لايختلف اتنان ان التروة الحقيقية هى الانسان وأن أشرف مايقتات منه المرء عمل يديه وقد حث عليها وباركها سيدنا الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والتسليم , اشتهرت المنطقة الصناعية بالأبيض منذ بدايات الاربعينيات من القرن الماضى بأنها من أكثر المناطق الصناعية فى السودان وأفريقيا جودة وكفاءة وابتكار وقد ساهمت مساهمات مشهودة فى تنمية الصناعات الخفيفة والصناعات الحديدية واعمال الصيانة الميكاتنيكية للآلات والمعدات والعربات بل وتصنيع آلات ومعدات صناعة الزيوت والزراعة والانتاج مثل القشارات للفول والغرابيل بأيدى سودانية اكتسبت مهارات الممارسة من الفنيين الأوائل من الأرمن واهل الشام من اللبنانيين والسورين وبعض الاغاريق الذين أسسوا هذه القلعة الصناعية الشامخة ولمع من السودانيين الكردفانيين من قاد نهضة الصناعة والصيانة فى مناطق السودان الصناعية فى المدن الكبرى وتجد بكل الفخر أن أشهر الحدادين والميكانيكيين والصناعيين هم من أبناء كردفان . كانت المنطقة الصناعية بالابيض فى حركة دائبة وشعلة من النشاط والابتكار حتى زاع صيتها فى هذه المجالات وقد وفد اليها أصحاب الحاجات من كل السودان ما ارفد الى الابيض مورد مالى كبير ساهم فى اقتصادها ازدهارا وزيادة واشتهر من هؤلاء العظماء الكثيرين وعلى سبيل المثال أبنا القبانى وعبد الرحمن أبوسته وعبد الوهاب العتيبى وحسن كارو وجمعة بلل وأخوته والكثيرين ممن لايسع المجال لذكرهم وهم كثر وساهموا أيضا فى تعليم واستيعاب جيل من الأبناء أصبحوا فيما بعد أعمدة من المهنيين والحرفيين المهرة وساهموا فى الحفاظ على تاريخ وسمعة المنطقة الصناعية بالابيض والسودان . اعتبرت المنطقة الصناعية بالابيض رافدا اقتصاديا مهما وموردا ماليا مثمرا لواردات الحكومة فى كردفان ووجدت حينها اهتماما بالغا من الادارية البلدية بالابيض من متابعة التنظيم وتأمين الاحتياجات البلدية ومنها تنظيم وتنظيف الشوارع وامدادات الماء والكهرباء وتنظيم المهن والرخص تحت ادارة منفصلة ببلدية الابيض وهو ما ساهم كثيرا فى استقرار هذه الشريحة المهنية والحرفية وساعد فى تطويرها أيضا المشاركات الفنية والاختراعات التى كانت تعرض ضمن الاعياد والمناسبات الرسمية والقومية مثل أعياد الاستقلال وكن نشاهد ضمن المعروضات المشرفة اختراعات لحرفيين من الابيض تملأك فخرا وشرفا وتنبىء عن مستقبل مبهر لهذه الأيادى المعطاءة . ولكن مع الأسف منذ انقلاب مايو المشئوم على الديمقراطية والشرعية وتواصلا مع انقلاب الانقاذ المدمر لكل بنيات وقواعد الاقتصاد السودانى تعرضت الصناعات والمهن الى اهمام مثل توفر الطاقة الكهربائية وتوفر مدخلات الانتاج من الحديد والمواد والجبايات المرهقة ما ساعد على تدنى الاداء بل وغيابه تماما فى فترات من الانتاج وهروب الكثيرين منهم الى مدن أخرى مثل الخرطوم والقضارف يتوفر فيها شيىء مما فقدته الأبيض اضافة الى تولى من لايفهم والايدرك مثل اهمية هذه الثروات الانسانية ومدى دعمها ومساهمتها فى الاقتصاد المحلى واستيعابها الى كثير من الايدى والعمال من أبناء كردفان وعدم وجود خطط واستراتيجيات تقدر على المحافظة على هذه المهن الحرة . ونحن نستشرف نهضة كردفان المأمولة يجب أن نستصحب معنا أهمية النهضة الحرفية وتنمية مقدراتها وحل المشكلات الادارية والتنظيمية لهؤلاء الحرفيين من تقليل الجبايات وامدادات الكهرباء والخدمات المصاحبة من تنظيم لهذه المهن لأن أى نهضة قادمة فى حاجة الى مهنيين وحرفيين مهرة لسيطرة على أى احتياجات فنية ولا مناص لاستدامة النهضة ومعداتها و اضافة الى استيعاب جزء كبير من الايدى العاملة وتأهيلها وتدريبها وايجاد مصادر دخل وتنمية اقتصاد الأسر وتنويع المصادر . تفعيل دور المهنيين والحرفيين فى كردفان لايقل أهمية عن أى مشروع نهضوى واقتصادى ووجود جسم لهم ضمن ادارة فعاليات النهضة المنتظرة وضمن فعاليات الغرفة التجارية التىنأمل فى تفعيل دورها واستيعابها للمهنيين والصناعيين والمساهمة فى توفير المدخلات المساعدة لتطوير الانتاج وترقية المهن والحرف . التحية والتقدير والعرفان لجيل الحرفيين الكردفانيين والمهنيين الذيى ارسوا تاريخ وقواعد هذه المهن والاجلال لدورهم الكبير فى نقل خبراتهم وابداعاتهم الى اجيال من أبناء الابيض وكردفان . [email protected]