ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود لإثارة الجدل: (بحب البنات يا ناس لأنهم ما بظلموا وما عندهم الغيرة والحقد بتاع الرجال)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



25 مايو في ذكراها ال 44 .. قراءة مختلفة
نشر في الراكوبة يوم 25 - 05 - 2014

المرشح الرئاسي السابق بروفيسور مالك حسين في حوار لا يعرف أنصاف الحلول مع رئيس تحرير المستقلون أسامة عوض الله
+ نميري أنزه وأشجع وأنقى وأعف وأكثر إنتاجاً وإنجازاً من أي رئيس مر على السودان
+ نميري مات فقيراً .. ومات جميع وزرائه فقراء، فقد بسط الشورى والعدل والرخاء .. وكل أهل السودان يشهدون بذلك، إلا مكابر جاحد
+ ما حدث في 6 أبريل كاد أن يكون انتفاضة .. ولكنه أضحى انقلاباً عسكرياً محضا برئاسة سوار الذهب
+ الانتفاضة حقبة لا تذكر وأضرت بالسودان وهي التي مهدت لانقلاب 1989م الذي أضر بالسودان كذلك
+ نميري قال لي كيف لي أن أقابل شارون، وأنا الذي أنقذت ياسر عرفات وخضت من أجله الردى
حاوره بالخرطوم : أسامة عوض الله
[email protected]
تمر اليوم (25) مايو 2014 م ، الذكرى ال (44) لقيام (إنقلاب مايو) الذي وقع في (25 مايو من العام 1969 م) ، والذي أصطلح على تسميته ب (ثورة مايو) ، ذلك الإنقلاب الذي قاده العقيد وقتها جعفر محمد نميري وأصبح بعدها رئيسا للجمهورية ، ووصل فيما بعد لرتبة المشير ، وكان أول جنرال سوداني يصل لرتبة (المشير) حتى الإطاحة به في (6 أبريل من العام 1985 م) في ما عرف وقتها ب (إنتفاضة أبريل رجب) .
واليوم في الذكرى ال (44) لمايو ، نتوقف عند تلك الثورة الإنقلاب ، نقرأها بنظرة فاحصة من خلال هذا الحوار مع واحد من المايويين ، الذين عملوا في ذلك النظام وتقلبوا في مناصبه الدستورية.
البروفيسور مالك حسين .. الرجل كان من مستشاري الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري ، وعضو مجالس الشعب المايوية ، ورئيس هيئتها البرلمانية ، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب القومي الرابع ، والخامس (البرلمان) إبان الحقبة المايوية .
ورافق الرجل نميري لسبع سنوات بالقاهرة وحتى وفاته بالسودان .
مع البروف مالك حسين كان هذا الحوار الذي تحدث فيه عن مايو وعلاقته بنميري ، وتداعيات خروجه من الحكم بواسطة إنتفاضة السادس من أبريل رجب من العام 1985م .. حوار بقراءة مختلفة للرجل ، فجر فيه الكثير من المفاجآت ، فإلى تفاصيله .
+ كيف تنظر ل (25) مايو ..؟؟
مايو بكل المقاييس يبجلها الشعب السوداني ، ويبكون عليها ، ورئيسها هو أعظم رئيس مر على السودان .. ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
+ إذا قدر لمايو أن تظل موجودة في الحكم حتى اليوم ، كان سيكون عمرها 44 عاما .. كيف كان سيكون حالها ..؟؟
ما كانت ستكون موجودة ، إنما نظام ديمقراطي موجود ، وتنمية إقتصادية وبشرية ، ومعدل نمو غير مسبوق ، وكان سيكون السودان بلدا واحدا ، لا إنفصال ولا تشرذم ، ولا تشظي .
+ نعم .. ثم ماذا ..؟؟
سيكون الشعب السوداني هو وريث لنميري ، كما تبين ذلك في يوم تشييعه .
+ إذا ماذا تقول عن نميري الرئيس السابق ..؟؟
- نميري أنزه وأشجع وانقى وأعف وأكثر إنتاجاً وانجازاً من أي رئيس مرّ على هذا البلد .. وأشرك جميع كفاءات ومهارات أهل السودان في غير إقصاء دنيء .
ولو رصدنا الذين شاركوا في حكمه في ال (ستة عشر عاماً) نجد أنه لم يستثن أي كفاءة من أهل السودان .. وكانت فترته فترة للانتاج الزراعي والحيواني والتنمية الريفية، وزيادة الرقعة المروية، وإنعاش صناعة النسيج والجلود .. واكتشاف واستخراج البترول والمعادن، وعلى رأسها الذهب، وأسطول النقل الجوي والبري .. وبناء القوات المسلحة، مشاة، وبحرية، وجو .. وإعلان قوانين الشريعة كأشجع خطوة في تاريخ البشرية الحديثة .. وكرّس للأمانة وعفة اليد واللسان .
نميري مات فقيراً .. ومات جميع وزرائه فقراء، فقد بسط الشورى والعدل والرخاء .. وكل أهل السودان يشهدون بذلك، إلا مكابر جاحد .
+ لكن ما يؤخذ على نميري أنه رحّل الفلاشا إلى إسرائيل..؟؟
- أولاً موضوع الفلاشا أول من أثاره هو شخصي الضعيف، بروفيسور مالك حسين، وذلك في مجلس الشعب الخامس في العام 1984م تقريباً، وكنت وقتها رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، واستدعيت وقتها وزير الخارجية الرجل العالم الفذ هاشم عثمان عليه رحمة الله .. استدعيته آنذاك بإذن من الدكتور عزالدين السيد رئيس مجلس الشعب - آنذاك - أمد الله في أيامه .
وكنت قد تليت أمام المجلس خبراً نشرته صحيفة (هيرالد تريبيون) البريطانية مفاده أن مجموعة من اليهود الفلاشا يرحلون عن طريق مطار في الحدود الأثيوبية السودانية .
جاء رد وزارة الخارجية على لسان وزيرها - آنذاك - هاشم عثمان بأن الأمر لا يعدو أن يكون ترحيل لاجئين بموجب قانون الأمم المتحدة، حيث أن على السودان أن ينصاع لأي أمر من هذا القبيل . وانتهى الأمر على ذلك، رداً على مسألة مستعجلة .
+ لكن الفريق عمر محمد الطيب والفريق الفاتح عروة والسفير عثمان السيد جميعهم أقروا بترحيل الفلاشا في عمل سياسي مقابل قروش..؟؟
- أما ما حدث بعد ذلك بعد انتفاضة أبريل، فهو أمر سياسيٌ قُصد به تجهيز صحيفة اتهام لمحاربة نظام نميري على يد بعثيين وشيوعيين في مهزلة لم تكن مسبوقة في تاريخ السودان ، لأن جميع لجان التحقيق فشلت في تقديم تُهم مؤسسة للنظام، بما في ذلك صحيفة اتهام المرحوم د . بهاء الدين محمد إدريس وآخرين .. وخرجوا جميعهم بالبراءة، فكان على المهرجلين أن يبرروا محاكمة النظام بمحاكمة العصر (الفلاشا) .
(صمت برهة) ثم واصل حديثه: وقد فندت جميع بنود صحيفة الاتهام على يد عبقري القانون عبدالعزيز شدو وآخرين .
والمضحك أن نفس اليهود الفلاشا اللاجئين ظلوا يرحلون من السودان كلاجئين لم يكن مكتوباً على وجوههم فلاشا .
ويحق لي هنا كمراقب لهذا التحريف، أن أقول بكل الفخر والإعزاز أن جهاز أمن نميري لم يمارس أي خيانة على جميع مستوياته، وأن كثيراً من أفراده شاركوا مشاركة فعالة في بناء أجهزة الأمن لاحقاً، وخرجوا جميعهم (ميتهم وحيهم) وسط ضنك الفقر، وهذا شرف كبير لجهاز أمن الرئيس نميري .
ويكفي أن رئيس جهاز أمن الدولة في زمن نميري الأستاذ الفريق الدكتور عمر محمد الطيب يعيش الآن في ضيق من العيش، وقد دخل السجن .. ولولا كرم الأخوة السعوديين جزاهم الله لما قدمه لهم استشارات لزاد ضيقه .
وقد سألت الرئيس نميري قبل وفاته (وهو اليوم في عالم الحقيقة)، ولا أنسب له قولاً لم يقله، سألته بعد تنحيته في القاهرة، سألته عن موضوع الفلاشا، فقال: لا علم لي ولا أعرفهم .. وسألته أيضاً عن مقابلة (شارون)، فقال لي كيف لي أن أقابل شارون، وأنا الذي أنقذت ياسر عرفات وخضت من أجله الردى .
+ لكن ما صورته المنشورة له وهو مع شارون ..؟؟
- إنها مدبلجة .. والعالم عرف دبلجة الصور منذ ستين عاماً .. وأقول ليك: هل استطاع هؤلاء الذين يدعون مقابلته لشارون أن يقدموا أشرطة صوتية تثبت ذلك ..؟؟
نميري تاريخياً حارب في فلسطين في العام 1967م وبعث جيوشه لتحارب إسرائيل، فهو أكرم وأشرف رئيس عربي .. وهو الذي آوى الرئيس عرفات وجنوده . .
+ لكن هنالك الآن اعترافات منشورة في التحقيقات التي تمت مع عمر محمد الطيب والفاتح عروة وعثمان السيد يعترفون فيها بنقلهم للفلاشا ..؟؟
- إذا كانت هنالك شهادات في (النت) باستلام مبالغ لترحيل الفلاشا فأصحابها موجودون .. وإن أرادوا أن يؤكدوها فليفعلوا، ووقتها ستكون إدانة لهم شخصية ليست لنميري .. وما أكثر الجانين وسط الأنظمة قديماً ولاحقاً .
ثم إنه لا شهادة لأسير شرعاً .. أطلق يدي لأعطيه شهادة . .
+ لكنهم لم يكونوا أسيرين بل كانوا معتقلين ..؟؟
- في هذا الزمان الاعتقال أسر .. أطلق يدي لكي أجيب عن سؤالك . .
+ كيف ترى إنتفاضة 6 أبريل رجب 1985م ..؟؟
- أوشكت أن تكون انتفاضة بكامل أركانها لولا تدخل الجيش بانقلاب عسكري نفذته هيئة قيادة القوات المسلحة برئاسة سوار الذهب .
والآن بعد أن اتضحت الأمور أصبحت الانتفاضة لا تحتاج إلى تقييم لأن (28) سنة كافية، وما حدث من أحداث أيضاً كافٍ لكي يجعل هذه الانتفاضة تمرين لا جدوى منه .. لأن الذي حدث بعد الانتفاضة وحتى الآن هو حصاد مؤلم ومجرم وجائز وفاشل، ولكني في ذات الوقت أحترم إرادة الشعب الذي شارك فيها وأتألم لتحريف إرادته وهي تمثل بكل المقاييس عبرة لمن يعتبر في مجال إحداث التغيير .. وللتغيير فنيات وأسس لابد من اتباعها .. وأحزابنا لا تفقه فن التغيير لا سلباً ولا ايجاباً، وعلينا أن نفكر كثيراً بحرص وتؤدة قبل أن نقدم على تغيير فاشل خاسر . إذ لابد من إحداث التغيير عن طريق تحول ديمقراطي صادق وشفاف لنضع حداً للانقلابات العسكرية والتغييرات الجزافية، وليس هنالك مخرج غير ذلك، إذ أن ذلك سيوصد الباب أمام الفاسدين والفاشلين .
+ يعني ما حدث في 6 أبريل لم يكن انتفاضة ..؟؟
- كاد أن يكون انتفاضة .. ولكنه أضحى انقلاباً عسكرياً محض .
+ سوار الذهب شخصية عقلانية لدرجة بعيدة .. فلماذا نفذ هذا الانقلاب كما تسميه انقلاباً ..؟؟
- سوار الذهب حمل على هذا الانقلاب حملاً لذلك لم يستطع أن يستمر في الحكم .. وخيراً فعل بتنحيه .
+ كيف ذلك ..؟؟
- العسكر في أبريل 1985م لم يحكموا حقيقة .
+ اذا ماذا كانوا يمثلون ..؟؟
- كانوا حاضنين أمانة فقط .. وكانوا تحت سيطرة الأحزاب .
+ مجلس الوزراء برئاسة د . الجزولي دفع الله . ..؟؟
- كان سلطة انتقالية فقط غير مستقرة وغير منتجة .
+ يعني ما كانوا حاكمين..؟؟
- حكمهم كان شكلياً تشريفياً .
+ يعني الأحزاب كانت هي التي تحكم ..؟؟
- الأحزاب كانت مؤثرة .
+ الآن .. وبعد هذه السنوات ال(28)، هل الانتفاضة كانت إيجابية أم سلبية ..؟؟
- الانتفاضة حقبة لا تذكر ، لأنها لم تحقق نتائج، وأضرت بالسودان وهي التي مهدت لانقلاب 1989م الذي أضر بالسودان كذلك .
+ كيف مهدت الانتفاضة لانقلاب 1989م أو ما أصطلح على تسميته ب (ثورة الإنقاذ ) التي قامت في ("30" يونيو 1989) ..؟؟
- لأنها جاءت بحكم ضعيف مهزوز لم يستطع أن يحكم وي حالة الضعف والوهن دخل الانقاذيون ونفذوا انقلابهم المشهور الذي استمر حتى اليوم .
+ الإنقاذ تطرح نفسها كامتداد لثورة (25) مايو، وتعتبر نميري قدوة لها ..؟؟
- حقيقة .. حقيقة (كررها مرتين) هم يحترمون نميري .. وأنا أعلم الناس بذلك .. وهذا من قبيل الذكاء السياسي ، لأنهم استفادوا من جميع انجازات مايو .. ولأن نميري كان شريكهم وحليفهم في انقلاب 30 يونيو 1989م، وأنا أعلم ذلك لأنني كنت جزءاً من ذلك ، ولأنهم أبانوا لنميري ظهر المجن .. فلربما أرادوا أن يكفروا عن ذلك .. لكنهم بحق احترموه ويحترمونه حياً وميتاً .
+ لكنهم لماذا تركوه ينزل في انتخابات الرئاسة في العام 2000م وفشل فيها .. تلك الانتخابات التي كنت أنت جزءاً منها ..؟؟
- أنا نزلت تلك الانتخابات بتنسيق مع الرئيس نميري، وقمت بجلب التزكيات له ودفع مصاريف ذلك، وكان هدفنا أن يثبت نميري، وإننا مازلنا في الساحة ولنا جماهير، وأن نميري لم ينته كظاهرة سياسية وأن محاكمة نميري فرية كبرى، ونال مليون صوت، ونلت أنا (130) ألف صوت في انتخابات لا نتكلم عن نزاهتها . .
وعقدنا مؤتمراً صحفياً مشهوداً في فندق هيلتون تحدثنا فيه سوياً، وقلنا فيه للشعب السوداني إن مايو نميري مازالت نابضة .. وذهبنا أيضاً وهنأنا الرئيس البشير بفوزه .. وظل نميري لا يتأخر عن فرح أو كره في السودان شامخاً شم المعطس، مرفوع الرأس والهامة، إلى أن مات، فشُيّع في أروع جنازة في تاريخ السودان، ودفن مع الفقراء والمساكين، ولم يترك وراءه ثورة .. وخرجت جنازته في موكب مهيب، شيعته القوات المسلحة من بيت أبيه الممشوق بالطين (قالها وهو يبكي والدموع تنهمر من عينيه) وما أبصرت واقفاً إلا باكياً .. رحم الله نميري، فقد كان أخاً كريماً، شهماً، والله هذه حقيقة .
+ ماذا تتذكر الآن من أحاديث أو مواقف دارت بينكما، وهو في منفاه الاختياري بالقاهرة ..؟؟
- في القاهرة قال لي نميري في نوفمبر 1986م، هل سأرجع للسودان بعد ما لحقني من اساءات (بيعايروني اني ما ولدت) .. فقلت له: إن عشت فسأكون أنا أمامك في الرجوع للسودان .. وأشهد الله على ذلك وأخونا كمال الدين محمد عبدالله ويشهد كذلك الأخ جمال عنقرة الذي هو من المنصفين للرئيس نميري، وقد أوفى له أيما وفاء .
ويكفي نميري فخراً أنه أشرك بروفيسور علي شمو، وبروفيسور عبدالله أحمد عبدالله، ود . منصور خالد، وإبراهيم منعم منصور، ومحمد بشير الوقيع (أبو السكر في السودان)، وعبدالرحمن عبدالله ، وبروف العاقب ، ومحمد خوجلي صالحين، وخالد الخير، وكامل شوقي، وعلي موسى عمر، ومجذوب الخليفة، والتجاني السيسي، والتجاني عثمان أبكر، وحسن الترابي، وأحمد عبدالرحمن، والشريف التهامي، والنيّل أبوقرون، وعوض الجيد محمد أحمد ، والرشيد الطاهر، وعزالدين حامد، ومحمد ميرغني، وهاشم عثمان، وبهاء الدين محمد إدريس ، وبشير عبادي، والياس الأمين، ود . إسماعيل الحاج موسى، وعمر الحاج موسى، وأحمد عبدالحليم، وحسن عابدين، وعلي فضل، والنذير دفع الله ، وشاكر السراج ، وأبوبكر عثمان محمد صالح، ومهدي مصطفى الهادي، وبابكر علي التوم، ومحيي الدين صابر، ومكاوي عوض المكاوي ، وخليفة كرار، وكرار أحمد كرار، ود . فاطمة عبدالمحمود، ونفيسة أحمد الأمين ، وآمال عباس ، وبدرية سليمان .
وكثيرون منهم من غادر كما قال عنترة من متردم .. ومنهم من بقي طلاوة سودانية ، وشموخاً كالطود .
هذه قائمة الشرف، فجيئوني بمثلهم إذا ما جمعتنا يوماً يا جرير المجامع .
وفي صحافة نميري ، برز : فضل الله محمد ، وشريف طمبل ، وحسن نجيلة ، وحسن ساتي ، ويسن عمر الإمام ، وفضل بشير ، وعبدالقادر حافظ ، ومحيي الدين تيتاوي ، وأحمد البلال الطيب .
وفي برلمانه، برز: أبيل ألير، ولويجي أدوك ، وعزالدين السيد ، وعبدالحميد صالح، وصلاح قرشي ، ومحمد أحمد سالم ، وإبراهيم حسن إدريس، وآخرون كثر غيرهم .
وفي الثقافة والآداب، برز: عبدالله الشيخ البشير، والبروف عبدالله الطيب، ود . الحبر يوسف نور الدائم، و إبراهيم الصلحي ،وشبرين ، وأحمد عبدالعال ، ومصطفى طيب الأسماء ، ومبارك المغربي ، رحم الله من توفى منهم ، وأمد في آجال الأحياء .
أسامة عوض الله
[email protected]
رئيس تحرير صحيفة "المستقلون"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.