إنسانة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات ومعاني، عطاء بلا حدود، تضحية دون مقابل، تُقدم ولا تنتظر الرد، تمنح ولا ترجو الأخذ، إنها قاموس فريد يجمع صفات نادراً ما تجده عن من سواها، لا تكّل ولا تمّل من العطاء لأبنائها من مرحلة الجنين إلى أن يبلغ أشده، وأكثر من ذلك بل يمتد عطائها ودفئها لأبنائها وإن بلغوا من العمر أرذله. مدرسة في العدالة والمساواة بين أبنائها وتلك الفطرة منحها الله في هذا القلب الحنون الصادق الذي لا يحمل مثقال ذرة من حقد وضغينة لمن أنجبتهم وحملتهم وهناً على وهن، تتمنى لهم الخير جميعهم منىً لا يشوبه شائبة نابع من سويداء قلبها. ذاك القلب الأبيض الناصع ينبوعاً يفيض حباً متدفقاً يمنح أبناءها الحنان والطمأنينة وهم مقبلين على متعرج الحياة، الأم...قُرائي الأعزاء شمعة تحترق لأجلكم ونوراً ينير دروبكم في حياة مليئة بالمنغصات، فنظرة حانية ودعوة ملحّة منها تفتح لك دروب الخير والسعادة، ورضاها من رضا الله عّز وجّل. إيقاع الحياة المتسّرع، وكثرة المسؤوليات، واللهث للحاق بمتطلبات الحياة وتوفير سبل العيش الكريم للأبناء، جعل الكثير منّا مقصّراً متناسياً دوره تجاه سبب وجوده في الحياة، فبات عمله وأسرته الصغيرة وعلاقاته الاجتماعية محل اهتمامه دون أن يترك مساحة من وقته للتواصل والاطمئنان على الإنسانة الأغلى في الوجود، كيف منّا من يريد التوفيق في حياته الدنيا والآخرة وهو غالقاً لباب بره بأمه، تذكّر.. أن الجنة تحت أقدامها وأن برها سبب للسعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة، ولزاماً علينا أن نكرمها ونكون بجانبها خاصة في الكِبر، ومهما... نقدم ونعطي ونمنح لن نفي الأم جزءاً يسيراً من ما قدمته لنا، فهي جُبلت على العطاء والتفاني، وأكثرنا ما زال لاهثاً في طرقات الحياة بحثاً عن السعادة، ألزم أمك.... تجد السعادة قد أتتك راغمة. نسألك الله رب العرش العظيم أن يكرم أمهاتنا بقدر عطائهن وأن يمنحهن الصحة والعافية والسعادة والسرور، اللهم اجعلنا بارين بهم وأغفر لنا إن أخطأنا في حقهن، ونسأل الله لكّن طول العمر وأن يغفر ويرحم موتانا ويجعلهم في الفردوس الأعلى، اللهم آمين. [email protected]