بالتأكيد لايملك الرئيس المصرى المنتخب (السيسى) عصا سيدنا موسى عليه السلام، وهى من المعجزات العظيمة والباهرة التى يؤيد الله بها بعضا من المرسلين الكرام عليهم السلام جميعا، وأيضا لم يرث السيسى من أسلافه الرؤساء،عصا كعصا موسى عليه السلام التى ورثها من أبو الأنبياء عليه السلام أدم والتى نزل بها من الجنة وأورثها سيدنا موسى عليه السلام لتكون معجزة باهرة لتأييد رسالته وبرهانا من العلى العظيم. أما السيسى فترك لها أسلافه أرثا تنؤ بحمله الجبال من مشاكل الداخل والخارج والتى تراكمت عبر السنين والأعوام ولايملك عصا موسى ليغرقها بالطوفان ،لكنه يملك المعلومة لخلفيته والمعلومة لاتخضع للمعجزات كما تخضع للمنطق والواقع والحساب الدقيق ،لهذا رأى فيه المصريين رجل المرحلة بدون منازع. مناسبة هذا الموضوع هو عنوان (السيسى يعيد مصر لأفريقيا) ومقال بعنوان (كيف يرى مصر؟) للكاتب لنفس الصحيفة محمد أمين (المصرى اليوم) الصحيفة الأشهر فى مصر. العلاقة بين الأمرين هى الاعلام خصوصا الاعلام الخاص الذى يمتلكه رجال الأعمال والذين تحولوا بأموالهم لقيادات أحزاب وثوار،رغم أنهم يولون وجوههم شطر أى حاكم أو سلطان جائر أو عادل مادامت مصالحهم فى مأمن،والاعلام فى هذا الوطن العربى الكبير للأسف اعلام موجه ومحرض أكثر مما هو مهنى وناقل أمين،ولعل ما يعرف بوثيقة الاعلام العربى التى أقرت فى عصر ضحايا ثورات الربيع العربى من الزعماء والرؤساء والتى سميت حينها بوثيقة الاعدام وليس الاعلام لهذا ليس بغريب أن يتحول الاعلام لبوق وموجه تسيطر عليه الكثير من جماعات المصالح الاعلام والأجهزة الأمنية الاعلام الحكومى،ولعل أكثر ما سيواجه السيسى فى مهمته هو الاعلام من النوع الأول والذى سيكون سلاح ذو حدين خصوصا فيما يتعلق بالجانب الخارجى،والذى تعرض له الكاتب فى مقاله خصوصا افريقيا المهملة من مصر وعلى رأسها السودان والذى رغم التنازلات التى يقدمها نظامه الضعيف الا أن مندوبه فى حفل التنصيب وجد التجاهل من أجهزة الاعلام فى الحالتين رغم منصبه الرفيع،ورغم عدم حضور البشير الغامض،ولعل التجاهل المصرى المتعمد تجاه السودان رغم ما يقدمه فى ظل نظامه الضعيف من تنازلات لمصر منذ أمد بعيد رغم مايشنه من حملات ضد السودان وأثيوبيا تصل فيها درجة الجهل أن يخرج مسئول فى حجم محافظ أسوان لبقول أن الملاريا ينقلها السودانيين والذين لم يتخلوا عن مصر رغم ظروفها فى السنوات الثلاثة الماضية ،رغم أن دول الخليج التى ثارت ضد الأخوان فى مصر حذرت مواطنيها من زيارتها ،لم تثر ضد الاخوان فى السودان رغم تدميرهم له وظلت تتفرج وتدعمهم فى الخرطوم،وتطاردهم فى مصر،كل هذا بسبب الاعلام الموجه واعلام المصالح وهو الذى سيكون الخطر النائم والأكثر فتاكة من ارهاب الأخوان وسحرة فرعون،فالاعلام هو مضلل الشعوب الأخطر كما ذكر كاتب المقال ورأى الفرق بين ما ينقله الاعلام وبين حقيقة تلك الشعوب والدول والتى وصفها بأنها أحسن من أوربا،لكن السيسى لم يخدع الشعب بأنه يملك ما يشبه عصا موسى بل واجههم بالحقيقية وهى العمل والجهد المشترك ،وليس الوعود البراقة،وبامكانه أن يصل لهدفه المنشود اذا أمن شر دوائر السؤ والمصالح العميقة بعمق الدولة ومشاكلها. وبما أن الاعلام شوه صورة مصر فى عيون أفريقيا بجهله وحمقه معا وهدفه أيضا وتسيي فى كره الافارقة للمصريين،خصوصا ما ظل يلاقية ألاف اللاجئيين الأفارقة والسودانيين من معأنأة بسبب التحريض الاعلامى المبطن وهو الخطر الذى سيواجه السيسى ما لم ينتبه له،وهذا ليس تطبيلا انما واقعا ساهم فى تشويه صورة مصر فى كثير من الدول الأفريقية وعلى رأسها دولة السودان التى لابد للسيسى أن يغير نظرتها تجاهها ونظرة جمهورية مصر العربية القديمة لها والتى حتما سيدوش عيارمشاكلها مصر وليس بمأسأة الانفصال ببعيدة عن الأذهان وتبعاتها من المشاكل التى أصابت مصر بدورها وهذا هو حقيقة العمق الاستراتيجى وليس العلاقات الأمنية فقط ونظرة المصالح الضيقة أحادية الجانب فى ظل هذا النظام الذى لم تتحملوه فى مصر لمجرد عام وظللتم تدعمونه وتحمونه فى السودان لأكثر من عشرين عام،فهذه رسالتنا للسيسى الرئيس المصرى السادس والتى نتمنى فيها أن يخرج ملف السودان من الأضابير الأمنية لرحاب الخارجية ويضعه فى مكانه الطبيعى فالأنظمة زائلة والشعوب باقية والعلاقات المتكافئة والمصالح المتبادلة هى الأبقى خصوصا وسيادتكم على اطلاع كامل بملف العلاقات السودانية المصرية والعوار الذى صاحبه طوال السنوات الماضية. [email protected]