الأهداف النبيلة لا يمكن الوصول إليها بوسائل غير نبيلة ، فكيف ما تكون الشجرة تكون الثمرة ... غاندي يتجنب المعلقون الذين يعارضون ما أكتبه تناول المكتوب لكنهم يتوهمون أفكارا غير مكتوبة و يردون على أوهامهم ، مثلا لم يرد أحدهم على ما سقناه من أنه أحد أسباب تفوق الآخرين شرقا و غربا علينا ، لا و لا لبؤس الفكر السلفي الذي لم ينتج معرفة طوال تاريخه بل حارب كل من أنتج معرفة في مختلف ضروب العلم ، و لا ما ذكرناه من مواضيع أخرى . بدلا من ذلك كتبوا عما لم نكتبه بتاتا و لم يخطر على بالنا إطلاقا ، حتى اضطررت أن أعيد قراءة ما كتبت عدة مرات لأعرف من أين استنتجوا ما كتبوا فلم أوفق . من جانب آخر يتجلى عجز الفكر الذي نحاوره فهو يضطر لتقويل أشخاص ما لم يقولوه ، ففي تعليق على ما ورد في الحلقة الماضية كتب أحدهم : "لقد ثبت بطلان نظرية داروين في ظل التقدم الكبير في علم الوراثة و الجينات فمثلا نجد أن أحد اكبر الملحدين في النصف الثاني من القرن العشرين و هو (انتوني فلو ) تحول في ءاخر حياته الى الايمان ...." انتهى ... هكذا "لقد ثبت بطلان نظرية دارون " و لو كان منصفا لقال إن (انتوني فلو) لم يتطرق لبطلان نظرية دارون لكنه كما أشار أحد المعلقين النابهين قامت دعاوى (فلو) على أن التطور يتطلب تدخلا من قوى عاقلة لترعاه كما يؤمن بذلك كثير من المؤمنين بالأديان و بصحة التطور ، و طبعا هذه القوى عند (فلو) ليست الإله الذي يؤمن به المسلمون فقد قال (فلو) عن القرآن مثلا : " قراءة القرآن عقوبة وليست متعة " و لا الإله الذي يؤمن به المسيحيون و لا اليهود ، هي قوة بمواصفات مختلفة يُسمى المؤمنون بها بالربوبيين ، هؤلاء ليسوا ملحدين و لكنهم ليسوا مؤمنين بالإيمان الديني السائد ...... الجدير بالذكر أنه لا أحد يتكلم عن الصدفة المتخيلة في أذهان المعلق و أضرابه و التي يفلحون في حساباتها ... هذا التدليس يذكرني بنماذج الأكاذيب التي يريد بها البعض نصرة قضاياه ، دعوني أذكركم ببعضها : واحدة من هذه الأكاذيب تناولتها أغلب إن لم تكن كل المواقع المسماة إسلامية و مدعمة بخطابات الشيوخ المسجلة بالفيديو ، تقول المسرحية التي اشترك فيها كل من المبجلين : الشيخ محمد حسان و الشيخ زغلول النجار و الشيخ الأمريكي يوسف استس و الشيخ نبيل العوضي و آخرين : أعلن العالم الفرنسي أكبر جراحي فرنسا ، موريس بوكاي إسلامه بعد أن فحص مومياء فرعون في باريس في عهد الرئيس ميتران و كان رئيس الفريق المكلف بفحص المومياء (لم يقولوا لنا أي فرعون) و وجد أنها جثة لرجل مات غرقا (سهر حتى الصباح يفكر و طلب أن يأتوه بالتوراة و الانجيل و أخيرا قال لمرافقه : سأعلن للعالم اكتشافا خطيرا ، هذا الفرعون مات غرقا ... تستمر المسرحية : قال له مرافقه : مسيو بوكاي لا داعي لذلك فالمسلمون يعرفون هذه الحقيقة منذ 1400 عام ... و في مشاهد فنتازية يحدثك الشيوخ : "ذهل بوكاي و قال : لا هذا غير ممكن ...و ... و ألف كتابا في ذلك ثم أعلن إسلامه ... تستلقي على ظهرك من الضحك عندما تعرف أن موريس بوكاي لم يكن جراحا إنما كان طبيب أمراض باطنية و لم يكن من ضمن الفريق الذي فحص و عالج مومياء الفرعون رمسيس ناهيك عن أن يكون رئيس الفريق ، و أنه لا يعتير رمسيس فرعون الخروج بل فرعون الخروج عنده هو مرنبتاح كما ذكر في كتابه (القرآن و التوراة و الانجيل و العلم) و أنه ألف كتابه هذا قبل وصول مومياء رمسيس إلى باريس في عهد فاليري جيسكار ديستان و ليس ميتران ، مات الرجل مسيحيا ، ويعلو قبره الصليب ، لو قوقلت (قصة إسلام موريس بوكاي) ستجد أن الكذبة لا زالت (مدوّرة) حتى يومنا هذا و كل يوم يدخل أفراد جدد و هم يرددون : سبحان الله ، الله أكبر ... كذبة أخرى : أعلنت رائدة الفضاء الأمريكية سونيتا ويليامز إسلامها مباشرة بعد عودتها إلى الأرض فأثناء تواجدها على القمر ومراقبتها للأرض كانت الأرض مظلمة بإستثناء منطقتين كانتا تشعّان ضوءاً ونورا .. وقد صدمت آنذاك لرؤية هذا المنظر .. وعلمت بعد ذلك أن المنطقتين هما المدينةالمنورة ومكة المكرمة .. وأضافت أن كل تردّدات الصوت غير مسموعة إلا ذبذبات الأذان .... صفحة بيانات سونيتا ويليامز على موقع وكالة ناسا http://www.jsc.nasa.gov/Bios/htmlbios/williams-s.html و صفحة سونيتا ويليامز على تويتر https://twitter.com/Astro_Suni سونيتا ويليامز على ويكيبيديا http://en.wikipedia.org/wiki/Sunita_Williams المضحك أن سونيتا وليامز لم تهبط على سطح القمر و أن الكذبة مستمرة لقرابة عقد من الزمان و كلما ينشرها موقع تجد تعليقات من نوع : سبحان الله ... الله أكبر ... واقرأ : أسلم عالم الاجنة ( روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد البرت اينشتين ) ... لا يوجد رجل بهذا الاسم و لا بهذا المنصب العجيب لكن العقل الكذوب يعشق نصر قضاياه بالأكاذيب . تكون النماذج عادة على النمط التالي : البروفسير (...) العالم بجامعة (...) الأمريكية الشهيرة أعلن أن نظرية التطور لا تصلح لتفسير التنوع و وجود الإنسان على الأرض و أنه من المؤكد أن رواية الكتاب المقدس (وهي رواية الحضارة السومرية الوثنية و كثير من الحضارات القديمة) أعلن أنها هي الصحيحة و عاد للإيمان بعد أن كان شكك في المعتقدات (طبعا عاد للإيمان المسيحي حسب الكذبة و رغم ذلك جماعتنا يهللون له) ... الحقيقة أن تلك المواقع تختلق عالما وهميا و جامعة وهمية .... كثير من القراء الأذكياء كفوني الرد على دعاوى الجماعة إياهم و الذي سماهم (المشتهي السخينة) بجماعة (تربية الفكي) ... العقل عندنا مأزوم فهو يجتهد في الحط من العلمانيين هناك ، لكنه يفخر بالاستشهاد بهم باعتبارهم أهل القول الفصل .. يفترض أن تكون أقوالهم لا وزن لها و لا قيمة لها في تكذيب أو تصديق أي نظرية !! أيها القوم لا تحاولوا نصرة الإسلام بالأكاذيب فالأفكار النبيلة لا تحتاج للأكاذيب لتنتصر . الأكاذيب المكتوبة على لسان علماء علمانيين و بالذات من الغرب ليستشهد بها الإسلاميون على نصرة الإسلام تحتاج لكتاب كامل ، اشتهر الشيخ كشك بترديد عبارة في خطبه ينسبها للفيلسوف الفرنسي وليم موير أنه قال عن شخصية الرسول (ص) : " ان سر عظمة محمد تتلخص في أمرين ، انه كان على شخصية تمتاز باليسر و الوضوح " وليم موير مستشرق سكوتلندي عاش من بداية القرن التاسع عشر والى بداية القرن العشرين ، تخصص في تاريخ الاسلام وكتبَ 4 مجلدات عن محمد والخلافة وعن القرآن . في كتابه ( حياة محمد) وفي آخر السيرة لحياته كتبَ ملَخَصا في صفحة 322 يقول فيه : " ان سيف محمد والقرآن هما اكثر الاشياء فتكا بالحرية والحضارة والحق " ... هل هذا كاتب يمكن أن يكتب ما ظل يردده الشيخ كشك ؟ خذ مثلا آخر : كتب الكاتب الاسلامي محمد عمارة على لسان برناردشو في جريدة الاهرام في 27 فبراير 2013 ما يلي : " ان محمدا هو منقذ الانسانية ... واني اعتقد ان رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم في العالم كله لتم النجاح في حكمه ولقاده الى الخير وحل مشكلاته حلا يكفل للعالم السلام والطمأنينة والسعادة المنشودة " . و تجد في كثير من المواقع إياها ما قرأناه في أكثر من كتاب من كتب الأخوين سيد و محمد قطب قول منسوب لبرنارد شو يقول فيه : " ما احوج العالم الى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة " ، لكنك تجد العجب العجاب فيما كتبه برنارد شو ، مثلا كتب في صفحة 322 من المجلد الرابع من سلسلة كتبه Collected Letters (الرسائل الجامعة) قائلا : " الاسلام متخلف جدا ، فهو غير متسامح بشكل شرس ." كما قال في صفحة 790 من كتابه : " عندما حقق محمد نصره بتحويل العرب من وثنيتهم الفظة (وثنية الحجارة والعصي) وجد ان هذا الاقصاء لم ينتج بأي حال من الاحوال تصرفات افضل من جانبهم ، بل بالعكس جعلهم يكسرون الاخلاق الاجتماعية العادية، فاضطر ( محمد) الى اعادة اختراع جهنم واملاء كتاب مقدس جديد (القرآن) مدعيا أنه وحي ." ... وذكر برناردشو في كتابه : " كانت جهنم مخيفة ، فيها أمراض قبيحة وليس فيها حور عين ، لكنها كانت المكان الذي يمكن للعرب فهمه والايمان به ليزرع الخوف من الله فيهم ". وفي صفحة 323 من كتابه المذكور يقول برناردشو: " قام محمد مخاطرا بحياته وشتم الاصنام بشكل صادم ، معلنا أنه يوجد إله واحد ، الله المجيد العظيم ، ملصقا نفسه بالوصية الثانية انه لا ينبغي لأي انسان ان يصور الله او اي من مخلوقاته بأي صورة ، وصار التسامح مجرد هراء . اما ان تؤمن بالله او يتم قطع عنقك من طرف من يؤمن به فيذهب هوللجنة لأنه ارسلك للجحيم " . هذه هي أفكار برنارد شو عن الإسلام ، فأي دجل و كذب يُكتب عنه ... الأفكار لا تنتصر بالأكاذيب ، قد تنتصر مؤقتا في عهود الظلام لكنها في عهد الأنوار لا تفلح الأكاذيب في نصرتها .... سنعود لمواصلة ما بدأناه عن الرق إن تبقت في العمر أيام . [email protected]