تمتلك عائلة مليجى الشهيرة بحب الموسيقى الذى تقاسمه الاولاد والبنات الموروث من الوالد والوالدة .. كنا فى اعداد ماضية قد تطرقنا لاولاد مليجى وايقاعاتهم المختلفة اليوم نفرد مساحة اخرى للوالدة والشقيقات وداد ووجدان مليجى وقد تركتا الحديث لوالدتهن خديجة سلامة التى قالت : البيئة وجذورنا النوبية . مع تناغم النشأة برفاعة شكلت تمازجاً ايقاعياً مكتسباً من البيئة نفسها .تخرج ايقاعاته من جلسة القهوة التى تنقسم الى جلستين الاولى تضم الاسرة وهذه صباحاً . اما الجلسة الثانية فى الظهيرة وهى ما تعرف بى ( قهوة الظهرية) بعد عودة الناس من العمل وهى جلسة عامة بجانب الاهل تضم الجيران وناس الحلة . وتضيف يكون دق البن المعتق ذي الرائحة النفاذه الذى يلتف حوله اولادى عندما كانوا صغاراً ويجلبون معهم علب (الصلصه) وعلب (اللبن المجفف) بنوعيها الصغير والكبير ويشكلون بها آلات موسيقية ايقاعية حسب مزاجهم . ويناغمون بها الموسيقى التى تخرج من دقات فندك البن. مواصلة الحديث .. عادة عند بداية دق البن يصدر نغم واحد (تك . تك . تك) ويتحول الى المرحلة الثانية خليط مابين الخشن والدراش والناعم وفيه تتغير النغمة ويمكن تشكيلها الى ايقاع (السيرة) المعروف مع رفع الفندك وانزاله الى الارض بتناغم معين . وتتحول بعدها الى ايقاع التمتم بمصاحبة الصفقة والهمهمات. تقول ان ابناءها كانوا لاينامون الا على تلك الايقاعات التى تصاحب دقات البن بمشاركة الملاعق والفناجين والكبابى وكل ذلك تشكيل لالات موسيقية مكتملة من البيئة بما فيها آلة (الدرامز) و (الباركشن) وهى مجموعة آلات موسيقية . الاطفال لايستجيبون للنوم الا تدريجياً ويكون ذلك بالصفقة الحارة ثم المتوسطة والهادئه مع همهمات كما ذكرت ويصاحب كل ذلك الاغانى الشعبية الخاصة ببيئة المكان . الفندك نوعان اولاً الفندك الكبير الذى يستخدم فى دق البهارات والتوابل والويكة الناشفة وهو يصنع من ساق شجرة اللالوب (هجليج) والمدق يكون فى الغالب من نفس نوع الشجرة بطول المتر ونصف المتر تقريبا . وكل ذلك يعطى الخواص الموسيقية للدقة. والعمل فى ذلك يكون بنظام النفير (المجموعات) على سبيل المثال قرب شهر رمضان اوفى المناسبات حيث تتجمع النساء . والدقة تبدأ واحدة فى البداية ويشع جو الحماس الموسيقى بالغناء والصفقة والهمهمات حتى لايشعرن بالتعب والفتور من جهد الدق. والنوع الثانى هو فندك الجبنة (البن) الذى يصنع من الابنوس لقوة المتانة . لان يد فندك البن يصنع من الحديد الصلب وهو يشكل اكثر من نغم موسيقى عندما تربط عليه حلقات حديدية تحدث النغم المطلوب عند الدق مع الادوات المصاحبة كما ذكرت من فناجين وملاعق. الحاجة خديجة سلامة التى قدمت عدداً من ابنائها الذين رفد الساحة الموسيقية بايقاعاتهم المميزه خلصت الى ان الموسيقى عند السودانيين هى غذاء للروح وطرد للكدر . وان بناتها ينافسن اولادها فى العزف على الايقاعات.. مبارك حتة