The mediocre teacher tells. The good teacher explains. The superior teacher demonstrates. The great teacher inspires." الأستاذ محجوب شريف يجسد المعلم الذي ساقته قدماه كما ساقت الألاف من المعلمين وبمحض الصدفة والمجموع لمعاهد تدريب المعلمين والمعلمات،التي وجدوا فيها تدريباً نظرياً وعملياً جعلهم لا يحبون المهنة ويقدرونها فحسب بل جعلت منهم عشاقاً لها ومتبتلين في محرابها ويشهد على ذلك كلّ الشعب الذي ربى هؤلاء الفتية وأحسن تقويمهم ومراقبتهم المستمرة. لقد أودعهم الشعب فلذات اكبادة فلا غرو أن حفظوا العهد وبادلوا الشعب ثقة بثقة وبذروا بذور الوطنية في "أمانتهم" ولم يتحزبوا ولم يخنوا الامانة إلا من كان في نفسه مرض ونفس أمارة بالسؤ. ولقد أنشد واحد منهم وأظنه المغفور له بإذن الله إدريس جمّاع حينما أعجبه ما لقي من بخت الرضا من تدريب وتجريب للمناهج وتعديل وتقويم قبل الدفع بها إلى المدارس، أنشد قائلاَ: بخت الرضا أنا ما أتيتك راغبا لكن حضوري كان فرضا واجبا ولقد تعلموا من بخت الرضا وفروعها في الدلنج وشندي وكسلا ومريدي،أنّه لا يوجد درس في الدنيا، يلقى على المتلقين، ليست له أغراض عامة وأغراض خاصة يستنبطها المعلم من الغرض العام ويحدد كيفية الوصول إليها عن طريق خطة لسير الدرس تبدأ من توفير المناخ البيئيّ الذي يستطيع فيه المعلم توصيل المعلومات بمشاركة التلاميذ/ الطلاب وإستنباط أهم البنود منهم ثمّ يتولى المعلم تسهيل مهمة التلاميذ/الطلاب في الوصول إلى تحقيق الأغراض التي من أجلها إجتمع شملهم وأستاذهم. والمعروف أيضاً أنّ المعلمين أنواع كما في كل المهن. فهناك المعلم الذي يستطيع توصيل المادة عن طريق الألقاء وهذا معلم مقبول ومتوسط المقدرة وهناك معلم يمهد ويشارك التلاميذ / الطلاب وهذا معلم جيّد وهناك معلم يقدّم الدّرس ويشرح ويقدم الأمثلة والنماذج العملية مستعيناً بالمعمل أو البيئة،ومشاركة التلاميذ/ الطلاب وهذا معلم متفوق على أقرانه. أما المعلم العظيم الخلاق فهو من تشرئب له الأعناق لأنه هو الذي يثير حفيظة التلاميذ في العلم والتعلم ويحفزهم عليه عن طريق تحبيب كلّ حسب مقدرته وطموحه وأستعداده الشخصي. ولقد شهد الكل للأستاذ محجوب شريف بتفرده في هذا المجال وحق أن يطلق عليه لقب المعلم العظيم الخلاق الذي يلهم. (The great teacher inspires."( . إلا أن الأستاذ محجوب شريف تفوق، حتى على هؤلاء في هذا المجال بان ردّ الحق إلى أصحابه الحقيقين وهم جموع الشعب السوداني يوم جعل الشعب مدرسته التي تعلم منها كلّ شيئ وجعله مصدراً للمعرفة ومعلماً له والأجيال التي أُوكِل إليه أمر تعليمها وذلك بإهتمامه المتواصل بتوضيح موقفه بحق الشعب في التشريع والريادة. نحن شعبنا مدرستنا ياهو أمّنا ياهو يابا هو اللّي بدي شهادة الميلاد ويابا هو البفرِّق بين حكومة وبين عصابة ------------------ شعب عارف إنو عمر الثورة ما عام ماهو عامين لا تلاتة عندو عمر الثورة دائماً منجزاتا --------- لمّا يدخل كلّ بيت كراس ولمبة ولمّا طعم الخبز يدخل حلة --- حلة وغابة –غابة وهل يمكن للعملية التعليمية أن تتم بدون كراس وقلم ولمبة وبطن ملئ؟ لا وربك الذي علّم بالقلم. ويمضي الاستاذ المعلم في تبيان موقفه الشخصي منتمياً للشعب صاحب الحق في العطاء وصاحب المدرسة الملتصقة بالشارع، والتي لا يحرسها العسس كجامعات اليوم، والتي كانت مشرعة أبوابها للكل يغشاها كل من يريد، وقبلهم يؤمها كل أبناء الشعب السوداني ويدفع إليها نيابة عن أهليهم والتي لولاها لأصبحوا نسياً منسيا. الاسم الكامل: إنسان الشعب الطيب: والديّ الشعب: حبيبي وشرياني أداني بطاقة شخصية... المهنة: بناضل وبتعلم تلميذ: في مدرسة الشعب المدرسة: فاتحة على الشارع والشارع: فاتح في القلب والقلب: مساكن شعبية. فمحجوب هنا يأخذ بطاقته منتمياً لكل الشعب ومبشراً بجهد يشترك فيه مع تلاميذة مستعملاً المهارات التي وهبها الله إيّاه متمثلة في مقدرة شحذ الأذهان وخلق الظروف المواتية لبناء وطن يسع الجميع ويكون للمعلمين دور رائد في شرح كيفية النهوض به عن طريق الأنشطة المدرسية الموجه لهذه الأغراض وبحرية تامة. حنبنيهو.. البنحلم بيهو يوماتى وطن حدّادى مدّادى ما بنبنيهو فرّادى ولا بالضجه فى الرادى ولا الخطب الحماسيّه وطن بالفيهو نتساوى نحلم نقرا نتداوى مساكن كهربا ومويه تحتنا الظلمه تتهاوى نختّ الفجرِ طاقيّه وتطلع شمس مقهوره بخط الشعب ممهوره تخلي الدنيا مبهوره إراده وحده شعبيّه ولم يفت على محجوب، الذي ترنم كغيره من تلاميذ عصره، مع الأستاذ الشاعر المعلم عبداللطيف عبدالرحمن بقصيدة "منغو قل لا عاش من يفصلنا". وعندما شهد محجوب الحدث الذي ما هُيّئ له، لم يصب بالدهشة ولكنه عبر عن حزنه وألمه كغيره من بقية أفراد الشعب الذين لم يستشاروا وأغمط حقهم حتى في إبداء الراي وفتح المجال على مصراعيه لمؤيدي الأنفصال حتي كان لهم ما أرادوا لكن رؤية من تعلم في مدرسة الشعب ودرّسه الشعب كانت تختلف عن هولاء وتتفق مع رؤية الدكتور جون قرنق الذي كان يقول،" حتى لو صوت الجنوبيون للإنفضال فلا يعني هذا أن جنوب السودان بساط يمكن طيه وفرشه بجانب غانا، فالارض والشعب باقيان ما بقيت الإنسانية وفي هذا المكان". فمنذ حدث الإنفصال أوضح محجوب أنه كان مثل زرقاء اليمامة التي كانت ترى الشجر يتحرك وسمى قصيدته "مرت الأشجار". وأحس بفقد إخوته في الوطن وأنشد بعدما مرت الأشجار: من يوما داك فاقداك كل الدروب فوق راي ياخيت وهيت ياكيت حس المقص بكاي سكسك سنون براق نار الفراق جواي ويصور محجوب حزن الآخرين من قاع المجتمع ممن فقدوا جيرانهم مثل أمونة "ست الشاي" التي صمتت حتي كبابيها وبرادها حزناً وبكاءً على "تريزا" وأولادها. أمونه ست الشاي صمت الكبابي عويل برادا ساكت ساي ياحليل تريزا قريب كانونا كان بي جاي ياحليل جناها جناي وبعد أن يحدد محجوب الأثر الإقتصادي، إثر هذا الحدث، يبكي بإسم أمونة على الراحلين بغير زاد من وطن لم يعرفوا سواه ويشير إلى الرماد كناية على أثر باق منهم، وانهم باقون كما هم في نفس البقعة ولن يأخذوا البساط إلى جوار غانا، ويتعشم في حسن الجوار ودفء العلاقات لان النيل لم يتوقف بعد. وعند ذلك ستكون نيراننا موقداً للإحتفالات إكراماً للضيف وليست للحرب. وما أيسر واسهل هذا لو حسنت النّيّات لأننا لن ننفصل عن بعضنا والشاهد علاقتنا مع مصر. ميري الفراق بي طال وسال سيل الدمع هطال لكنو مهما كان لو بالوسم سكان لو بالرسم جيران متين بقيت يانيل عددا من الخيران نتدفي بس أو قول نعزم بعض يوم داك بنولع النيران ولقد قام الاشتاذ محجوب شريف، يرحمه الله ويتقبله مع الصديقين والشهداء ويجزيه بقدر عمله وحبه للنّاس والوطن، كمعلم بكل ما أستوجبته المهنة،وزاد عليه بالإهتمام بالأنشطة المدرسية وتشجيع الطلاب عليها وجعلها محور أهتمامه لما لها من قدرة على شحذ عقول الطلاب وتكريس المفاهيم التربوية. وترك محجوب لشباب الوطن الروى الخلاقة والروح المتوثبة للتماهي في الأخرين رغبة في خدمتهم دون منٍ أوسلوى، وهذه أخلاق المعلمين الذين كادوا أن يكون رسلاً كما أشار شوقي لذلك في قصيدته المشهورة "قم للمعلم وفه التبجيلا". وهذه وقفة إجلال لك أبا مريم ومي. فإلي جنات الخلد وما مات من ترك ماتركت إيها المعلم الخلاق المتميِّز. ونحن رهط من زملائك في المهنة سنغني مع الأجيال الجديدة بروائعك حباً في الوطن إن بقي في العمر بقية. [email protected]