اتفاقية البقط عبارة عن هدنة أمان وعدم اعتداء بين العرب ومملكة النوبة، عقدها ملك النوبة، مع عبد الله بن سعد بن أبى السرح، قائد الجيش المسلم الذي حاول غزو بلاد النوبة ولم ينجح عسكريا عام651م. وهو إقرار لتوازن القوى بينهم. فهل المطلوب منا أن نعيد اجترار التاريخ وإعادة صياغة اتفاقية بقط ثانية بيننا وبين الدخلاء حتى ننعم بالاستقرار على أرضنا. فقد كانت اتفاقية البقط الأولى في ذلك الوقت معاهدة سياسية قبل بموجبها المسلمون أن يعيشوا على هامش مجتمع نوبي مسيحي، إما مسافرين أو متاجرين، وقد استمر ذلك الوضع لما يقرب من 8 قرون ومن هنا بدأ انتشار الإسلام في بلاد النوبة وفيما يلي نص الاتفاقية : ( معاهدة البقط) رمضان 31 ه عهد ، من الأمير عبد الله بن سعد بن أبي السرح ، لعظيم النوبة ولجميع أهل مملكته عهد عقده على الكبير والصغير ، من النوبة من حد أرض أسوان إلى حد أرض علوة ، أن عبد الله بن سعد جعل لهم أمناً ، وهدنة جارية بينهم وبين المسلمين، ممن جاورهم من أهل صعيد مصر ، وغيرهم من المسلمين وأهل الذمة. أنكم معاشر النوبة آمنون بأمان الله ، وأمان رسوله محمد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن لا نحاربكم ، ولا ننصب لكم حرباً ، ولا نغزوكم ، ما أقمتم على الشرائط التي بيننا وبينكم على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه ، وندخل بلدكم مجتازين غير مقيمين فيه ، وعليكم حفظ من نزل بلدكم، أو يطرقه من مسلم أو معاهد حتى يخرج عنكم ، وأن عليكم رد كل آبق خرج إليكم من عبيد المسلمين ، حتى تردوه إلى أرض الإسلام ولا تستولوا عليه ولا تمنعوا منه ، ولا تتعرضوا لمسلم قصده وحاوره إلى أن ينصرف عنه. وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم ولا تمنعوا منه مصلياً، وعليكم كنسه وإسراجه وتكرمته ، وعليكم في كل سنة ثلاثمائة وستون رأساً تدفعونها إلى إمام المسلمين ، من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب ، يكون فيه ذكران وإناث وليس فيهم شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم. تدفعون ذلك إلى والي أسوان . وليس على مسلم دفع عدو عرض لكم ، ولا منعه عنكم ، من حد أرض علوة إلى أرض أسوان ، فإن أويتم عبد المسلم أو قتلتم مسلماً أو معاهداً أو تعرضتم للمسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم بهدم أو منعتم شيئاً من الثلاثمائة رأس والستين رأساً ، فقد برئت منكم هذه الهدنة، والأمان ، وعدنا ونحن وأنتم سواء حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين. علينا بذلك عهد الله ، ميثاقه وذمته ، ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ولنا عليكم بذلك أعظم ما تدينون به من ذمة المسيح وذمة الحواريين وذمة من تعظمونه من أهل دينكم وملتكم. الله شاهد بيننا وبينكم على ذلك (كتبه عمرو بن شرحبيل في رمضان سنة إحدى وثلاثين (((فإذا كانت نصوص اتفاقية البقط الأولى تحمل في طياتها أن تدفع النوبة ثلاثمائة وستون رأساً إلى إمام المسلمين ، من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب ، يكون فيه ذكران وإناث وليس فيهم شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم. تدفعون ذلك إلى والي أسوان)))) فهل علينا اليوم وفي اتفاقية البقط الثانية أن نقدم للهلايل رؤوس أبنائنا وأجسادهم ملفوفة بأكفانهم حتى ننعم بالحياة في بلادنا وهم الدخلاء والمعتدين علينا . فلا عودة لحكم بالجاهلية فإن العدل الذي أرساه الإسلام هو الدية.... الدية فقط وغير ذلك فهو مرفوض من كل أبناء النوبة. عادل سيد إبراهيم [email protected]