تنطلق في اديس ابابا عاصمة دولة اثيوبيا الجارة العزيزة للسودان الجولة الثانية لمفاوضات السلام بين الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال وحزب المؤتمر اللاوطني, الاولي يتراس وفدها الرفيق المناضل العظيم الرفيق ياسر سعيد عرمان والثاني يتراس وفده المدعو بروفيسور ابراهيم غندور .وتاتي هذه الجولة في ظل ظروف في غاية التعقيد وغاية الصعوبات ,تلك التي سببها الحزب الحاكم حزب المؤتمر اللاوطني بقيادة المدعو عمر حسن احمد البشير ومن معه من ناس قساة القلوب ومنافقين وليس لهم اية التزام بالعهود,ويذهب الوفدان الي اديس ابابا والقوات المسلحة السودانية تستمر في مهاجمة مواقع الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال في كل من جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق حيث الاراضي المحررة ,ويستمر سلاح الطيران السوداني في قصفه لتلكم المناطق بطائرات الانتينوف والميج والاباتشي ,وهذه ليست الظروف المثالية لانجاح المفاوضات.غير ان قطاع الشمال يدخل هذه المفاوضات وهو يقف علي ارض صلبه ,وخاصة بعد ان دحرت قوات الجبهة الثورية المنتصرة دوما قوات الجنجويد في جنوب كردفان ,حيث انهزمت هذه القوات الاجنبية والمرتزقه فارين حتي وصلوا الي مدينة الابيض وطالبوا الوالي المدعو احمد هارون بدفع المال لهم وللقتلي منهم ففر احمد هارون جريا الي الخرطوم هاربا منهم وطالبا للمال من حكومة المركز,ذلك المال الذي يدفعه من جيب الشعب السوداني لهؤلاء المرتزقة وبالدولار. وهذه هي الاجواء الطيبة والمثالية التي يقدمها حزب المؤتمر اللاوطني كعربون صداقة لبدء المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال. انني اتوقع ان تصل هذه المفاوضات الي طريق مقفول في ظل مطالبة قطاع الشمال بحل شامل للقضية السياسية السودانية وذلك بعمل المؤتمر الدستوري الذي سيحضره كل القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني السوداني وذلك لوضع الخطط اللازمة للوصول الي حكومة قومية تتشكل من كل القوي السياسية السلمية وتلك التي تحمل السلاح,وايضا فترة انتقالية وانتخابات حرة ونزيهة ومراقبة محليا واقليميا ودوليا في حدود العام 2017م باذن الله تعالي.بينما يتشدد المؤتمر اللاوطني في بحث قضايا المنطقتين فقط.لذلك ستنهار هذه المفاوضات ما لم يقدم حزب المؤتمر اللاوطني تنازلات وايضا سنري ماذا يحمل الوسطاء في جعبتهم.وبانهيار المفاوضات سيستمر النزيف السوداني بالحرب والقتال وسيدوي صوت البندقية في اماكن كثيرة في السودان. نصيحتي للبشير ان يكون رئيسا لكل السودانيين والا يفوت هذه الفرصة التاريخية التي لا تاتي الا مرة واحدة في العمر,عمر الانقاذ الذي استمر خمسة وعشرون عاما من النزيف للدم السوداني الذي نري انه غاليا جدا. سيداحمد الشيخ الطيب مالك. الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال. [email protected]