فجأة صار أهل اليسار والعلمانيون والشيوعيون، محط أنظار الإسلاميين عندنا في السودان.. ويا سبحان الله، نفس الذين كانوا بالأمس كفَّاراً ومتآمرين على الإسلام، ويجب شن الحروب عليهم دون أن تأخذ المؤمنين بهم رأفة أو رحمة، أصبحوا بقدرة قادر، اليوم مطلوبين للحوار والكل يتودَّد اليهم ويغازلهم ويطلب القرب منهم.. وجرسة شديدة خالص.. فيا تُرى ما هو سر هذا الإنقلاب المفاجئ في موقف هؤلاء الإسلاميين؟.. وطبعاً قد كان موقفهم السابق حسب دجلهم، صادراً من منطلق مبدئي عقائدي ايماني لا مجال فيه للمجاملات والمصالح.. وكانوا قد صدَّعوا رؤوسنا سنين طويلة أنَّ أؤلئك الناس أي العلمانيين ما هم إلا كفاراً مرتدين يضمرون الشر وأشد العداء للإسلام والمسلمين.. والآن لا أعرف بالضبط ما الذي حدث وطرأ، فجعلهم ينقلبون في رأيهم وتفكيرهم هذا الإنقلاب الكبير.. واحد من اثنين لا ثالث لهما، إما أن يكون أهل اليسار وقبيلة العلمانيين قد أعلنوا توبتهم وانابتهم الى الإسلام وعادوا الى الله، أو يكون الإسلاميون هم الذين أعلنوا كفرهم وخروجهم عن الإسلام وفرارهم عن الله.. ولا أرى لهم حل آخر اذا حاكمناهم الى اعتقاداتهم وتصوراتهم. ورغم أنَّ أقوى دليل عندهم على كفرك وبغضك للإسلام، أن تكون يساري علماني وفوق ذلك تقوم بحمل السلاح ضد دولة المشروع الحضاري.. رغم ذلك ومع ذلك، جاء في الأخبار أنَّ الحركة الإسلامية السودانية قد شدَّدت على ضرورة مشاركة الحركات المسلحة في الحوار الوطني الشامل، الذي يجري هذه الأيام تحت مظلة مبادرة الرئيس عمر البشير، وأكدت أهمية أن يكون حواراً شفافاً وجاداً وشاملاً.. طَيِّب أَوَلم تُخبرونا من قبل أنَّ هذه الحركات المسلحة هم عملاء للصهيونية العالمية والإمبريالية والإستعمار.. هل أعلنت هذه الحركات رفضها للصهيونية العالمية والامبريالية والاستعمار؟.. أم يا ترى تكون الحركة الاسلامية السودانية نفسها قد انضمت لقائمة العملاء وصارت هي والحركات المسلحة زملاء في الصهيونية العالمية والإمبريالية والإستعمار!!!.. شئ والله غريب جداً أوشك عقلي أن يطق له من شدة الحيرة. وكمان دخلت على الخط أكثر الجماعات الإسلامية اظهاراً للتشدُّد والإلتزام الإسلامي وفق النهج السلفي وهي جماعة أنصار السنة المحمدية حيث ورد أيضاً في الأخبار أنَّ الرئيس العام للجماعة بالسودان فضيلة الشيخ د. اسماعيل عثمان الماحي قد دعا الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة الرافضة للحوار لقبول دعوة الرئيس عمر البشير للحوار الوطني للخروج برؤية شاملة لإنقاذ البلاد.. إي والله تصور.. هذا بالضبط ما جاء في الأخبار، دعوة لإنقاذ البلاد قدمها الرئيس عمر البشير رئيس حكومة الإنقاذ.. طيِّب هو كان بيعمل في شنو 25 سنة.. بالله عليكم فهموني دي لأنَّ فهمي على قدري لا يرقى الى هذه المستويات العالية.. ثم إنَّ هذه الأحزاب والقوى السياسية الرافضة للحوار مُصنَّفة عند هؤلاء الاسلاميين ضمن أهل اليسار والأحزاب العلمانية.. ولو أنَّك بحثت في أدبيات هذه الجماعات الإسلامية، لوجدت صراحة أنَّ العلمانية كفر بالله تعالى، وأنَّ اليسار والشيوعية زندقة والحاد. واليوم ازدادت حيرتي عندما قرأت الخبر التالي: أعلن الأمين العام للحركة الإسلامية بالسودان، الزبير احمد الحسن، رغبة الحركة في الدخول في حوار مع قوى اليسار والقوى الأخرى من أجل جمع الصف الوطني.. والله العظيم هذا هو نص الخبر بالحرف.. طيِّب يا ترى من الذي فرَّق وبعثر وشرَّد وطارد وأقصى وفصل الصف الداخلي أصلاً؟.. وطالما أنَّكم أنتم الحركة الإسلامية ودعاة الإسلام السمح الكريم يا الزبير احمد الحسن فأكيد هو ابن الكلب الشيطان الرجيم، عدو الإسلام والمسلمين، ليس هناك غيره من فعلها وظل يفعلها 25 عاماً. المعز عوض احمدانه [email protected]