لا اتعجب أن يكون الإمام على خطى نسيبه الدكتور الترابي وأنه ذهب للسجن حبيسا في انتظار الثورة التي ستحمله للقصر رئيسا فالسياسة لا أمان لها ، وهناك من الشواهد ما يحمل البعض على الظن بأن في الأمر سر وأن وراء الأكمة ما وراءها ، خاصة مع تحركات مشبوهة من قوات الدعم السريع (الجنجويد ) وأنياء عن تواجدهم في الخرطوم ،وتسريبات عن تدهور صحة الرئيس . كل هذا أعاد للأذهان ما حدث في عام 1985م وما كان من أخبار عن مرض الرئيس نميري والثورة التي قامت في غياب الرئيس للعلاج أو لغيره ، كما أعادت للأذهان أجواء أبريل 1989م حيث كان الترابي مخطط الانقلاب يسامر المعتقلين معه بينما قومه في الخارج يقومون باللازم . إذا صدقت هذه التوقعات أم كذبت ففي خلفية المسرح السياسي تجري أمور يخطط لها في الخغاء ولا يدري أحد حقيقة كنهها ، ولكنها على كل حال ليست مما يسر الإنقاذيين ، فالنظام أصبح عرضة للازالة في أي وقت وهو آيل للسقوط بسبب التآكل الداخلي والضغوط الاقتصادية وغيرها من ضغوط سياسية داخلية وخارجية لم يواجهها نظام وخرج منها سالما . وتبدو النهاية الحتمية مسألة وقت ليس إلا . وهذا الفهم للواقع ليس حكرا على أحد كما أن أصحاب المصلحة في التغيير وهم كثر ، لا يغيب عنهم أن الأسرع في التحرك هو من سينال الغنيمة قبل غيره . وهنا تبرز العديد من المخاطر ، وأولها أصحاب المغامرات غير المحسوبة الذين يتطلعون لوراثة الإنقاذ من أهلها الذين خرجوا عليها وهم يرون أنهم أحق الناس بوراثة نظام كانوا من صناعه ، وهم أكثر المعارضين عجلة لموت النظام ،وبالتالي لا يستغرب أحد من إقدامهم على القفذ على السطة . أما الإمام فهو الآخر يرى أنه هو الأحق من غيره بسبب أن السلطة سرقت منه بليل وأقل شيء أن يسترد ما سرق منه , لذا لا يستغرب أن يقوم بأي عمل يسبق به الآخرين ليصل لما يريد . وغير هؤلاء وأولئك هناك من لهم ثارات مع هذا النظام ولا يستغرب أن تظهر حالات من الانتقام تطال رموز النظام المحتضر . لذا فإن الأيام القاجمات حبلى بالكثير ، ولن يمر يونيو هذا العام بسلام على أهله . غير أن ما نأمله أن يجد هذا الشعب طريقه للتورة الني تكنس الطالح ولا تبقي إلا عل الطيب الذي يتفع الناس . والوعى بخطورة الموقف تتطلب يقظة بأن الوطن على مفترق طرق وأن ما يفصلنا عن الهاوية خطوات قليلة ولكن ما يوصلنا للخلاص أيضا طريق قصير . [email protected]