*تكبدت بمعية اسرتها مشاق السفر الى الخرطوم لتلقي العلاج ، اكثر من سته عشر ساعة، هي مسافة الطريق او تزيد في يدها بطاقة التامين الصحي ،تشبثت بها اكثر عند دخولها لمستشفى الاسنان صباحا، وفي الاخرى اوراقا رسميه تؤكد انها تستحق العلاج بالمستشفى ..على كل ورقة تثبت احقيتها في التحليل والفحص وغيره، وفق بطاقة التامين الصحي ...بخطى ثابته ، اتجهت خطواتها نحو الشباك ، الذي تعلوه لافته (التامين الصحي –الولايات ) نقرت خفيفا عليه ،تبرع شاب بالرد عليها من الشباك المجاور،بادرها بالاعتذار ،، بان التامين الصحي لايقدم خدماته يوم السبت لمرضى الاسنان القادمين من الولايات ،اي ان يوم السبت ليس من بين الايام التي يسمح فيها بتقديم الخدمه العلاجية لمرضى التامين الصحي، وفق العقد المبرم بين المستشفى والتامين الصحي ،اذ يعتبر يوم السبت (يوم عمل اضافي )... *تم توجيه المريضه التي يفوق عمرها السبعين عاما ، ومرافقها الذي شارف الستين بالذهاب الى مستشفى الشعب ،، لاحضار استمارة التامين الصحي ليتسنى لها العلاج في مستشفى الاسنان في يوم السبت ، واذا تعذر ذلك ، فلا مفر من دفع المبلغ كاملا، او الحضور صباح الاحد ،مهما كان حجم الالم والوجع والحسرة على بطاقة (تتمتع باجازة يوم السبت في مستشفى الاسنان ). بعض المرضى وفي غمرة الم متواصل يدفع صاغرا المبلغ المطلوب ،ليخرج من دائرة الالم الممض الى الراحة (باقي اليوم ) *مستشفيات وطني رغم بؤسها وسوء بيئتها وهجرة كفاءااتها، لاتقدم الخدمة للمواطن مجانا ليجد التامين الصحي فرصة (فرض) خدماته المدفوعة مسبقا والتي ليس من بينها العلاج لكل الامراض ، لتصبح المشتشفيات تحت رحمة التامين الذي بات يشكل عقبة امام المواطن . * في اواخر العام الماضي ، تم تسليم مستوردي الادويه (60%) من جملة المبلغ الذي يقدر ب (25)مليون جنيه والذي خصصته الولايه لحل مشكله توفير الدواء، والذي يكفي لخمسة اشهر ، واذا كان (الحساب صحيحا ) فانه بنهايه هذا الشهر ( مارس) ستبدأ ثانية في (دوامة ) غياب الدواء –رغم ان بعضه لم يظهر ---- والذي اقر التامين الصحي بوجود مشكلة في توفيره وتراجع خدماته الي (63%) فقط ،علما ان اسعار الدواء في السودان ، (تزيد)بسرعة جنونية حتى اصبحت حقائب العائدين للوطن ، تمتلئء بالادويه المتنوعة استجابه لطلبات الاهل !!!!!كما ان بعضه خارج مظلة التامين لارتفاع ثمنه . شهد كذلك عام (2011) الكثير من مشكلات خدمات التامين الصحي، مع تكدس المرضى في بعض المراكز ، بجانب النقص الواضح للادويه المهمة المنقذة للحياة ، ووجود اعداد كبيرة من الاسر الفقيرة لم تستطع دفع ماعليها ،وبرزت كذلك اشكاليات نظام الاحالة من الولايات ،وعدم تطوير الخدمة التامينية ،وهو ذات العام الذي شهد توقف عمليات مستفيدي التامين الصحي ، بمستشفى الانف ةالاذن والحنجرة بسبب المديونيات على ادارة التامين الصحي ، والتي بلغت انذاك (200)الف جنيه مع غياب موظف التامين الصحي ما ادى الى ضرركبير لحاملي البطاقة التامينية . * والان لم اجد تفسيرا واحدا ، لغياب خدمة التامين الصحي في مستشفى الاسنان ،في ايام (السبت) من كل اسبوع فالذين تكبدوا مشاق السفر سابقا،غيرهم كثر ، ينتهزون نهاية الاسبوع للسفر، وبدايته لمقابله الطبيب ، وجميعهم ليس لديهم علم، بعدم توفر خدمة التامين الصحي ، في مطلع الاسبوع ، لذلك من( المهم جدا ) استصدار تعميم يوضح غياب الخدمة في يوم السبت ، مشفوعا بالاسباب التي ادت الى حجبها ،حتى لاتبدا رحلة (متاعب )مريض جديد من سنكات او قرورة او جودة ،بين ردهات وشوارع المستشفيات . همسة بيني وبينك مواويل وذكريات قديمة ... وامنيات بكر ... تاخذني الى مدائن الفرح الطفولي .... فانثر اجمل الالحان ..... [email protected]