أحلام وزارة التربية التربية: نتجه الى ادخال حواسيب بديله للحقيبة المدرسية) ) الخبر أعلاه نشر في صحيفة التغيير بتاريخ يوم الأربعاء 19/2/2014، ومجرد العنوان ... إذن، لأول وهلة، يبشر المواطن السوداني أن أبنائه في المدارس سوف يتعلمون في مدارسهم بطريقة عصرية تحمل عنهم أعباء ومعاناة كثيرة، ليس فقط عبء حمل الحقيبة المدرسية، وإنما سوف يلجون عالما رحبا ومثيرا ومحفّزا للتعلم فإن الحاسوب هو أكثر أشكال الوسائل التعليمية تطورا وجاذبية وسهولة في توصيل المعلومات. وتلاميذنا إذا ماتم هذا العمل فإنهم سوف يستعملون الحاسوب ليجدوا على شاشته كل المقررات بطريقة (ديجيتال) والحاسوب كما هو معروف يحمل آلاف الكتب بمحتوياتها زيادة على الصور والفيديوهات كوسائل تعليمية متطورة بالإضافة لألعاب تعليمية وبرامج تعمل على تثبيت المعلومة في أذهان التلاميذ لفترة طويلة جدا تتجاوز وقت الإمتحانات، إذ أن المعلومات تعرض بطريقة فيها قدر كبير من التشويق. ولكن دعونا نستعرض كيفية تطبيق هذه الخطوة الكبيرة في تطوير التعليم. أولا: ولكي يدخل هذا التصريح إلى حيز التنفيذ، ويكون واقعا ملموسا، لابد من أحد أمرين. (1) إما أن تكون الوزارة قد إعتمدت موازنتها لشراء الحواسيب التي تكفي لعدد تلاميذ المدارس الذي يقدر بالآلاف (148,170 من تلاميذ الأساس والثانوي يجلسون هذا العام لإمتحانات الشهادتين) وقس عدد تلاميذ المرحلتين في السودان! (2) أو أن الوزارة تنوي تحميل التلاميذ قيمة هذه الحواسيب. والخبر ، كعادة تصريحات حكومة (الإنقاذ) يخلو من التفاصيل الضرورية والتي إذا أخذنا الإحتمال الأول، فهل رصدت الوزارة هذه الموازنة الضخمة، قبل أن يطلق مسؤولها هذا التصريح؟ ولماذا لم يصاحب التصريح تحديدا لأي من الخيارين تريد أن تنفذه الوزارة؟ وقبل أن نحكم على هؤلاء الذين يطلقون التصاريح الصاروخية من مكاتبهم الفخمة وتحت المكيفات، سنتناول الخطوات التي نبغي أن تتبع ليكون هذا التصريح قابلا للتنفيذ، وسنتعرضللصعوبات التي سوف تواجهها الوزارة، وكيف ستقوم بتذليلها؟ (أ) إّذا إفترضنا أن الوزارة سوف تقوم بتمويل الحواسيب فلابد لنا أن نطرح هذه الأسئلة للمسؤول الذي أطلق هذا التصريح: * هل تم رصد المبالغ الخاصة بشراء هذا العدد الكبير من الحواسيب في موازنة الوزارة لهذا العام أو العام القادم. * هل وضعت الوزارة تصورا أو خطة لتدريب المعلمين الذين سيقومون بتدريب الطلاب لإستخدام الحواسيب والإشراف على تطبيقاتهم في هذا الأمر... وهل رصدت تكلفة هذا العمل، وهل أعدت الفريق المتخصص للقيام بهذا التدريب؟ * هل تنوي الوزارة تطبيق هذ ا البرنامج على مدارس العاصمة فقط أم على مدارس القطر كله؟ (ب) أما إذا كانت الوزارة تنوي تحميل التلاميذ قيمة هذه الحواسيب وربما قيمة التدريب نفسه. *هل فكر المسؤول الذي أطلق التصريح، في المدارس المتهالكة والآيلة للسقوط، وعددها ليس قليلا في العاصمة وفي الولايات حدث ولاحرج؟ * هل فكر المسؤول الذي أطلق التصريح في نوعية المباني التي تتناسب مع التوصيلات الكهربائية الآمنة والكابلات والشبكة الضرورية لهذا البرنامج؟ وهل لديه تصورا لتكلفة ذلك؟ علما بأن الوزارة والمحليات تنظر لمئات المدارس التي تعاني من أبسط المتطلبات من غرف آمنة حتى لجلوس التلاميذ وبعض التلاميذ في أطراف العاصمة وليس بعيدا من المركز، مازالوا يجلسون على الأرض أو على "البروش" أو على "علب"؟ * وإذا كانت الوزارة بهيكلها وصولا للمحليت، لم تستطع كل هذه السنين أن توفر جلوسا صحيحا للتلاميذ في مبان صحيحة، فكيف تستطيع أن تحلم، مجرد حلم، بإستخدام التلاميذ للحواسيب؟ ونحن نسمع في بداية كل عام تصريحات للمسؤولين تحمل الوعود بإجلاس التلاميذ... مجرد إجلاس!!! * هل يعلم المسؤول الذ أطلق هذا التصريح أن الكتاب المدرسي تقريبا غي موجود في المدارس وأنه يتم شراؤه من السوق بواسكة أولياء الأمور؟ وهل يعلم أن مدرسة معينة في أمدرمان صدقت لها الوزارة بكتاب لكل عشرين تلميذا؟ *هل يعلم المسؤول الذي أطلق هذا التصريح أنه قد تم طرد العشرات وربما المئات من المدارس بسبب عدم تسديد الجبايات غير القانونية ، تلك التي صرح السيد رئيس الجمهورية أكثر من مرة بمنعها وتحريمها واصدر توجيهاته بالتوقف عن طلب اي مبالغ من التلاميذ وعدم طرده من المدرسة بسبب هذه الجبايات... وكلنا يعلم أن المدارس لم تنفذ أيا من هذه التوجيهات... ولن أذهب بعيدا فقد زارتنا قبل فترة قصيرة أرملة تقود أبنائها المطرودين من المدرسة وهي تتسول مبلغ خمس جنيهات لكل منهم لكي يسمح لهم مدير المدرسة بمعاودة الدراسة!!! وقد ذكؤت إحدى الصحف أن 50 تلميذا قد طردوا من مداس الأساس بسبب عدم دفع ( الرسوم)!! ويمكنني أن اقول دون شك، أن هذا التصريح سيكتب له الفشل، تماما كما كتب الفشل على تصريح مسؤولي ولاية الخرطوم قبل شهور قليلة بتحمل وجبة طعام في المدارس!!! فهل سمع أح بإلتزام الولاية بهذا التصريح المدوي. يا مسؤولي وزارة التربية ... إن كنتم جادين فعلا في الإهتمام بأبنائنا التلاميذ فأبدأوا أولا بإجلاس التلاميذ على كنبات مناسبة وتحت أسقف غرف آمنة من السقوط وتكملة الكتب المدرسية .. ثم لكم بعد ذلك أن تحلموا بماتم في العالم المتطور من حولكم والذي رصدت له الدول نسبة 25% من موازنة الدولة للتعليم ومثلها للصحة... وأرحمونا من هذه التصريحات التي لا طائل من ورإئها. ملحوظة: الصور المرفقة لمدارس إقليمية أو ف أطراف العاصمة. خلف الله عبود الشريف: تربية فنية وبيئية [email protected]