عفوا لا تحدثوني عن التأدب في حضرة عصام أحمد البشير .. ببساطة الرجل لا يستحق إصغاءة .. و كما قلنا من قبل و أقولها ثانية .. لن أصلي خلفك لأنك فاقد لصلاحية الإمامة. الإمامة ليست أثوابا ناصعة تزيننا .. و ليست خطبا رنانة تدغدغنا .. و ليس حفظا فارغا لآيات و حديث و شعر .. أنت تخاطب بشرا لا تخالطهم و لا تلمس قضاياهم .. تُراك تجوب الدنيا و تعتلي المنابر و بت ضيفا دائما بالفضائيات و الأجهزة الإعلامية التي ترمها بالذم و التهديد و الوعيد .. ليتك ناديت بمبادرة لحقن الدماء .. ليتك بادرت بجمع معونة .. ليتك جمعت بين الخصماء تريد إصلاحا امتثالا لقوله تعالى و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما .. ليتك تنادي بحملة لجمع الدواء و المأوى .. ألم ترى فنانين و نجوم سينما لا يشهدون بلا إله إلا الله و لا أن محمدا رسول الله و لكنهم قطعوا آلاف الكيلومترات لمد يد العون .. و لكنا لم نشاهدك أو نسمع أنك يوما جبت مخيمات النازحين أو أن نصحت الحاكمين بما أوصلوا إليه العباد من الضيق و الضنك. الدكتور عصام أحمد البشير .. العالم العلامة بالقران و الحديث .. سابر غور اللغة العربية و الشعر .. سيبويه زمانه .. الخطيب المفوه .. عضو المجلس العالمي الإسلامي .. إمام مسجد كافوري و ما أدراك ما مسجد كافوري .. المسجد الضرار الفاخر الذي بناه الإبن العاق عمر البشير لوالده رحمة الله عليه من حر مال الشعب .. يشن هذا العصام هجوما شرسا على وسائل الإعلام التي نشرت و لا تزال و سخ و نجاسة الحكومة التي منها يسترزق عصام. لن نرفع حواجب الدهشة و لن نفغر فاه التعجب بل لن نعض بنان الندم و أنت يا عصام تفرغ في أسماع المصلين و المشاهدين هجومك الشرس على الصحافة و وسائل الإعلام الحديثة .. لن نستغرب صمتك عن قتل النفس التي باتت رخيصة بعدما استباحتها السلطة الكيزانية .. لن نتكلم عن التدهور المريع الذي سقطنا فيه و صرنا نتمرغ .. لن نقول عن الفساد الضارب بأطنابه .. الفساد الذي أصاب فيروسه أول ما أصاب عصام أحمد البشير الذي صار يمجد القتلة و يدين الضحايا .. عصام أحمد البشير الذي بات شديدا على الغلابة هينا لينا مع السلطة .. عصام أحمد البشير الذي أصبح يغضب الله بإرضاء السلطة .. لن نتعجب البتة فأنت موظف مأمور مأجور قوّال .. فعّال لما يريده السلطان. و لكن لماذا نكتب عنك؟ ليس و الله طمعا و لا رجاء نرجوه منك و نحن نعلم أنك مملوك السلطان تمشي حيث يريد و تقول بالذي يرغب بالتحديد .. و لكنا نكتب لنكشف للعامة أنك رجل وظّف هباته الإلهية و مقدراته الربانية في خدمة القتلة و المجرمين .. نكتب لنفضح ارتهانك لنفسك و علمك لتكون أداة طيعة في خدمة نفر مصوا دماء الشعب .. باعوه بثمن بخس .. ساموا الناس ذلا و هوانا .. اشتروا بالدين ثمنا قليلا .. نافقوا كذبوا قتلوا اغتصبوا و أنت سبحان الله لا تقول حيال ذلك كله كلمة واحدة و لكن يغضبك غضبة مضرية صوت الإعلام الحر الكاشف لخبايا فسادكم و فساد من تتسترون عليهم بإسم الدين .. كان الأحرى أن يجد منك هذا الإعلام دعما و دفعا .. و أنت على المنبر .. لا نقدر أن نقاطع .. لا حيلة لنا حتى بالتململ .. نسمعك غصبا عنا تملأ أسماعنا بذات الخطاب السياسي فقط مع اختلاف المنبر .. لكن و نحن نسمعك و نشاهدك .. تنفر نفوسنا و تغلي دواخلنا من ذاك الكم الهائل من النفاق و الإزدواجية الملازمة لخطابك .. و ندرك في دواخلنا أنه قول فارغ من المضمون يرتد إليك حتى قبل أن يطرق الآذان لعلمنا التام أنه لا يخاطب واقعنا المر و لا يرفع عن كاهلنا الثقل الطاحن و لكنه في ذات الوقت يلاقي هوى عند السلطة و يوافق رضى عند الحاكم. في مقال بعنوان (عصام البشير .. هل تصح إمامتك بعد اليوم؟) بتاريخ 09-09-2011 كتبنا ما يلي في حضرة البشير لم يكن أمام عصام البشير و هو يؤم المصلين في مسجد والد الرئيس إلا أن يحشد كما هائلا من آي القران الكريم و الحديث النبوي و الشعر العربي ليثبت للملأ حقيقة مروق مالك عقار والي النيل الأزرق على الوالي الشرعي عمر البشير!! إن البلاغة و الفصاحة و حفظ القران و الحديث و الشعر لا تصنع إماما يخطب في الجمعة و يؤم الناس .. لم يكن عصام منصفا و لا صادقا وهو يكيل بميزان أراد لكفته أن ترجح بالبشير على حساب عقار.. لسنا يا عصام البشير في حاجة أن تحدثنا عن كذب البشير و نكثه للعهود و تعطشه لإشعال الحروب و من ثم منع ضحايا الحرب من الانتفاع بخدمات المنظمات الإغاثية فكل ذلك معرفه كما يعرفه القاصي و الداني و لا يتجاهله إلا خائف رعديد أو مرتزق رخيص .. لكنا كنا نأمل و أنت على المنبر تستشهد بقول الله و رسوله أن تكون جبلا صلدا من الحقيقة المحضة سيما أنك واتتك فرصة لحصحصة إيمانك و تقويته أن البشير معك فتقول بين يديه لا تخاف في الحق لومة لائم و الحافظ الله. دعنا نقلب الأدوار و نخطب فيك و لكن بالحق .. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أنت وصفت البشير صراحا بأنه ولي الأمر الشرعي .. أنى له الشرعية و قد جاء قوة السلاح و خلع واليا شرعيا ارتضته الغالبية؟ أنّّى له الشرعية و قد فعل بالانتخابات ما فعل من تزوير؟ أين هذه الشرعية المزعومة في رئيس كذاب أشر ناقض للعهود ظالم مفرط في الوطن قاتل بالجملة؟ و لماذا خرس لسانك عن ذكر شرعية عقار في ولاية النيل الأزرق؟ ألم ينتخبه أهلها و رضوا به حاكما عليهم؟ أم أنت قاض تقضي بين الناس و لما نعرف؟ كيف تناقض نفسك بنفسك تارة تقول إن الصراع بين حزبين و سميتهما بالمؤتمر الوطني و الحركة الشعبية و تقترح عليهما بالجلوس و الإحتكام لجهة محايدة ثم تجرم أحدهما و تبرئ الآخر؟ أما تتلوا قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)؟ يسألك ربك الذي تسجد له و تركع .. يسألك الذي أنعم عليك بالعلم و الفصاحة و البلاغة .. أليس البشير هو الداء لكل ما يجري في السودان من بلايا؟ ما دورك و دور من هو مثلك في مثل صنائع البشير و حزبه؟ لماذا لا تخصص خطبة واحدة تحدثنا فيها عن فساد الحاكمين في السودان؟ عن الأوضاع المتردية و المصير القاتم الذي ينتظرنا كنتاج للسياسة الرعناء و القيادة الفاسدة؟ و الله كنا نفاخر بك الأمم و نقدمك علينا متى كان الكلام عن الدين و الحق و حين تلتبس علينا الأشياء .. أما اليوم فقد سقطت سقوط من هم من قبلك .. لنا الله ربا لا يخذل .. لنا الله حكما يعدل .. لنا الله قويا به نستنصر .. لنا الله بصيرا عالما لا تغيب عليه غائبة و لا تخفى عليه خافية و الإحتكام برفع المظالم إليه يوم ينفخ في الصور فنأتي الله أفواجا. [email protected]