراعي الأمانة كما أحسن ذلك المواطن التصرف بضميره اليقظ .. فالنمازج الصادقة حتي وان جاءت من بسطاء الناس فأنها تلفت المجتمع بأسره الي أشياء غائبة ..فقد لفت المواطن البسيط الأول نظر الناس الي غائب مهم .فأرسي أدبا كانت بدايته بمبلغ بسيط ولكنه بمقياس الأيمان والضمير كان درسا عميقا تجاوز شخصه البسيط ليدخل الجميع حيز المقارنة فالكل مدان بمقياسه ..فكانت بدايته تستحق الأحتفاء المتداول والأنتشار الكثيف في ذلك الزمان ..ليأتي الراعي الأصيل في زماننا .فيكمل مكارم الأخلاق بأمانته ويتجاوز الموقف شخصه البسيط ليدخل الجميع حيز المقارنة المباحة وبين الراعي والراعي مساحات بسيطة بمجازها مهما تمايزت الرعية بالعقول والتكريم الشريف .. ماأخلقنا بذلك التكريم والتمييز الأحتفائي ..فقد كسب المواطن والراعي حمدا واعلاما وتوثيقا دخل حيز التداول الاممي اعجابا وابهارا .وكثير من المواقف المشابهة قد شرفتنا داخليا وخارجيا .وجعلت هاماتنا تزدان فخرا بالمحامد والاشادة الدائمة ..فقد أستحق أولئك التكريم بأقتدار ..ويكفينا من ذلك مااحاط أعناقنا منهم بالتمثيل والتمييز بالوطن.. .فتلك لعمري هي السفارة والتمثيل المشرف وانكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن باخلاقكم ..صدق رسول الله (ص) مهدي أبراهيم أحمد [email protected]