منذ العام 1947م ومؤتمر جوبا ظلت قضية جنوب السودان تراوح مكانها والاستعمار الانجليزى زاد من تعقيد القضيه باتباع سياسة المناطق المقفوله وبعد الاستقلال رفض الجنوب ماتم التوصل اليه زتمردت كتيبه جنوبيه كانت متمركزه فى توريت وقتلت وسحلت الضباط والتجار الشماليين زفى عهد الفريق عبود انتهج سياسه احاديه ادت الى اتساع رقعة الحرب بعد اجراء اصلاحات منها تعريب المناهج وطرد القساوسه وكانت تقود المعركه حركة الانانيا وكلمةالانانيا تعنى بلغة اهل الاستوائيه الحشره اللاسعه وقبائل الاستوائيه هم اول من قاد التمرد وتراس التمرد الملازم جوزيف لاقو احد ابناء الزاندى وخريج الكليه الحربيه السودانيه العام1962م وتعلم اللغه العربيه على يد زميله وابن دفعته الفريق السر محمد احمد رجل الاستخبارات المعروف لدى كل رجال القوات المسلحه وكانت الحرب فى الجنوب هى شرارة ثورة اكتوبر بعد ندوة جامعة الخرطوم الشهيره وبعد انتصار الشعب فى اكتوبر1964م رات حكومة الاستاذ سرالختم الخليفه انه لابد من حل القضيه حلا سياسيا بعيدا عن الحل العسكرى ودعت لمؤتمر جامع لمناقشة قضية الحرب والسلام ترأسه البروفيسور النذيردفع الله العالم المعروف ومدير جامعة الخرطوم وينوب عنه الدكتور مدثر عبدالرحيم استاذ العلوم السياسيه بجامعة الخرطوم ووجهت الدعوه لقادة التمرد بعد اعطائهم ضمانات امنيه وحضر كل القاده وفى اثناء الاجتماعات التى لم تثمر عن اتفاق تحدث اقدى جادين القيادى بحركة الانانيا وقال انهم لايقبلون غير قيام دوله خاصه بهم فى الجنوب وكانت الساحه السياسيه انذاك غير مهيأ لذلك الحديث وكان الشعار المرفوع عاليا منذ اندلاع الثورهno federation and no confederation but one nationوانفض الاجتماع دون نتائج وكان تحت اسم المائده المستديره وبعد نجاح انقلاب مايو الذى نفذته الجبهه الوطنيه الاشتراكيه المتمثله فى الحزب الشيوعى وحزب البعث العربى الاشتراكى والحزب العربى الاشتراكى الناصرى ومايسمى بالقوميين العرب عينت عضو اللجنه المركزيه للحزب الشيوعى السودانى جوزيف قرنق وزيرا لشون الجنوب كاعتراف اولى بالقضيه واصدرت بيانا شهيرا فى 6يونيو لحل قضية الجنوب سلميا واستمرت الحرب ولكن بعد احداث يوليو1971م الشهيره واتجاه النظام نحو المعسكر الغربى وتحسين علاقاته مع دول الغرب اشرف مجلس الكنائس العالمى على اجراء مفاوضات لانهاء الحرب وتحت رعايه مباشره من امبراطور اثيوبيا يلا سلاسى ووافقت كل الاطراف للاجتماع فى العاصمه الاثيوبيه اديس ابابا وتراس وفد الحكومه للتفاوض الواءا.ح محمد الباقراحمد النائب الاول لرئيس الجمهوريه والدكتور منصور خالد عبدالماجد وزيرالخارجيه والخبيرالدستورى المعروف والدكتور جعفرمحمد على بخيت وزيرالحكم الشعبى المحلى وفيلسوف مايو وعرابها وصاحب نظرية الحكم الشعبى المحل والحائز بموجبه على رسالة الدكتوراه من جامعة اوكسفورد ونصرالدين مصطفى وزيرالتخطيط القومى وعبدالرحمن عبدالله الادارى المعروف ووزيرالخدمه العامه والاصلاح الادارى وممثلين للقوات المسلحه بقيادة العميدا.ح عزالدين على مالك وفرع الاستخبارات العسكريه برئاسة العميدا.ح ميرغنى سليمان خليل مديرالاستخبارات وابن اخ عبدالله خليل رئيسالوزراء الاسبق وابل الير ممثلا لابناء الجنوب وتراس وفد الانانيا اللواء جوزيف لاقو وتوصل الطرفان لوقف شامل لاطلاق النار واعطاء ابناء الاقليم حكما ذاتيا ومجلس شعبى اقليمى وعلى ان تدمج قوات الانانيا فى القوات المسلحه والشرطه والسجون كما تم اعطاء الاقليم منصب نائب رئبس الجمهوريه وسميت باتفاقية اديس ابابا فى 3مارس 1972م ويوم الاثنين الماضى مرت الذكرى رقم 42 لابرام التفاقيه وتنفيذها وعند وصول وفد قادة التمرد تم تعيين قائدهم اللواء جوزيف لاقو وفى خطوه وصفت بالشجاعه ولمزيدا لمد جذور الثقه مسؤولا من امن وحماية الرئيس نميرى قائدا للحرس الجمهورى وابل الير القانونى المعروف نائبا لرئيس الجمهوريه ورئيسا للمجلس التنفيذى العالى للاقليم الجنوبى وبهذه الخطوه كسبت مايو ارضيه جديده وشعبيه جديده وكان جعفر نميرى محبوبا جدا فى الجنوب ومما يجدر ذكره بان جون قرنق استوعب وبرتبة النقيب فى قوات الشعب المسلحه وكان له راى فى الاتفاقيه بحيث انها لم تحتوى على ترتيبات امنيه وضمانات خارجيه وما كان من قائده اللواء جوزيف لاقو الا ان زجره ولو لا تدخل ابل الير لقام بفصله من الجيش وعندئذ عاش الجنوب فى وئام وسلام واستقرار سياسى واقتصادى وكانت هنالك growthتنميه ملموسه تمثلت فى قبام جامعة واذاعة جوبا ومستشفى الصباح فى جوبا ومزيدا من الخدمات واستمر هذا الوضع حتى انفجار الاوضاع فى العام 1983م عندما تمردت الكتيبه 105 بقيادة كاربينو كوانين بول واعلان الحركه الشعبيه بعد تقسيم الاقليم الجنوبى الى 3 اقاليم بدلا من اقليم واحد ثم الاعلان عن قيام Sudan peoples libration armyفى مايو1984م بقيادة العقيد الدكتور جون قرنق دى مبيور واعلان المنفستو الذى يوضح سياسات الحركه ذات التوجه الاشتراكى الماركسى واستطاعت الحركه خوض معارك شرسه حتى سقوط نميرى فلم يستجب قائدها بعد الانتفاضه لقادة المجلس العسكرى والقوى السياسيه ووصف قادة المجلس بمايو 2 وحكومة الجنرالات وكذلك الحال مع قوى التجمع الوطنى الديمقراطى الذين ارسلوا له وفدا لمقابلته برئاسة الاستاذ تيسير محمداحمد على ووفد من حزب الامه برئاسة ادريس عبدالله البنا ثم مقابلة العقيد لرئيس الوزراء الصادق المهدى بصفته رئيسا لحزب الامه وليس رئيسا للسودان وبعد انقلاب الجبهه الاسلاميه بقيادة العميد عمرالبشير ارسلت وفدا لمقابلة قائد الحركة برئاسة العقيدا.ح محمدالامين خليفه عضوء مجلس الانقلاب وبرعاية من الرئيس الامريكى الاسبق جيمى كارتر ثم مارسون من المفاوضات فى ابوجا وفرانكفورت واديس ابابا والمبادره المصريه الليبيه ثم اخيرا اتفاقية نيفاشا بكينيا والتى اساسا فصلت ورتبت لانفصال سلس وبعيدا عن القوى السياسيه والحزبيه والنفابيه وخذل فيها العقيد قرنق حلفاؤه فى التجمع الوطنى ورفقاء السلاح فكانت اتفاقيه مورست خلالها سياسة العصا والجزره من قبل امريكا ودول واصدقاء الايقاد وفى ظل ضعف النظام وفقدانه للشرعيه تم فصل الجنوب حفاظا على كراسى حكمهم الزائل والايل للسقوط واننى لست ضد انفصال الجنوب او اى اقليم اخر ايمانا بحق القوميات فى اقامة حكم ذاتى داخل اممها وان حق تقرير المصير حق اصيل فى الاسلام لقوله تعالى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقوله تعالى لقد كرمنا بنى ادم وفضلناه على كثير ممن خلقنا تفضيلا ولكن ضد كيفية انفصال الجنوب فى ظل حكم شمولى بعيدا عن الشعب وكانت النتيجه واضحه ضعف الدوله فى الجنوب واشعال الحروب فى الدوله الوليده وكل النتائج الكارثيه سببها غياب الوعى والحكم الرشيد . حسين دفع الله محمد – الرياض [email protected]