نعود للحديث عن دائرة الثروة الحيوانية بولاية نهر النيل وسنحاول في هذه المساحة اظهار الجزء المظلم والغير مرئي لهذه الدائرة فسبق ان تحدثنا عن ضياع القيم والأخلاق المهنية والانسانية في ظل فترة ادارة رئيس الدائرة الحالي وبل وتغطيته للأخطاء والتجاوزات لمن يدينون له بالولاء والطاعة ودللنا على ذلك بواقعة معروفة ومشهورة بمحلية الدامر وهي قضية بيع الأدوية المنتهية الصلاحية وقلنا ان القائمين على امر الدواء في حينه منعوا الناس الدواء وهو صالح وباعوه لهم وهو تالف . وذكرنا ان هذا الأمر يخالف الشرع والدين والأعراف والتقاليد الأخلاقية والانسانية قبل أن يخالف شرف المهنة والقوانين المنظمة لتداول الدواء. كما اوضحنا أن الطبيبة التى وقفت شخصيا على توزيع الدواء المنتهي الصلاحية والتي كانت ضمن من حقق معهم حول الأمر اصبحت مديرة للثروة الحيوانية حاليا بمحلية الدامر وتم ترقيتها بل ورشحت لترقية استثنائية وذكرنا ان عملها يكتنفه كثير من الغموض للحد الذى استدعى مجلس تشريعى المحلية الى تكوين لجنة تقصى حوله بناءً على سؤال قدمه أحد اعضائه . وقد سردنا ذلك حتي نضع القارئ في الصورة ليتابع معنا فعلى حسب ما علمنا فإن اللجنة المكلفة من قبل المجلس التشريعي المحلي بتقصي الحقائق بناء على سؤال العضو حول عمل الصيدلية البيطرية (الأدوية / دورة رأس المال / الدورة المحاسبة المستندية واجراءات دخول وحفظ وصرف الدواء) قامت بالتحقيق مع عدد ممن لهم علاقة بالأمر اوضحوا وبينوا الكثير مما قلناه ومما لم نقل بحكم قربهم من موقع الحدث ودرايتهم به وختمت ذلك بلقاء مع رئيس دائرة الثروة الحيوانية والذى من المفترض أن لا علاقة إدارية أو مالية له بالموضوع ولكن تم انهاء الأمر ولم يعرف ماتم بخصوص المعلومات المتحصل عليها بشان الموضوع . سنترك أمر اللجنة جانبا وسنتناول بعض ما يدور بالمحلية حول الموضوع ونبدا القول بانه ونتيجة لهذا الحراك فقد تم تجفيف المستشفى البيطري بالدامر من الدواء تماما وهو ان المستشفى البيطري لحاضرة الولاية والمسؤول عن مد المراكز البيطرية المختلفة بالمحلية بالدواء خالي من الأدوية ذلك ما يؤكد الوضع المريب الذى كانت تعمل به صيدلية المستشفى حيث أن الدواء قد سحب من الصيدلية بالكامل بعد السؤال عنه مباشرة فى المجلس التشريعى ونقل خارج المستشفى البيطري ) ومر ذلك امام أعين أعضاء المجلس التشريعي المحلي والذين هم أولى الناس بالحفاظ على مكتسبات المحلية الخدمية والمالية ولم تتم المسائلة عن اسباب غياب الدواء عن مستشفى بيطري حاضرة الولاية وهو دليل عجز وفشل لهذه الادارة التي من اوجب واجباتها توفير دواء لصحة وسلامة الحيوان . نعود لنقول ان الصيدلية البيطرية والامداد الدوائي بالمحلية هو جزء اصيل من مرافق ادارة الثروة الحيوانية بالمحلية ويتبع اداريا وماليا للمحلية وهذا واضح وفق قانون الحكم المحلي وابلغ مثال على ذلك نموذج ادارة صيدلية مستشفى بيطري عطبرة التى تدار وفق مال دوار العلاقة فيه واضحة بين المحلية وادارة الثروة الحيوانية بها ولا علاقة لدائرة الثروة الحيوانية الولائية بهذا الأمر . ونؤكد ان ما يتم حاليا بموضوع الدواء البيطري بمحلية الدامر هو امتداد لما سبق ودور الطبيبة سابقا القيام بتوزيع ادوية منتهية الصلاحية عن دراية وعلم ارضاء لمديرتها المقربة جدا من رئيس الدائرة والتى تم إبعادها من محلية الدامر بعد تورطها فى كارثة هذه الأدوية ) وكل ذلك فى محاضر التحقيق بمحلية الدامر والذى نتمنى ان يكون ما زال موجودا ولم يفقد أو يتم التخلص منه لمصلحة المتورطين ويبدو انه ما زال هناك ارتباط بين الدائرة وادارة الثروة الحيوانية في ادارة الدواء بالمحلية لذا سارع رئيس الدائرة لحماية المديرة رغم انه لم يحرك ساكنا في مواقف أخرى لزملاء اخرين رغم انهم كانوا على حق وكانوا ينشدون كسب حقوق المهنة . اما ما يتردد عن الاستفادة من اموال الصيدلية لصالح الصندوق الخيري بالدائرة وان صح هذا الحديث فتلك جريمة أخرى فما علاقة المحلية بالصندوق الخيري للعاملين برئاسة الولاية وكيف يستقيم عقلا ذلك وهناك عاملين بادارة الثروة الحيوانية بالمحلية هم اولى خصوصا اذا علمنا انهم غير مسجلين بصندوق الرئاسة ولا علاقة لهم به بل نضيف ان الصندوق الخيري الذي كان مخصص لفائدتهم بالمحلية وجدوا ما لا يوصف من المضايقات بشأنه من المديرة المتورطة فى فساد الأدوية فى محاولة منها لارغامهم على تصفيته . كما نتساءل عن كيفية ادارة الصندوق الخيري برئاسة الدائرة وكيف تدار الأموال المتحصلة لديه وكم بلغ راس ماله وكيف تصرف امواله وهل يخضع للمراجعة الدورية من جهة مختصة وهل تم تسجيله في مفوضية العمل الطوعي والإنساني ومن هم المسئولين عنه هل هم نفس الأشخاص القريبين من رئيس الدائرة والمسئولين ايضا عن الاتحاد والنقابة والمجلس البيطري الولائي ورابطة المراة , وان كان كذلك افلا يوجد غيرهم لتتاح لهم الفرصة ام هي رغبة رئيس الدائرة للاستحواذ على كل المنابر الخاصة بالثروة الحيوانية عبر مساعديه ومعاونيه . ونعود لموضوعنا ونقول بانه جرت بعض محاولات الايحاء بالاستفادة من عائد بيع الأدوية في صيانة المستشفى وهي محاولات خجولة ومكشوفة وواضحة لجميع العاملين بالمستشفى البيطري بالدامر المتهالك . خلاصة القول انه كان هناك دواء بالصيدلية والمخزن بمستشفى بيطري الدامر منذ تولي المديرة السابقة واستمر حتى عهد المديرة الحالية وان تداول الدواء كان تحت الاشراف المباشر للمدراء ويتم التعمد فى إسناد عمليات البيع للفنيين دونا عن الأطباء حتى أولئك المسؤولين عن صحة الحيوان بحجة واهية وهى أن خصوصية محلية الدامر تجعل الدواء تحت الاشراف المباشر للمدير ذلك ما يخالف لوائح تداول الدواء والذى يتم فيه التشديد الكامل مع الصيدليات التجارية خاصة مع من لا يدينون لهم بالولاء والطاعة العمياء من الأطباء وهذا ما يحدث عند كل المدراء المتعاقبين على الادارة منذ المديرة السابقة وتم انتقاء هؤلاء المدراء من اصحاب الولاء والصفوة لدى رئيس الدائرة حيث يتم استبعاد جميع الأطباء بمحلية الدامر خاصة الذين لا يدينون بالولاء لرئيس الدائرة وبالتالي كل ما يتعلق بالدواء والاتجار فيه يصبح بعيدا عن الأعين ذلك ما يتيح المجال واسعا للشكوك والريبة حول كيفية تداول الدواء البيطري بهذا المرفق الحكومي ومن المستفيد منه وخاصة واذا علمنا بأن المحلية والتى من المفترض أن تكون صاحبة الإمرة على كل المال بالمستشفى البيطرى مغيبة تماما عن الموضوع . وأيا كان المستفيد فاننا نعيد تساؤلنا هنا ايضا لنقول هل كان يتم استلام وتوزيع الأدوية وفق اجراءات المخازن وهل هناك دورة مستندية حسابية للاموال العائدة من بيع الأدوية وكم بلغت فيمة العائدات المالية واين وردت وكم كان راس المال الابتدائي وما مصدره واين عائد بيع ادوية شركة النيل وما علاقة دائرة الثروة الحيوانية بملف الدواء بالمحلية نتمنى ان تقوم الجهات المعنية الحكومية والتشريعية بالذات فى المحلية وديوان المراجع العام بمراجعة الأمر وايجاد اجابة لهذه التساؤلات . نقول ذلك لتوضيح الأمر للمواطن المتضرر من هذه التصرفات وهو صاحب المصلحة الأول خاصة اهلنا في سيدون وهم لا يحتاجون منا لتذكير وبينهم المثقفون والمتعلمون القادرون على متابعة مصالح منطقتهم . نامل ان يتم التقصى والتحقيق الحاسم فى هذا الأمر وفق قوانين الخدمة المدنية والمراجعة المالية وان توضح كل الملابسات حوله حتى لا يضطر البعض للجوء للقضاء لإنصافهم . نواصل [email protected]