الحوار , المفاوضات . الوفاق , الاجماع الوطنى . كل تلك المفردات ظلت مطروحه منذ قيام النظام الحالى وتقريبا بقيادة نفس الوجوه التى تتحدث اليوم عن مشروع الحوار الوطنى وبنفس الاسلوب القديم . يجتمع من يسمون انفسهم قادة فى القاعات الفخمه ويجترون الحديث القديم والكلام المنمق ويبقى الحال هو الحال . فبدلا من اضاعة الوقت ينبغى على دعاة الحوار النزول الى قطاعات الشعب بكل مستوياته فى الميادين العامه والساحات ومرافق العمل والشباب فى الجامعات للاستماع لاراءهم وطرح افكارهم لتكون تلك الرؤى والافكار متطلبات من الشعب ملزمه للقاده والقياده لكن مع الاسف ان الاحزاب التقليديه هى قيادات تاريخيه فقط بلا قواعد قد انفض منها معظم منتسبيها القدامى ولم يرتضيها جيل اليوم . وكل ما تقوم به من تحركات هنا وهنالك يشير لمهادنة ومصالحه مع النظام ليس لاقتسام السلطه فهم لا يملكون مؤهلاتها اليوم ولكن ليجود لهم النظام بقدر من المال والثروه لينعموا به هم واسرهم فى الداخل والخارج . حيث معظم القاده التقليديين من ال المهدى او ال الميرغنى يقيمون فى الخارج اكثر من الداخل و النظام يتكفل باعاشتهم وتوفير متطلبات نشاطهم السياسيى الذى يمنح النظام بعض من الشرعيه فى الداخل ويجمل صورة النظام فى الخارج . فالسيد الصادق المهدى كثير الترحال والاسفار والكلام والتنظير قليل العطاء والتطبيق العملى للافكار اما السيد الميرغنى فهو كثير المطالب وكثير الاختفاء وكثير الصمت و الغياب واحيانا تراه اشبه بالوسيط اكثر من صاحب القضيه . ومهما يكن ان اريد للسودان من حل لازمته الراهنه فان الطريق فى تقديرى ليس فى الكيفيه المطروح الان . هناك طريق ثالت يتمثل فى جيل اليوم بالفكر وليس بالعمر , فهناك شباب اكثر قدره واوفر عطاءا عندما ضاقت بهم تعرجات السياسيه التقلديه حملوا ارواحهم فى اكفهم وجابوا الفيافى والاتقال من اجل قضيتهم منهم من حمل السلاح لا ضد النظام فقط بل ضد المنهجيه المطروح الان فيما يسمى بمشروع الحوار الوطنى حيث يتم تغيب الاصيل و يناب عنه بالوصى , فبفضل الله وفضل التطور انتهى عهد الوصايه والتبعيه واصبح الناس كل الناس على قدر كبير من الوعى لمناقشة قضاياهم ومشاكلهم بشفافيه وصياغة واستنباط الحلول بمناهج علميه وموضوعيه , القائد ينبع من صلب الشعب وضمير الشعب بلا ارث طائفى او ايولوجيه دنينه فالخرطوم وقادتها القابعين فى ثناياهم اليوم هم المشكله الحقيقيه وهم جزء من الحل ان احسنوا التقدير والا سوف ياتى الحل يوما من جهة قد يعلمونها لكن مع الاسف يتجاهلونها ويدفنون رؤوسهم فى الرمال خوفا من الحقيقه المره التى حتما ستطالهم يوما ما . حسن بشير هارون [email protected]