أويس القرني هو الرجل الوحيد الذي زكاه النبي "صلى الله عليه وسلم" ، وقد قال عنه النبي (ص) للصحابة : (يأتيكم أويس بن عامر من اليمن كان به برص فدعى الله فأذهبه وكانت له أم هو بها بار . ياعمر إذا رأيته فليستغفر لك فمره يستغفر لك ) . وجاء يوم من الأيام ودخل الحج فكان عمر رضي الله عنه حريص على مقابلة أويس وعندما جاء وفد من اليمن قال عمر رضي الله عنه : أفيكم أويس بن عامر فجئ له بأويس ... رجل متواضع من عامة الناس قال له عمر أنت أويس بن عامر فقال : نعم . قال عمر كان بك برص فدعوت الله فأذهبه ؟ قال : نعم قال: استغفر لي!. قال : ياعمر أنت خليفة المسلمين !! قال : إن النبي "صلى الله عليه وسلم" وذكر عمر رضي الله عنه قصته. فاستغفر له أويس ، فلما انتشر الخبر بين الناس اختفى عنهم وذهب حتى لا يصيبه العجب أو الثناء فيحبط عمله عند الله عز وجل. لم ينل أويس تلك المنزلة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . (إنه لو أقسم على الله لأبره ) إلا ببره بوالدته رحمه الله. ومع ذكريات الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين يمر علينا اليوم عيد الأم ، والأم في السودان غير الأم في كل العالم فالشقاوة والمعاناة والرهق جزء أصيل في تجربة تربية الأطفال والقيام بمهام الزوجة وإدارة البيت. وعندما نكبر ونعرف لماذا كنا نشرب الحليب ونتذوق الدواء المر ونُجبر على الاستذكار ونُرغم على النوم مبكراً ونفكر في رد الجميل والإحسان إلى أمهاتنا يكون العود قد التوى والبريق انطفأ والشعر الأبيض زحف على الأسود والعيون اكتحلت تعباً وسهراً والشفاه نضبت بحورها من تدفق الأدعية والدعوات المباركات. كم من أم تعبت وربت وضحت وحينما كبر الصغار وبدأت تطل بشارات النجاح لم تكن لتراها أو تعايشها أو ينالها حظ منها. اليوم عيد الأم ولكن كم عدد الأمهات في دار المسنين كم أم أغلق ابنها الهاتف قبل أن تكمل حديثها كم أم صرخت ابنتها في وجهها كم أم تعيش اللوعة والفراق واغتراب الأبناء بحثاً عن المال والسلطة والجاه من دون أن يكون لها نصيب في لحظات السعادة والنجاح، كم أم تعيش في غرفة قصية في منزل ابنها لا يزورها الضوء إلا لماماً. اليوم دعونا نبدأ يومنا بقبلة على رأسها وإن كانت بعيدة فبمكالمة هاتفية. دعونا اليوم نخبرها بحبنا وسعادتنا بها نخبرها بندمنا على الأوقات الكثيرة التي قضيناها بعيداً عنها قضيناها في الدردشة على النت ورسائل الواتساب وحمل بعض أوراق العمل إلى البيت كم ساعة نقضيها مع أصدقائنا وكم من الزمن نهدره في تناول أحوال الناس ... أليس الأولى بهذا الوقت جلسة ونسة مع أمهاتنا قبل أن يأتي اليوم الذي ندخل فيه البيت ونجد سريرها خالياً. كل عام وكل أم في السودان سعيدة وراضية كل عام وأنتي بخير يا أمي ربنا بديك الصحة والعافية ويحقق كل أحلامك وإني على يقين أن أحلامك هي سعادتنا ونجاحنا اسمحي لي اليوم أن أكتب باسمك سهير "بت الحكومة". [email protected]