الصادق المهدي مغرم في تاريخه السياسي بلفت الأنظار اليه كلما احتدم الحوار في موضوع هام يشغل الراي العام. ها هو اليوم يجمع أنصار فرعه من حزب الامه ليعزل امينه العام الدكتور ابراهيم الامين والسبب يتعلق بالحوار مع المؤتمر الوطني الامر الذي دفع الاخير لمحاربته داخل الحزب من خلال تعطيل الجهاز التنفيذي ، وتجفيف الجانب المادي ، ومنع انشطة الامانة العامة ، ورفضه لتسكين كوادر التيار العام في الامانة العامة ، وإصرار رئيس الحزب بتعيين ابنته مريم الصادق في منصب الاتصال السياسي الامر الذي رفضه ابراهيم الأمين والناس مشغولة بفساد حكومة الإنقاذ وفضائح الولاة وسرقة المال العام جهارا نهارا. المكفلية والنرجسية التي عرف بها الصادق متأصلة فيه لم تتغير ابدا. وليتذكر شعب السودان الذي يرفع شعار عفى الله عما سلف بعض من اعمال التخريب التي قام بها الصادق ووضعت السودان في مؤخرة دول العالم في ما يل: 1- الصادق المهدي لديه إعتقاده الذي يعود إلي ستينيات القرن الماضي, بأن قدر السودانيين أن يخضعوا لحكمه, عندما أُخلِيت له دائرة إنتخابية عند إكماله الثلاثين لإقصاء محمد أحمد المحجوب وهو من حزب الامه. وكان المحجوب, رئيس الوزراء الذي سبقه, قد قام بهندسة أنجح مؤتمر قمة عربي عام 1967 (اللاءآت الثلاث). وقد بلغت حنكته الدبلوماسية ما أهلَّه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة, وكاد أن يفوز به لو لا شراء أمريكا لأصوات بعض الدول. ولم يقدم الصادق أي إنجاز يذكره التاريخ طيلة حياته السياسية. وكان كل ما فعله أثناء توليه لرئاسة الوزارة في الديمقراطية الأخيرة هو نقل رفات الإمام الهادي إلي أم درمان, وبحث موضوع التعويضات لممتلكات أسرة المهدي التي صادرها نميري. علي سبيل المثال استرجع مشروع السقاي 20 كيلو شمال الخرطوم وسلب العاملين من الأنصار الذين قامت علي اكتافهم دائرة المهدي سلب منهم البيوت الصغيره التي منحها لهم مدير المشروع الشهيد محمد سعيد الاسد في معركة ودنوباوي عام 1970 . 2- بدأ السباق المحموم بين اليسار واليمين فى حسم الصراع السياسى عن طريق الانقلابات العسكرية .! بعبارات مفخخة أشعل نار الفتنة عندما اقتحم داخليات المعهد العلمى فى امدرمان عام 1968م وكان طلابه يتناولون طعام العشاء , صرخ فيهم ( قاعدين تاكلوا , قوموا تاكلوا السم , الشيوعيون ينبذوا فى نساء النبى !),قبلها بساعات , حاول اقناع الدكتور الترابى بضرورة التعبئة لاستغلال ندوة معهد المعلمين لحل الحزب الشيوعى وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية 3- تحالف الصادق المهدي مع جبهة الميثاق الإسلامي " الاخوان" في الترويج لمشروع الدستور الإسلامي عام 1968. وقد تسبب عدم الإستقرار السياسي الذي نتج من تعدد الإئتلافات والإهتمام بالدستور الإسلامي والأزمة الدستورية الناتجة عن حل الحزب الشيوعي في تجاهل التنمية وحل مشكل الجنوب مما أدي لإنقلاب مايو 1969. 4- أما في الفترة الديمقراطية الثالثة أبريل 1986 - يونيو 1989, فقد كانت أكبر عقبة في ترسيخ الديمقراطية هي اّثار حقبة مايو التي سبقتها المتمثلة في قوانين سبتمبر 1983 , المشهورة بتقييدها للحريات وتمييزها للمواطنين علي أساس ديني , مما أدي إلي تجدد الحرب الأهلية في الجنوب. وقد أعلن رئيس الوزراء الصادق المهدي بعد الإنتخابات الدعوة إلي برنامج إصلاحي يهدف إلي "إجتثاث الخراب المايوي" أما "قوانين سبتمبر فهي في طريقها لمزبلة التاريخ" (الايام 8-7-1986). 5- ذكرت صحيفة (السياسة الكويتية 17-12-1986). فقد ذكر الصادق المهدي بعد تشكيل حكومته الأولي بأن: "الوحدة الوطنية لا تكتمل إلا بعزل الجبهة الإسلامية" أي الاخوان وأن حكومته "الإئتلافية أكثر قومية لعدم مشاركة الأخوان فيها" ولأن من أسوأ اّثار عهد مايو هيمنة الأخوان المسلمين علي الإقتصاد والنظام المصرفي , فقد أدان الصادق المهدي الجبهة الإسلامية في ندوة سياسية حزبية يوم 24-10-1987 قائلاً أن: "الأخوان المسلمين عملوا علي تخريب الإقتصاد عن طريق المصارف الإسلامية والمتاجرة بالدولار". ماذا فعل الصادق "لإجتثاث الخراب المايوي" ورمي قوانين سبتمبر "في مزبلة التاريخ"؟ رأس الصادق المهدي أربع حكومات في الفترة الديمقراطية الثالثة. وقد أدخل في حكومته الرابعة في مايو 1987 حسن الترابي وزيراً للعدل بعد أن وصفه رئيس الوزراء قائلاً: "عليه المسئولية عن كل تصرفات نميري بإعتباره المسئول الأول عن قانونية تصرفات الحكومة" (صوت الأمة 26-3-1986). وجاء دخول الترابي للوزارة بعد ستة أشهر فقط من خطاب الصادق في ذلك الحشد الحزبي يوم 24 أكتوبر 1987 والذي أدان فيه الجبهة الإسلامية بتخريب الإقتصاد والمتاجرة بالدولار. وكان الصادق المهدي قد سبق أن وصف الجبهة الإسلامية قائلاً: "بأنها أصبحت وعاء يجمع فلول مايو" (صوت الأمة 17-11-1985). 6- فبدلاً من إزاحة وعاء مايو تحولت تلك الحكومة إلي وعاء أوسع لمايو إذ ضمت إضافة إلي الترابي الذي كان النائب العام لنميري , كلٌ من عبدالماجد حامد خليل النائب الأول لنميري , وأحمد عبدالرحمن وزير داخلية نميري عن الجبهة الإسلامية , ومحمد يوسف محمد (جبهة إسلامية) لرئاسة الجمعية التأسيسة , مما إضطر بروفيسر محمد أبراهيم خليل للإستقالة. حدث ذلك بعد ستة أشهر فقط من رفض الصادق المهدي لتعيين أحمد السيد حمد في مجلس رأس الدولة بإعتباره من سدنة مايو , رغم أنه منصب رمزي. 7- وكان أول قرارت الترابي كوزير عدل هي التوصية بعدم مضي الدولة قدماً في تحقيقات فساد البترول في عهد نميري , تحت مادة في القانون تبيح للنائب العام الحق في سحب ملف أي قضية قبل إصدار الحكم. وهي مادة المفترض أن يلجأ إليها النائب العام لتحقيق مصلحة عامة فقط. وقد كانت هناك سرقة في صفقات البترول عندما إشترك الأخوان المسلمين في نظام مايو كان سرها قد ذاع في المحافل المالية الدولية. 8- إخفاق الصادق المهدي في إدارة شؤون البلاد إلي أنه ينفرد بإتخاذ القرار في حزب الأمة. ويتضح ذلك من أن بروفيسر صلاح عبدالرحمن علي طه زعيم البرلمان عن حزب الأمة , قد إنشقّ عن حزبه لمنازلة مرشح الجبهة الإسلامية محمد يوسف محمد لرئاسة البرلمان وأيده واحد وثلاثون نائباً. كما أن اّدم مادبو - القيادي في حزب الأمة - قد تحدث مؤخراً عن إنفراد الصادق بالقرار قائلاً: "يعمل علي إبعاد كل من يجاهر أو يستقل بفكرة عن المجموعة التي تحيط به من أسرته." كما إتهم المهدي بأنه: "يعمل علي التخطيط والتدبير لإقامة مملكة سلطانية داخل حزب الأمة محروسة بأبنائه ونسائه وأزواج بناته." (اّخر لحظة 18-8-2009). هذا هو الصادق المهدي مهندس وثبة الإنقاذ. فالسودان الي ايمن ومن اين؟ مهندس مستشار/ عبدالله الأسد مونتريال كندى [email protected]