بينما كانت سياسة التخفّى والتستُّر والإنكار " الشينة منكورة "طاغية على المشهد السياسى والأمنى الإنقاذى ، خلال سنوات مضت ، هاهى الدولة الأمنيّة القمعيّة ، تخرج عن صمتها المُشين ، إلى مرحلة الإعتداد بالإثم " الرهيفة التنقد " بالإفصاح بوقاحة بائنة، عن واحدة من آليات تنفيذ الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وخُططها المستقبليّة، إذ أعلن مدير جهاز الأمن جهاز الأمن، صراحةً، وعلى رؤوس الأشهاد، عن نشر ثلاثة لواءات من المليشيات الأمنيّة، المُسمّاة (قوات الدعم السريع) حول عاصمة البلاد الخرطوم، بدعوى (حمايتها) أى حماية العاصمة! ، مُضيفاً أن تلك المليشيات، ستبقى فى حالة إستعداد مائة بالمائة، وهذا يأتى بمثابة إعلان حرب وحشيّة جديدة على الشعب والمُعارضة السلميّة، وقوى المُجتمع المدنى بشبابها وطُلّابها والصحافة، بعد أن نفّذت من قبل هذه المليشيات، جرائمها بدمٍ بارد فى جنوب كردفان وشمالها ودارفور ،وغيرها من المناطق، بما فى ذلك، الخرطوم إبّان هبّة سبتمبر المجيدة . وللأسف ، فإنّ الصحافة الأمنيّة ، سواء تلك المملوكة (حصريّاً ) لجهاز الأمن، أو (المُتوالية) المُؤتمرة بأمره وتوجيهاته ، وبعض الأقلام " المُتعاونة " أو ( القابضة ) " كما فى العاميّة السودانية " المُلهمة ، شاركت وتُشارك بضراوة فى حملة تسويق هذه المليشيات وتحسين صُورتها القبيحة و وجهها الدميم إعلاميّاً، وقد بدأت ( حملة البروباقاندا/ الدعاية الأمنية ) بالفعل، وقد طفحت بالوعة ( التشكير) وبلغ سيلها زباه ، بالتصفيق الحار، فى لقاء صحفى عقده الأمن ، خرجت بعده بعض الأقلام ، تُسبّح بحمد قوات الدعم السريع ، وتقول عنها ، ما لم يقله مالك فى الخمر ، رغم أنّ الحقيقة التى لا تخفى على عين ، هى أنّ جهاز الأمن ، هو الذى ولد هذه المحنة ، وقد لولا جُهالها فى جنوب كردفان ، وهاهو يُعيد " إرتكازها " لممارسة جرائم جديدة ، ولكن هيهات !. فإنّ إخفاء الجرائم ضد الإنسانيّة وجراشم الحرب ، والإفلات من العقاب والمُساءلة ، ما عاد مُمكناً ، فى عالم اليوم . السؤال المشروع والمُلح ، هو حماية العاصمة مِن مَن ؟ ولماذا فى هذا التوقيت بالذات ؟وكيف يستقيم عقلاً ، أن يحمى عاصمة البلاد من مارس أبشع الجرائم والقمع الوحشى ، بمواطنين أبرياء فى أقاليم مناطق اُخرى ؟..والإجابة الناجعة والحازمة يعرفها شعبنا ، بفطنته المعهودة ، وذكائه الحاذق ، وعقله الراجح السديد .. وسيحيق المُكر الأمنى بأهله ، ولو كره الإنقاذيون !. وهانحن نعيد على مسامع المُنتهكين ، مقطعاً من الشعر الرصين كتبه الراحل المُقيم ، محمد الحسن سالم " حِمّيد " ، فى سنوات الإنقاذ ، فى طفولتها الأولى : " إذا سدّيت دروب الأرض ، وإتطامن على أبوابا /// فكيف تضمن سما الخرطوم /// سماها الماها كضّابة ".. ولمن يُراهنون على قوات دعمهم السريع ، فى قمع الإنتفاضة القادمة ، نقول: نحن نُراهن على شعبنا الجبّار ، وعلى قُدرته الفائقة ، فى ( الفهم السريع ) ، لكل ما يُحاك و يُدار فى الأقبية الأمنيّة ، من مؤامرات ، ومسرحيّات تراجيديّة عبثيّة ، فى الخفاء والعلن ، ما ظهر منها وما بطن ، والنصر المؤزّر فى المعركة الفاصلة ، حتماً ، لشعبنا العظيم، الذى لا يعرف المُستحيل ، و قاهر المُتخاذلين والفلول والسدنة والدكتاتوريات!. فيصل الباقر [email protected]