توطئةً لهذا المقال كتبتُ صباح اليوم تغريدة على صفحتي في ال (فيس بوك ) متسائلاً عن الطريقة المثلى لإقناع الرجل المتزوج زوجته بالزواج من أخرى ، وكان مستوى التعليق متوسطاً من حيث العدد والمضمون ، لكن بكل تأكيد ما قمت به لا يمثل استبياناً حقيقياً يمكن القياس عليه في سبر أغوار هذا الموضوع الهام موضوع العنوسة في السودان . وبرغم أنني لم اطلع بعد على نتائج لأي استبيان تم إجراءه عن هذا الموضوع ، إلا أنّ الواقع المشاهد يؤكد بلوغ نسبة العنوسة في السودان لرقم كبير جداً قد يقارب ال75% من بين الفتيات البالغات غير المتزوجات .والأسباب معروفة لدى الجميع تتمثل أهمها في الفقر وعجز الشباب عن الوفاء بمستلزمات الزواج بجانب الحرب التي فتكت بأعداد غير قليلة من الشباب وهجرة أعداد أخرى منهم لخارج الوطن وبخاصة للدول الغربية لأسباب سياسية و اقتصادية ، وهناك سبب آخر ( رباني ) يتمثل في عدم التوازن بين المواليد من الجنسين حيث نسبة المواليد الإناث يتضاعف عن الذكور من بين المواليد في كل سنة . كل هذه الأسباب وغيرها خلقت مشكلة العنوسة في السودان، وللمفارقة أنني غادرت السودان في العام 1989م تحديداً وتركت فتيات كنّ قريناتي في العمر لم يتزوجن حتى الآن برغم أنهن كن فائقات الجمال رزينات الخُلق ، وهذه تشكل مأساة تؤرق الضمير الإنساني لكل فرد بما يتطلب من المجتمع البحث جدياً في إيجاد الحلول لهذه المأساة وإنقاذ بناتنا وأخواتنا من هذا الواقع المرير الذي هو بمثابة الحكم لهنّ بالإعدام . وإذا كان الحل بالنسبة للفتيات الصغيرات اللائي تحت سن الثلاثين عاماً على اقل تقدير هو تيسير الزواج للشباب بكافة الوسائل المعروفة من تقليل المهور والنفير الاجتماعي وعداها من الوسائل. فالتحدي المقابل هو في شأن الأخريات اللائي تخطين الثلاثين والأربعين ، وبرغم إيماننا التام بأن لكل فرد في هذه الدنيا نصيبه من الرزق في كافة النواحي ، إلا أنني أرى بأنّ مثل هذه الحالات تتطلب النظر جدياً في حلول بديلة مشروعة من بينها ( التعدد ) لكل من يرى في نفسه الاستطاعة لذلك وهذا بالطبع يتطلب تضحية من أطراف أخرى هن ( الزوجات ) ويتطلب شرطاً آخر يتمثل في الفئة العمرية حيث يشترط لكل من أراد الزواج للمرة الثانية أن يختار من الفئة العمرية فوق الثلاثين . ربما بهذه الكيفية قد يستطيع المجتمع من التقليل من نسبة العانسات ، وحتى لا تتراكم الأعداد باضطراد ،عاماً تلو الآخر ، يتوجب على الآباء تيسير أمر الزواج لبناتهم متى أحسوا بلوغهم سن الزواج وتقدّم شاب جاد للخطبة . [email protected]