بقدر مايفعل النسيان بالناس فإن جريمه القرن العشرين الانسانيه لن تنسى ..خمسون عاما بالتمام والكمال انقضت على تهجير اهالى وادى حلفا الى البطانه بشرق السودان عام 1964 ..وبلا اسهاب في المقدمات فانى اكتب للاجيال التى لم تشهد او تعاصر او تعلم ماحدث من مساس لسيادة اراضيها ..فقد تم انشاء سد عالى في جنوب مصر لتغمر بحيرته مئات الاميال من البلاد التى كانت مهد الحضارات (بلاد النوبه) وشملت من شمال السودان قرى فرص وسره ودبيره واشكيت وارقين ودبروسه ودغيم وجمى وصرص وعكاشه حتى مشارف دال ..فاغرقت المساكن والنخيل والميناء والحضاره ..بل وحذفت المساحه مابين ارقين وفرص الواقعه تحت الماء من الخريطه السودانيه واقامو سدا اخر من الاسلاك الشائكه حولها ..ومن ثم كان الاحتلال ..بينما رؤساء السودان الذين اقسموا بعدم المساس بشبر من تراب الوطن ..استكانوا منذئذٍ وحتى اليوم ..فلا طرق لهذه القضيه ..وحلايب المطروقه قضيتها ترزح تحت احتلال سابق ..وللتاريخ فقد اعلن الزعيم محمد نور الدين عن تخليه عن شعار وحده وادى النيل الذي كان هو صاحبه معلنا عن احتجاجه على اغراق مراتع الصبا ومثوى الاجداد وارض الذهب (نوب) والاثار ومن النوافل التى لا تضر الفرائض اشير الى مقوله المرحوم عوض عبدالمجيد (وزير ماليه حكومه الانتفاضه 1985 برئاسه المشير سوار الدهب ):لم اجد في ارشيف وزاره الماليه (بعد البحث المتانى الدقيق) مايفيد سداد المصريين لمبلغ التعويض الذي اشيع آنذك بانهم دفعوا (15مليون جنيه مصرى)للسودان ولمزيد من التوضيح المؤسف فان حكومه عبود التى نفذت عمليه التهجير باقتدار تحت شعار (ازاله الجفوه المفتعله مع الشقيقه مصر) لم تبادر بالاتفاق ,بل انه قد جرى الاتفاق على هذه الماساه في اول حكومه وطنيه بعد الاستغلال على يد خضر حمد ومرغنى حمزه (ووزراء الزراعه في حكومتى الازهرى وعبدالله خليل)مقابل موافقه مصر على انشاء خزان الرصيرص). اما..كيف ؟لماذا؟ومتى؟واين؟وباقى علامات الاستفهام الملحاحه ..ارجوا واعدكم بالتواصل..وهذا الملف مترع بلزوم مايلزم ..في لقاء قريب. فكرى عبدوني [email protected]