"دجال" تحويل الرصيد متثاقلا قام بالنظر الى شاشة هاتفه النقال الذي بدأ يرسل نغماته زفزافا لا كثرمن مرة ايذانا بوجود شخص ما على اهبة الاثير ينتظرالاذن بالدخول. كاد ان يضع «الموبايل» جانبا عندما وجد الرقم الظاهر لايمت اليه بصلة وليس مدونا عنده . لكن شيئا ما جعله يستجيب ل(مس كولات) الشخص الذي ازعجه طوال الليل . وكما كان الرقم غريبا انساب صوت المتصل من الجانب الآخر ايضا غريبا وغير مألوف بالرغم ان الشخص في الطرف الآخر حاول ان يكسب كلماته حميمية تدعو المستقبل للاسترسال او الاستماع اليه حتى ينهي حديثه ويعرض بضاعته على اقل تقدير. وشيئا فشيئا اخذ (علاءالدين) يتنبه لما يقوله الرجل على الجانب الآخر فقد كان مايقوله شيخ (........) كما عرف نفسه لمحدثنا عجبا. فبعد السلام والتحية فاجأ الرجل (علاء الدين) بأن رقمه هذا وقعت «الخيرة» عليه من بين مائة رقم « موبايل» آخر ودون ان يدعه يلتقط انفاسه بث له بشارة ان هذا يعني ان خير كثيرا سيكون في انتظاره. وماعليه الا ان ينهض من نومه الآن حالا ودون ابطاء ويقوم بشراء (تمر) وتوزيعه، وسيقوم بالاتصال به لاحقا. وكمن يبدو واثقا في قدراته وفي استجابة الآخرين لما يطلب عندما بادر بالاتصال (علاء الدين) بالرجل الغريب مرة اخرى وابلغه (علاء الدين) الذي لم يتحرك من مكانه اوهمه انه صدع بالامر ونهض من فوره وقام بتوزيع ثلاثة ارباع من (التمر) على سبيل الصدقة تماما كما طلب منه. الرجل باحساس الصياد الذي بدأ الشعور باقتراب الفريسة من الوقوع في الفخ . قرظ (علاء الدين) على سرعة استجابته دون ان ينسى أن يذكره بالخير الوفير الذي سيكون في انتظاره. وطلب منه الدخول الى حجرة مظلمة وحده وان يحمل معه مصحفا ويبدأ في تلاوة آيات بعينها من سورة (الواقعة) بعد اشعال بخور وان يحمل معه ايضا مبلغ مائتي جنيه يقوم بوضع نصفها باسم والدته على يده اليمنى والنصف الآخر فيضعه على يديه اليسرى باسم والده ثم بدأ يتلو آيات بعينها لكن (علاء الدين) أبدى تبرما من الأمر فطلب من الدجال الخروج الى الشارع واغلاق الحجرة باحكام حتى لايبطل (العمل) وطلب منه أن يقوم بتحويل النصف الآخر رصيد على رقمه هو ودون ان ينتظر ردا بادره بانهاء المكالمة. وبعد قليل اتصل به مرة اخرى وبدأ في الاستفسارعن تباطؤ (علاء الدين) في تحويل الرصيد وابلغه ان هذا المبلغ سيأتيه مضاعفا فماهو إلا (بياض) يدفع به لأحد (خدامه) من الجن ليقوم بمضاعفته عن طريق التنزيل. غيرأن (علاء الدين) الذي لم تنطلي عليه حيلة الدجال ابلغه انه لن يقوم بتحويل المبلغ وانه دجال وكاذب ويحاول الاحتيال عليه وسرقه امواله . فما كان من الدجال على الطرف الآخر الا رد عليه غضبا بغضب وتوعده بالويل والثبور وعظائم الامور وانه لن يسلم من أذى (الخدام) الذين سيطولونه في أي مكان . ويروي (علاء الدين) ان الدجال لايرد لك طلبا لوبادرت بالاتصال به ويعطيك وعودا كاذبة بتحقيق حلمك بالثراء لوكنت من الحالمين به. والعبرة من هذه القصة كما يقول محدثنا ان هؤلاء المحتالين يستغلون ضعاف النفوس في دغدغة مشاعرهم باللعب على اوتار حاجتهم، وكما نرى ان هؤلاء الدجالين لايدعون بابا للاحتيال على الخلق الا طرقوه ولا واديا للنصب على الناس إلا سلكوه. فاحذروا «دجال تحويل الرصيد". [email protected]