لمن تقرع الأجراس رواية للكاتب آرنست همنجواى تتناول فى قالب أدبى رفيع فظائع وأهوال الحرب ألأهلية ألأسبانية - 1936 إلى 1939 - بين الجمهوريين والقوميين نتيجة إنقلاب القوميين العسكرى بقيادة الجنرال فرانكو على الشرعية الجمهورية وكان الجنرال فرانكو يتلقى الدعم من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية مما مكنه من ألإنتصار على الجمهوريين ودخول العاصمة مدريد وحكم إسبانيا حكما دكتاتوريا إستبداديا لمدة 36 عاما من عام 1939 إلى 1975 العام الذى مات فيه.إرتبط نظام الجنرال فرانكو تاريخيا بجانب إستبداده بعدائه للفن والفكر والثقافة وكانت جريمة القتل ألأولى التى إرتكبها قتل الشاعر الإسبانى لوركا وظلت هذه الجريمة تطارده الى مماته. التاريخ ملئ بالمواعظ والدروس ولكن من من الطغاة يقرأ ويتعظ ، القواسم المشتركة كثيرة بين الحرب ألأهلية ألأسبانية بقيادة الجنرال فرانكو والحروب الأهلية السودانية منذ العام 1989 الى يومنا هذا بقيادة الجنرال البشير ومن القواسم المشتركة على سبيل المثال: 1- إنقلاب عسكرى على شرعية جمهورية 2- حرب ليست ضد عدو خارجى إنما ضد شعب البلد. 3- حكم ديكتاتورى إستبدادى فاشيستى. 4- إعتماد النظامين على المراوغة والتحايل لإستمرارية الحكم، برغم دعم موسيلينى وهتلر للجنرال فرانكو فى حربه على الجمهوريين وقف فرانكو على الحياد فى الحرب العالمية الثانية مما مكنه من الحكم لمدة ستة وثلاثون عاما، أما عن مراوغة وتحايل الجنرال البشير فحدث ولا حرج. 5- أعتمد النظامين على المليشيات فى تثبيت الحكم وإستمراريته، لقد سمى الجنرال فرانكو مليشياته حزب الكتائب، وسمى الجنرال البشير مليشياته بالدفاع الشعبى وأخيرا بقوات التدخل السريع. 6- إعتماد النظامين على الدعم الخارجى. 7- إعتمد النظامين فى حربهما على شعبيهما على القصف الجوى لما له من قوة تدميرية هائلة، وقد عكس الرسام الفنان بابلو بيكاسو تدمير القصف الجوى لمدينة جورنيكا ألأسبانية - موطن بيكاسو ألأصلى - فى لوحته الشهيرة الجورنيكا التى تتضمن تعبيرات مفزعة و حزينة.ويا ليت يقوم أحد المبدعين برسم جورنيكا السودانية توثيقا لفظائع القصف الجوى البشيرى على دارفور و جنوب كردفان والنيل ألأزرق. 8- حب السلطة وألإعتزاز بالقوة لدى فرانكو والبشير أحب اليهما من السلام. صورة بغيضة من الصور التى تمر على دنيانا عكستاها رواية لمن تدق ألأجراس ولوحة الجورنيكا التان تدلان على قبح وظلم الطغاة، ويمضى موكب الطغاة ولن يغفر الشعب أبدا للذين كبلوه بألأغلال وأقاموا الحواجز ضد حريته ولم يرعوا كرامته ولم يصونوا آدميته، وسيصب الشعب لعناته على الطغاة أحياءا كانوا أم أمواتا. تغرع أجراس الكنائس عادة للنداء لصلاة القداس أو عند موت أحد الناس أو عند الملمات، فياترى لمن تغرع ألأجراس فى السودان، لصلاة الناس ونهاية الطغيان أم للدمار و الخراب والموت. [email protected]