حوة ست شاي من جنوب كردفان يتحلق حولها العطالة وغير العطالة والعشاق لشرب الشاي والساي وشرب الحديث والنكات ، الكل يعرف انها حوة تخصك فقد ولم يجر احد ان يسألها طول هذه المدة لماذا اسمها( حوة تخصك) هل( تخصك)ده هو اسم ابوها ام المنطقة التي جاءت منها لان كثيراً من الناس ينتسبون الى مناطقهم مثل صاحبنا ود ام سيالة واولاد امروابة جيراننا بتالودي وود تالودي وود شندي وغيرهم الذين يخبئون اسماءهم الحقيقية وراء اسماء مناطقهم فتنمحي وتندرس آثارهم من ذاكرة الناس التي في الغالب غير محبب لهم. سأل حوة احد الزبائن عن اسم تخصك الملحق بمؤخرة اسمها ؟ فردت بانها اذا ماتت يستفسر الناس بقولهم منو المات؟؟ قالوا حوة!! -ويقولون مستدركين لكن حوة ده ماكثير، لكن كن قالوا حوة تخصك، حوة تخصك ده ما واحد بس ده انا وكان يتفتح فمها باتسامة عريضة كشفت اغلب اسنانها الصفراء والتي قيل انها شهادة نسبتها لآكلي ناقة سيدنا صالح عليه السلام. ارادت التفرد والتميز والوسم والاشارة وان تكون لها بصمة تفردها من الآخرين. فهي لا تقل شهرة عن بقية المشاهير الاغنياء او لاعبي كرة القدم او السياسيين الذين يصنعون الانجازات الضخمة او الانجازات السقمة فكل يبعث حسب نيته. حل والدي ضيفا (على ابوضراع الدقل) وذلك اثناء مروره في الحملة، حملة تقدير انتاج القطن الطويل التيلة ومساحته المزروعة في عز الخريف فما لبث ابوضراع الدقل الا ان ذبح له تور فتعجب والدي كيف ياكل تور كامل لوحده!!!! فرده مبتسما بقوله انا بريد السمعة يا افندي ابراهيم ما قالوا (السمعة ولاطولة العمر ) السمعة معون تحمل الاسم وهذا الاسم فيه (اسمك خصيمك) اي ان الاسم المشهور قد يجلب الشرور كما يجلب لك السعادة. ويكفي ان مسلسل تركي اسمه( ثمن الشهرة) تتلخص في ان تقع سوزان في حب شاب، تصل علاقتهما إلى حد حملها منه سفاحا، إلا أن فقرها، جعل والدته تقف في طريق زواجه منها ...و تشاء الأقدار أن تدخل عالم التمثيل، فترغب سوزان بالمزيد من الشهرة، وهو ما يبدل حياتها و الى آخر المسلسل... غير بعيد عن أذهاننا قصة الاعرابي ذلك الذي بال في زمزم ليصبح بعد ذلك أشهر من نار على علم حيث تقول قصته .. روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه، إذ وبينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد ان يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاءوا به إلى والي مكة،فقال له : قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي : حتى يعرفني الناس، يقولون : هذا فلان الذي بال في بئرزمزم وفي رواية أخرى قال الأعرابي كي أشتهر وأدخل التاريخ فتحولت قصته إلى مضرب مثل على كل باحث عن الشهرة أو هؤلاء الذين ادعوا النبوة ومحرقوا على الناس وهم أنفسهم أول من يشهد على دجلهم وإفكهم ..أو ذلك الأفاك الذي ادعى الألوهية وانتهى مصلوبا على جذع ببغداد في نهاية القرن الخامس ..أو ذلك الذي طلب الشهرة وخلود الذكر بمعارضة القرآن وادعاء وجود اللحن فيه وصنف في ذلك كتابا كان وبالا عليه .. أو ..أو..أو.. الأمثلة كثيرة جدا ليس هذا مقام حصرها نهدي ذلك الى الذين يحاكمون بتهمة الرد والذين سموا انفسهم قرآنيين انكروا السنة و التزموا القرآن كمصدر تشريع دون غيره وهي ظاهرة لا تخلو عن البحث عن الشهرة . وقد ورد في خصوص لباس الشهرة أحاديث منها حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . رواه أبو داود (4029) والنسائي في «السنن الكبرى» (5/460) وابن ماجه (3606) وأحمد في «المسند» (2/92) وغيرهم ، وحسنه الألباني والأرناؤوط نهدي هذا الحديث لهذا الجيل الذي يصر ان يرتدي T shirt الذي كتب فيه كثير من العبارات الي تسئ الى ثقافة من يرتديها قد يكون مقصوداً بها الشهرة ولكن المقصود بها الدعاية. في السودان يقولون ان فلانا يتزوج من فلانة لانه يريد ان يشتهر بها ويامن مستقبله ومستقبل ابنائه...... سمع سيدنا عمر بن الخطاب قصة كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم.قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاست?فر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فأتى أويسا فقال: استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي قال ل?: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. رواه مسلم. هذه قصة عويس القرني وهو غير مشهور بل مغمور فانظر بركته!!! فالذين يريدون ان يشتهروا من اجل ان يشتهروا عليهم بتدبر هذا المقال والنظر فيه مليا فلا يمكن رهن تاريخ ومستقبل البلاد على اكتساب الشهرة فلا يمكن ان يكون عذر بعضنا بان الاعلام قد ظلمه ولم يشتهر لذا لم يرَ انجازاته فاصبح في قائمة الاقل انجازا وطلب منه ان يفسح معقده لغيره فيا اخي دع اللهث وراء الشهرة واعلم ان الله يعلم فيحبب قلوب العباد اليك او ينفرهم منك فافسح المجال لغيرك فربما يكون ذخرا لك في الآخرة ويقيني الاعلام يصنع الناس والله يخلق الناس....... قالت لي احداهن وهي زوجة لاحدى الذين امتهنوا الاستيزار(العاجبكم في فلان ده شنو!!!!!) ويومها قيل اذا اريد الجرح والتعديل للذين يترشحون للاستيزار عليهم ان يسألوا نساءهم ولا تخدعهم نجومية الشهرة فالرجل قد يجيد الحديث ويخزله الفعل رغم ان المرء مخبوء ما تحت لسانه. علينا ندقق في الاختيار ، نريد الذين يثقبون جدار العزلة ويحققون لنا تواصلاً مع المجتمع الدولي فقد جربنا كل الهتافات ولم نحصد منها الا مزيداً من التدخل الاجنبي ، نريد الذين يتحدثون لغة العالم فلا يكفي ان نشتم العولمة بل علينا ان نسأل لماذا يكره?ننا!!!! هل لم نجد مفتاح التفاهم معهم. فإن للدول كلمة سر مثل عنوان البريد الإلكتروني .. هل لم نجد من يتعرف على هذه المداخيل !!!!