بلا حياء و لا خجل و لا حتى وازع ديني نفخ عصام أحمد البشير أوداجه ثم صار يلهج بمدح علي عثمان محمد طه لتنازله طواعية عن منصبه إفساحا لآخر. و ما كان لنا أن نرفع حواجب الدهشة و لا نفغر أفواه التعجب من مسلك عصام البشير فهو على دين سلطانه يبسطه و يرضيه صباح مساء من على المنابر سيما ذاك المنبر الذي بناه البشير لأبيه من مال الشعب ثم عيّن عصاما ليكون خطيبا و إماما و ما كان ليختاره لولا أن البشير تأكد و أيقن أن الرجل لن يخرج عمّا هو مرسوم له. إن مثل علي عثمان محمد طه يستحق بدل المدح حبال مشنقة و قصاصا و ما ترجل عن نُبل منه أو شهامة كما ذهب عصام البشير و لا زهدا في الحكم و لكنه لما رأى أن سفينة الإنقاذ التي طالما تغنى لها كيزانهم بأنها سارت غير مبالية بالرياح .. غارقة لا محالة .. رأى في خبث و دهاء أن ينجو بنفسه من السقطة الأخيرة و وجدها سانحة لإلصاق فشله و جرائمه بغيره أو حتى تقاسم المصير تخفيفا عليه مما اجترم طوال سنوات نيابته و قبلها. إن علي عثمان الذي تم انتخابه أمينا عاما للحركة الإسلامية و إن عصام أحمد البشير الذي يعتبر عضوا في المجلس الإسلامي العالمي خير من كليهما لمجتمعنا السوداني رجل لا يحفظ من كل القران غير الفاتحة و الإخلاص عفيف اليد طاهر اللسان يزرع أو يرعى ينفع الناس و لا يتأذون منه. إن خطبة واحدة لعصام و هو إمام مسجد بحي العمارات قبل الدخول في بيت الطاعة الكيزاني كانت كفيلة بأن تزلزل أركان الدولة بعكس خطبه اليوم .. ترضي الحاكم و تسخط سائر الناس. و نقولها صادقة لك .. إن بلاغتك و فهمك للعربية و تفسيرك للقران و إلمامك بالعلم الشرعي لا يعنينا البتة طالما أنه علم مبتور الإصبع لا يشير إلى الظلمة و القتلة و النصابين و الكذابين .. إنه علم غير نافع طالما أنه يملؤك و تعمل خلافه .. و لك أن تعلم أننا كعامة .. حين نراك في موقف صدق و حق سنسمع لما تقول و نعمل بما تقول و نقول لصغارنا أن دونكم عصاما القدوة .. به اقتدوا و بأخلاقه تأسوا و بما يقول اعملوا .. أتريدنا الآن أن نمدح علي عثمان كما فعلت؟ أو نقول كما قلت إن الله أراد بالشعب السوداني خيرا حين ولَى عليه البشير؟ اعلم يا عصام إن الله سائلك عما تقول و عما تفعل و لكن الغريب أنك تتكلم كما يفعل الكاروري عن أيما شيء إلا فساد الحاكمين و ليتكم سكتم عما أجرموا و لكن أن تكيلوهم مدحا فتلك هي الطامة الكبرى. كتبنا قبلُ مقالا عنك بعنوان هل تجوز إمامة عصام أحمد البشير بعد اليوم؟ و نعلم أنه أغضبك حتى أفردت له خطبة بدعوى أنها الفتنة و انتصرت فيها لنفسك و تركت الحق و جانبته .. أسألك الله إن قرأت هذا المقال أن تدع نفسك جانبا و خذ بحق الله الذي أنعم عليك بما نعرف من علم و لسان مفوه و استخدمهما كما يريد لك ربك أن يفعل .. لا تخشى إلا الذي خلقك و يفيد الخلق مما علمك. نذكرك أيها العصام بأن الآخرة خير لك من الأولى كما قال بذلك ربنا عز و جل و إن الثمن الذي تقبضه في دنياك سواء كان حظوة عند الحكام .. مالا أو مجلسا خير لك منه إرضاء الله الذي له و إليه مآل العباد و أعمالهم. [email protected]