أهلنا زمااااااان قالوا (الفي القدر بيجيبوا المغراف ) ..... وأيضا قالوا كمان ( الجرب المجرب تحيق بيهو الندامة ) ...... . ولا ادري ماذا ينتظر الوطن من البصيرة ام حمد ( نظام الإنقاذ) غير تكرار مأسي الامس التي أوقع فيها الوطن، ليس اقلها فصل الجنوب وانتشار الحروبات في كافة ارجاء البلاد واستشؤاء الفساد وانقسام المجتمع والشعب بعد ما انقسمت الدولة جغرافياً ....؟؟!! ما يحدث الآن من حوار ضم الشيخ وحوارية وقادة محبطين جراء ادمانهم الفشل ، هو حوار بين سلطة مستبدة شارفت ايامها على الانتهاء بحكم طبيعة الأنظمة المستبدة التي تنتهي الى غير رجعة ، وبين اطراف لم يزلوا يحلمون بعودة الماضي الذي ما حفظوا عهوده مع الشعب الذي فوضهم من قبل لأكثر من مرة وهم يستصحبون وهمهم القديم بانذ ذاكرة الشعب السوداني ضعيفة ، وهم لا يدركون حقيقة ان الشعب السودان على كافة مستوياته شعب لا ينسى الا انه يصبر ويصبر حتى ينفد ما بداخل القدر ، وعلى ما يبدوا اننا في مرحلة آخر غَرفّة من هذا القدر (المطفق) ، بعدها ستأتي مرحلة ( المضطر يركب الصعاب ) ، ومالم يتواضع الجميع الى استلهام تجارب الماضي واستصحابها فمن غير شك ان طريق الصعاب سيكون هو الخيار ، وهذا ما لا يرغب فيه احد ،و الشعب عندما لا يكون له خيار سوى الموت بشرف او الحياة في كرامة سيركب الصعاب ، وعندها لن يكون هناك عودة للوراء حتى تحقيق الهدف ، وللشعب تجاربه في الماضي التي كانت تستند على معطيات واقع العمل السياسي والنقابي والثقة في وطنية المؤسسة العسكرية التي كانت تنحاز للشعب آنذالك ، اما اليوم لم تعد تلك الوسائل متاحة داخلياً حيث دجن نظام الإنقاذ منظومة العمل النقابي ذات التاريخ التليد كما انه خرّب المؤسسة العسكرية بتسيسها وافراغها من محتواها الوطني المعهود ، ما فرض واقعاً جديداً افقد الشعب فرصة ممارسة نضاله عبر وسائله المعروفة في ، ما يجعله يبحث عن البديل ، والشعب السوداني يعي تماماً ان نظام الإنقاذ نظام بُنيّ على الأكاذيب والقمع والتقتيل وليس هذا اعتقاداً متوهماً بل وعي عن واقع وتجربة ظلت ولم تزل تخيم بظلالها على الحياة عامة . والحوار المزمع بانه حوار وطني وهو في حقيقة حوار عقليات مغرقة في الحزبية ، مثل هذا الحوار يظل يسير على وتيرة كسب الزمن وتطاول الوقت من جانب نظام الانقاذ ، وانتهاز الفرص من جانب الاحزاب الاخرى والتي في معظمها احزاب قادتها منهزمون محبطون يائسون تعساء ما يجعلهم ينجرون وراء تحقيق طموحات شخصية آنية فحسب ونظام الانقاذ في حالة تجعله يستجيب لهذه الطموحات لأنه اساساً نظام يفتقر للحس الوطني وهو نظام مغرق في الحزبية حتى وصل مرحلة اختزل فيها الدولة والدين في حزب هو حزب المؤتمر الوطني الذي اثبتت تجربة ربع قرن من الزمان انه نظام فعلاً لم يفتقر للوطنية فحسب بل تجاوز ذلك لتخريب معانها من خلال الممارسة .الحوار الذي يجري حالياً تحت مظلة نظام هذه تجربته سينتهي حتماً الى ما لن يلبي للشعب طموحه طالما بقى له في الحكم مكان ، ذلك انه ومما لا شك فيه ان حواراً يقوده نظام ظل يحكم على مدى هذه الفترة الطويلة تسبب خلالها في اخفاقات مريعة في منظومة الدولة والمجتمع لن ينتهي حواره وشيخه الا الى ان يعيد انتاج نفسه من جديد في ثوب ظاهره زاهي وباطنه مبطن بادران ماضيه التي ستظل تلاحقه وتجعله في حالة خوف من أي نظام حُكم من شأنه ان يقلب عليه المواجع وهو يدري ان مواجعه كثيرة وعميقة لن يتجاوزها نظام ديمقراطي تستند مؤسساته على حكم القانون وسيلة للحكم ، نظام يقوده اناس شرفاء اقوياء بعلمهم ومعرفتهم واخلاقهم هو النظام الذي تتطلع اليه الجماهير الصامتة التي لم تزل تحتج في صمت سيظل يرهب هذا النظام ومن يشايعوه على مدى الايام القادمة . المأزق . . (إني اسمع صمتك ..........اتيقن شكك ) [email protected]