شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد.. صور الفنانة ندى القلعة تزين شوارع أم درمان.. شباب سودانيون يعلقون لافتات عليها صور المطربة الشهيرة (يا بت بلدي أصلك سوداني) والأخيرة ترد: (عاجزة عن الشكر والتقدير)    شاهد بالصورة والفيديو.. طفل سوداني غاضب يوجه رسالة للمغترين ويثير ضحكات المتابعين: (تعالوا بلدكم عشان تنجضوا)    شاهد بالصورة والفيديو.. عريس سوداني يحتفل بزواجه وسط أصدقائه داخل صالة الفرح بالإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    نقاشات السياسيين كلها على خلفية (إقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً)    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    منى أبوزيد: هناك فرق.. من يجرؤ على الكلام..!    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    ضبط فتاة تروج للأعمال المنافية للآداب عبر أحد التطبيقات الإلكترونية    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    إجتماع ناجح للأمانة العامة لاتحاد كرة القدم مع لجنة المدربين والإدارة الفنية    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    الأهلي يوقف الهزائم المصرية في معقل مازيمبي    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسرح والمساعدات الخيرية (4) مسرح المكفوفين
نشر في الراكوبة يوم 28 - 02 - 2014


توقف
ارتأيت أن أتوقف، عند مبحث- المسرح والمساعدات الخيرية- عند ظاهرة؛ جد مثيرة وعجيبة وتحتاج إلى العديد والعديد من الدراسات العربية والأبحاث المسرحية^ حولها^، لكن مما يؤسف له ؛ عوامل الاستلاب الفكري؛ يساهم إلى حد بعيد، عدم الاهتمام بما يجب الاهتمام به، كنوع من التآزر والمساندة والدعم وفي نفس الآن الاهتمام المتزايد بها، وتستحق المساعدات المادية والمعنوية، فهاته الظاهرة تتجلى في*مسرح المكفوفين* فرعاية والاهتمام بالمكفوف وذوي الحاجات الخاصة، مسألة إنسانية قبل أن تكون واجبا اجتماعيا. لكن العديد من أفراد المجتمع( العربي)ارتباطا بالبنية الذهنية المضطربة يهمشون ولا يبالون بالكفيف، ويعتبرونه(دونهم)ويصنف في الدرجات الدنيا ولا مكان له اجتماعيا، تقول رئيسة جمعية الكفيف الجنوبي فاطمة إيراني في النبطية (لبنان)... إن المجتمع يلعب دورا في زيادة نسبة الإعاقة إضافة إلى الافتقار الى الوعي للأمر،،إننا نجد صعوبة التنقل، نحتاج الى مرافق خاصة بنا لا مؤهلات للسير على الطرقات ولا يوجد علامات ناطقة ؛ حتى إن المصارف لم تعرنا إنتباه طالبنا بمكنات صراف إلي ناطقة؛ ولكن لا تجاوب، تصور أننا نجوب عالم الانترنت عبر برنامج ناطق ولا يمكنني أن أسحب من الفيزا، نحن نطلب تسهيل القوانيين، من حقننا أن نندمج في المجتمع من حقي أن أكون مثل غيري، هذا ليس حقا يستجدى انه حق مكتسب أن نندمج في المجتمع ونحن لسنا بمختلفين.(1) دون أن ننسى تأثير السينما والمسرح( العربي) التي رسمت - الكفيف- في صورة مهرج أوفض الطباع وعالة اجتماعية؛ وأنموذج للشفقة والرحمة، وهذه الأحكام والمعايير تصبح سائدة على كل المكفوفين بدل تأطيره كطاقة خلاقة وفكر بقدرات عالية جدا؛ يعجز(المبصرون) الوصول إليها؛ وبالتالي يغيب أو نغيب عن بالنا نماذج حفرت وحفروا أسماءهم في التاريخ؛ بقوة عزيمتهم وإرادتهم ك/ طه حسين/أبو العلاء المعري/ هوميروس/ جان ملتون°/ بشار بن برد/عمار الشريعي/الصادق الكبير°°/ع السلام عامر°°°/السيد مكاوي / جاك ليسيران °°°°/ أندريا بوتشيلي/ الإيطالي؛ الذي يعد حاليا نجما عالميا في مجال المسرح، وكل الدول الغربية تقدره وتحترمه؛ وهنا يكمن الفرق بيننا وبين الغرب الذي ينصهر مع الكفيف و يهتم بأداميته؛ واحترام انوجاده مجتمعيا؛ ولولا هاته الحقيقة لما نال الشاعر'صلاح الدين عبد الله' على منحة (فورد فونديشين) الأمريكية ويعد المكفوف العربي الأول ، الذي حصل عليها ومن خلالها نال على الدكتوراه في فلسفة الأديان. وتأكيدا لإهتمام^الغرب^بالكفيف تقول رئيسة جمعية الكفيف الجنوبي: إن"الأجانب لا يشعروننا أننا مختلفون،لأنهم يعتمدون على العقل والمهارات وليس على العيون عكس لبنان،نحن جمعية خدماتية وليست مطلبية،البنك الدولي زودنا ببرامج ناطقة للكمبيوترات ، فيما قدمت السفارة البريطانية الكمبيوترات وموّلت ثلاث دورات تدريبة ،،،،أننا ساهمنا بالتعاون مع السفارة الكندية وبلدية النبطية؛ بتمويل أكواخ ليعمل داخلها الكفيف ليعتاش؛ بدلا من أن يشحذ استعطاف الناس(2) فهناك العديد من الطاقات الخلاقة والمبدعة؛ لكن منظور المجتمع العربي للكفيف؛ يعمق الأزمة ويزيد من يأس بعضهم في الحياة، فرغم وجود مؤسسات لرعاية المكفوفين، لا تقوم بدورها الطلائعي والمشرف؛ للتعريف ودعم تلك الطاقات؛ لأن ( أغلبها )تابع للدولة وسياستها العامة؛ يقابلها الإعلام ( العربي)المرئي والمسموع؛ سواء الرسمي ؛ الذي يخضع لتوجهات وأوهام الأنظمة( أو) الخصوصي الذي يخضع للماركوتينك؛ لجد غافل عن هاته الشريحة؛ بقدر مايهتم بالساسة والمنافقين والديماغوجيين، وإن كانت هنالك بعض الفلتات، فلا تكشف عن الوجه الحقيقي؛ لما أوتي للكفيف من قدرات مثيرة للغاية وإمكانات فذة، تفرض قسرا دعما ماديا ومعنويا،وكذاالصعاب التي تواجههم، فهناك جمعيات خارج مدار السلطة؛ تكافح لتحقيق وجودها وذاتيتها في النسيج المجتمعي؛ رغم الاكراهات والصعاب؛ نموذج: جمعية رعاية الكفيف في' نابلس' التي تأسست 1955 من أجل أن تساهم في احتضان جميع المكفوفين و مساعدتهم وإيصال كلمتهم: وذكر قنديل أن أعضاء الجمعية والبالغ عددهم 26 عضواً من المثقفين والمتعلمين فمنهم الأساتذة وحملة الشهادة وأئمة المساجد...... قيام أعضاء الجمعية بافتتاح معمل متواضع جدا داخل مقر الجمعية المكون من غرفتين يقوم على صناعة الفراشي البلاستيكية والخشبية والقيام بتسويقها داخل الأسواق...إلى توفير مصدر تمويل لها، ومصدر رزق لأعضائها ، منذ سنوات بصناعة الفراشي البلاستيكية وبأيدي أعضاء - جمعية المكفوفين - دون مساعدة أي مبصر وبخصوص مصادر تمويل الجمعية... تعتمد على تبرعات من أهل الخير وبعض المؤسسات التي تقدم بعض المساعدات(3) وما أكثر مثل هاته الجمعيات المستقلة؛ هنأ وهناك والتي يكابد أعضاؤها- من أجل إثبات الذات والحضور؛ رغم الازدراء واللامبالاة؛ فبعضهم اقتحم أصعب الفنون ] المسرح [
المسرح والكفيف
دونما تفاصيل؛ فالمسرح يعد من أصعب الفنون؛ على مستوى الانجاز والعطاء، وتزيد الصعوبة حينما ينخرط الكفيف في رحابه وعوالمه؛ نظرا للإعاقة وعدم التجربة؛ بحيث العديد من التساؤل تفرض نفسها؛ كيف للكفيف أن يحفظ دوره ويتقمص[الشخصية ]المنوطة به؟ وكيف سيتحرك ويتفاعل في الركح ويضبط تموضعات[ الشخصية] ومواقع تداول خطابه اللفظي/ الجمالي؛ بالسنيد أوالمضادأو بالشخصية المحورية؟ وكيف يتجاوب ركحيا بفضاء الجمهور؟ وهل حاسة السمع واللمس كطاقات تعويضية عن البصر لكافية لإنجاز عرض مسرحي؟
فالإجابة تأتينا من أحد ى الورشات:المخرج المسرحى – ميشيل منير- اكتشف أن الوسط الفنى الذى لم ينتبه لموهبتهم حتى الآن «أعمى»، ولذا قرر أن يفتتح نشاط ساقية الصاوى للمكفوفين، بورش عمل «بصيص» للتمثيل وكتابة السيناريو.الحكاية بدأت عندما شعر ميشيل بالإحراج من رفض انضمام فتاة كفيفة اسمها «دنيانا وصفى» لورشة عمل إعداد الممثل ؛التى كان يقيمها في أحد قصور الثقافة. ...وافق على انضمام «دنيانا» للورشة فقط حتى لا تشعر بالظلم، ليكتشف بعد ذلك أنه كان- أعمى - وأبصرعلى يد دنيانا،،،كيف كنا لا نرى هؤلاء الفنانين؟ بدأ ميشيل وغيره من المخرجين فى أخذ دورات لتعلم كيفية التعامل مع الممثل الكفيف.الإحساس قوى والذكاء حاد والحفظ جيد جدا، المشكلتان الوحيدتان كانتا قراءة السيناريو والتحرك على المسرح،هذاهو تقييم ميشيل للممثلين المكفوفين بعد مقابلة المتقدمين لورشة العمل فى اختبارات القبول.مميزات الممثل الكفيف، مقارنة بسلبياته، جعلت يفكرون فى طريقة لعلاج عوائق وقوفهم على المسرح،،،،سوف يكتب السيناريو على كمبيوتر، ليقوم بعد ذلك أحد أعضاء الورشة بكتابة النص بطريقة (برايل) حتى يستطيع الممثلون مذاكرة أدوارهم قبل الوقوف على المسرح ،أما مشكلة الاتجاهات على المسرح، فكان حلها فى تحويل خشبة المسرح إلى أرض [سيجا] سنقسم أرضية المسرح لتسعة مربعات يحفظها الممثل حتى يتحرك بسهولة على المسرح، كما كانت- دنيانا -هي منسق ورشة العمل والوسيط بين القائمين على الورشة(4) وأعتقد بأن هاته الاجابة غير كافية، لأنها ترتبط بين[مبصر/كفيف] مما نجد إجابة من سلطنة عمان(مسقط) أكثر عمقا؛ مادامت ندية[ كفيف/ كفيف] يقول مبارك بن جمعة المعمري: "الفنان الكفيف مثله مثل المبصرفي التدريب على الخشبة، ولكنه يستعيض عن البصر بالحواس الأخرى كاللمس، كما يحفظ أبعاد المسرح بطريقة عد الخطوات التي يتدرب عليها جيداً بحيث يستطيع الحركة كالمبصر تماماً، والبعض يندهش من قدراتنا على التحرك بين أثاث المسرح بخفة شديدة وكأننا نرى فعلاً ما هو حولنا، النص المسرحي أيضاً نحفظه عن ظهر قلب سماعياً بحيث يعرف كل منا دوره ويتقنه تماماً ليغدو الحوار مقنعاً إلى حد كبير(5) حقيقة حينما يبحث المرء هنا وهناك؛ سيكتشف مبادرات جليلة ومثيرة للغاية؛ و بأن أغلب المناطق(العربية) تعج بتجارب محمودة حسب ما في-الوثيقة- ولكن المتمرس والعاشق للإبداع؛ يدرك بحواسه وتخيلاته؛ بأن هناك مجهودات جبارة وخارقة للعادة، وخاصة لحظات -الصراع -بين/بين، خطابيا والذي يفرض تغيير الإيقاع الصوتي أو جسديا يفرض تغيير الإيقاع الحركي؛ وهذا الأمر ليس سهلا بالنسبة للكفيف. ولاسيما أن هنالك تجارب ساهم فيها الأطفال الكفيفين.وكفيف أخرج أعمالا لمبصرين، وهنا يكمن التنوع واستظهار الارداة والعزيمة وكذا الأمل في الوجود مع الموجود...
تجأرب
بحكم تاريخية الفن والإبداع في- مصر- نستشف أن هنالك محاولات جريئة؛ وتجارب متنوعة في مجال مسرح المكفوفين؛ تختلف باختلاف التيمات والأبعاد الجمالية/الفكرية؛ التي يشعر بها- المخرج- الكفيف أو المبصر الذي يتعامل مع المكفوفين، فهناك فرقة للمكفوفين أطلقت اسما يحمل في طياته السخرية علينا نحن المبصرين؛ اسمها( المفتحين) وافتتحت نشاطها بمسرحية[ الناس للتحت] ودورها الأساس تحمل رسالة إنسانية نبيلة تتلخص بأن العمى هو عمى القلب وأن هنالك الكثير من البشر مصابون بعمى القلب رغم عيونهم المبصرة. فحول هاته الفرقة يقول: سيد مجاهد، صاحب الفكرة ومؤسس فرقة " 'المفتحين' وصديقه الدكتور جمعة محمود دوبل : كل أعضائها من المكفوفين، بعد أن قرروا أن يكفكفوا دموعهم ويحلون مشاكلهم بدون مساعدة من أحد، بعد الإهمال الذى عانوا منه طويلاً.سنوات من الشقاء كتبت على جبينهم منذ أن خرجوا إلى الدنيا، ولكنهم قرروا أن يحولوا الابتلاء إلى مكسب لهم، يعرضون من خلاله مشاكل المكفوفين، فكونوا فرقة من 15 كفيفا وكفيفة، لعرض مشاكلهم بمسرحيات يمثلوها ويعرضونها على الجمهور(6) وإن كانت صاحبة المقالة(فاطمة خليل) تؤكد بأن هاته الفرقة؛ أو فرقة للمكفوفين في مصر والعالم العرب، ربما لا تعرف:بأن أول فرقة مسرحية للمكفوفين(عربيا/ دوليا) ألا وهي فرقة- شمس- مؤسسها عاطف أبو شهبه، وأعضاء الفرقة جميعا يؤدون الحركات المسرحية التي يؤديها الممثل العادي، وما يزيد من الصعوبة أنها لا تتبع أي جهة رسمية ، ولا تتلقى أي دعم مادي من جمعيات أو أشخاص وتقدم كل أعمالها المسرحية بالجهود الذاتية.... وتعود النشأة إلي عام 1994 حينما توجه أبو شهبة إلي إدارة شرق الإسكندرية التعليمية ؛ وطلب منهم تقديمه إلي مجتمع طلاب مدرسة النور في زيزينيا الخاصة بالمكفوفين لتكوين فريق مسرحي منهم، ومن بين طلبة المدرسة اختار 15طالبا بالإضافة إلي فتاة مبصره ؛ من خارج المدرسة، واختار نص ( جحا و السلطان) كأول عرض مسرحي يقدمه الفريق، وبدأت المهمة داخل مبنى في المدرسة يستخدم لتخزين الأثاث القديم (7) والملاحظ أن الطلبة المكفوفين؛ كانوا على أهبة وشوق لممارسة الفن المسرحي؛ وهذا التحدي الذي أبدته الفرقة، ساهم في تحقيق فكرة تأسيس؛ مسرح للمكفوفين شأنه كشأن تجارب مسرحية طليعية أخري تستشرف مجالات جديدة للتعبير الدرامي. ، التي كانت تراود مؤسسها(عاطف شبهة) منذ 11 عاما، حينما كان يجلس في مسرح سيد درويش بالإسكندرية وتصادف وجود فريق مدرسة "الأمل للمكفوفين" الذين يؤدون بعض المقطوعات الموسيقية، وموازاة للتحدي ؛ وردود فعل المشاهدين الذي كان مذهلا و مشجعا لأبو شبهة من خلال العرض الأول(جحا والسلطان)لأن يستمر بالتجربة، حتى قدم وفرقته عددا كبيرا من المسرحيات منها: 1994مسرحية (على جناح التبريزي وتابعه قفة) تأليف: الفريد فرج. 1995 إعادة تقديم (على جناح التبريزي وتابعه قفة ) علي مسرح الهناجر بالقاهرة،.1996 مسرحية (أوضة الفيران) تأليف: حمدي زيدان. 1997 إعادة تقديم (على جناح التبريزي وتابعه قفة) خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 1998 مسرحية (اللعبة) تأليف- فيمي جوبا- على مسرح الطليعة بالقاهرة ؛ ضمن فعاليات مهرجان المسرح العالمي الذي نظمته جمعية هواة المسرح، 1999 مسرحية (حزن المطر) علي مسرح الهناجر بالقاهرة في إطار نشاطات جمعية هواة المسرح واستضاف الفرقة المركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية لإجراء البروفات والتدريبات الخاصة بالعرض، والنص مأخوذ عن ديوان أنشودة المطر للشاعر: العراقي بدر شاكر السياب. 2000 إعادة عرض (حزن المطر) علي مسرح الانفوشي بالإسكندرية في إطار مهرجان نوادي المسرح. 2001 إعادة عرض ( حزن المطر) كإهداء من الفريق وشكر للمركز الثقافي لفرنسي. 2002 إعادة عرض (حزن المطر) بمكتبة الإسكندرية في إطار مهرجان الأول للفرق الحرة. 2003 إعادة عرض (البين بين) في مهرجان محكي القلعة المقام. 2004 عرض ( قانون فوفو وبسه) للأديب / حجاج أدول ، وهناك عروض أخرى من بينها عرض (البين بين) للكاتبة - فتحية العسال- ورغم هذا النشاط الدؤوب؛ والحيوية المتمظهرة من خلال ما قدمته من عروض؛ فالإعلام بكل تنويعاته؛ غير مبال بهذه الفرقة وتجربتها الفذة؛ علما أنها منطلقة من مبادئ أساسية؛ وهنا تكمن الرؤية الطليعية؛ في تفعيل الأهداف الإستراتجية لفرقة- شروق- أهمها::
1 – أن هذه التجربة ليست عمل "خيري" لصالح المكفوفين كما أنها ليست نشاط للمعاقين.
2 – لا متاجرة بالإعاقة من أجل استجداء عطف الجمهور. . 3- التجربة هي تفاعل ثقافي بين شرائح المجتمع المختلفة، ويجب أن يتم تقيم التجربة علي هذا الأساس، وهذا التقييم يجب أن يرتكز علي جدوى وأهمية ما يقدمه الفريق لإثراء الحياة الثقافية بشكل عام أو المسرحية علي وجه الخصوص(8)وبعيدا عن – مصر- فهنالك تجارب متعددة؛ ومتفردة إلى حد بعيد؛ ففي – سلطنة عمان- هناك فرقة – النور للمكفوفين - استطاعت أن تحصد نجاحاً لافتاً منذ الأيام الأولى لمهرجان مسقط، حيث طالبها الجمهور بإعادة عرض عملها المسرحي "القلوب الضريرة" أكثر من مرة
فمخرج المسرحية: مبارك بن جمعة المعمري الذي خرج إلى الدنيا فاقداً نعمة البصر يقول: أستطيع فعلاً أن أشعر بنظرات الإعجاب في عيون الجماهير، لا تعتقد أن فاقد البصر لا يستطيع التواصل مع الآخرين واكتشاف حقيقة مشاعرهم، فعلى الرغم من عدم قدرة الكفيف على رؤية الصورة، ولكنه قادر على الإحساس بها ؛ ربما أكثر من المبصر، فالله منحه قدرات أعلى في استخدام حواسه الأخرى، ونحن نستخدم هذه القدرات لممارسة مختلف النشاطات ومفاجأة المبصرين بالذي يمكننا تقديمه .مسرحية [القلوب الضريرة]
للموضوع صلة
نجيب طلال
[email protected]
----------------------------------
الاحالات
°/ شاعر إنكليزي(1608/1674) صاحب ديوان – الفردوس المفقود
°°/ درس العلوم المسرحية و يعمل مخرجا و مقدم برامج في التلفزيون الجزائري و حكواتي باللغتين الفرنسية و الألمانية
°°°/ من ألمع الملحنين المغاربة وأشهرهم في العالم العربي(1939/1979) ازداد بالقصر الكبير
°°°°/ كاتب الفرنسي (1924-1971) أصيب بالعمى إثر حادثة في المدرسة وهو في سن الثامنة منالعمر كان أستاذا للأدب الفرنسي في الجامعات الأمريكية.
1/ حق الكفيف في الحياة...مجرد حلم: لرنة جوني مجلة سكون بتاريخ 2012/12/10
2/ نفس الإحالة
3/ جمعية رعاية الكفيف في نابلس....إبداع يعجز عنه المبصرون- لمخلص سماره - إنسان أون لاين . نت بتاريخ /26-6- 2007
4/ ورشة لتدريب المكفوفين على التمثيل: تحرير لياسمين القاضي صحيفة 'المصري اليوم' الخميس 19-07-2012
5/ صحيفة -الخليج- عرض مسرحي لفرقة مكفوفين في مهرجان مسقط بتاريخ 15/02/2014
6/ اليوم السابع مقالة : لفاطمة خليل بتاريخ 3/10/2013
7/ أرشيف مؤسسة موهوبون للابتكارو للتطوير2004
8/ نفسه
9 /صحيفة الخليج:نفس الإحالة (5)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.