لا حديث لحكومة ولاية شمال كردفان هذه الأيام سوي الحديث عن نفير نهضة ولاية شمال كردفان .. وقد قامت الحكومة بفرض الجبايات والرسوم والأتاوات بشكل عشوائي وبشكل قسري حتي تنفذ مشاريعها المطروحة .. ليصبح مواطن الولاية هو الممول لهذه المشاريع .. وهذا دليل واضح عن عجز السلطة بالقيام بواجباتها تجاه هذا المواطن .. أين كانت الحكومة حتي تأتينا بعد ربع قرن من الزمان من الحكم المنفرد لترفع راية نفير النهضة ؟؟ أين نصيب التنمية من أموال البترول الذي تم تصديره طوال فترة تجاوزت الثلاثة عشر عاماً ؟؟ أين ذهبت هذه الأموال وفي أي بنود صرفت لأننا لم نلحظها لا في تعليم ولا صحة ولا تنمية !!! إن تشييد مستشفي أو رصف طريق أو توفير الإمداد المائي أو بناء فصل داخل مدرسة هذه من مهام الحكومة وإذا عجزت الحكومة وطوال (25) عاماً من السيطرة الكاملة علي مقاليد الحكم من القيام بواجباتها التي من أجلها شكلت الحكومة ، عليها التنحي فوراً بدلاً من الركوب علي ظهر هذا المواطن من أجل تحقيق ما فشلت في تحقيقه .. بالله عليكم تخيلوا حكومة تفرض رسوم بإسم النفير مبلغ واحد جنية علي كل جالون بنزين أو جازولين يباع داخل الولاية ، مبلغ يتراوح ما بين 20- 50 جنية كرسوم عند طلب أي خدمة في تسجيلات الأراضي أو مصلحة الأراضي !! خصم مرتب يوم ليومين شهرياً من كل موظف بالولاية !! إجبار التلاميذ علي دفع مبلغ يتراوح بين 1-3 جنية !! إلزام كل أسرة بدفع مبلغ (50) جنية !! مبلغ 10-20 جنية علي كل كرتونة أو جوال أي بضاعة تدخل حدود الولاية !!! حكومة لا تعرف أحوال مواطنيها ولا تدري عن معاناة هذا المواطن شيئاً وإلا لما أقدمت علي فرض مثل هذه الجبايات !! أن شعار النفير الذي رفعته هذه الحكومة قد أفرغته من محتواه ، حيث أن النفير هو عمل طوعي وإختياري ويتم عن قناعة ورضا .. ولكن ما يتم الآن هو إلزام وإرغام !!! وأن النفير يتم من كل حسب مقدرته .. ولكن ما يتم الآن من كل حسب ما تفرضه الحكومة !!! وأن النفير يتم بشفافية ووضوح وأن الجميع يشهد ما تم إحضاره ويشارك في التنفيذ ومعرفة ما صرف وما تبقي .. أما ما يحدث الآن فلا أحد يعلم عنه شيئاً !!!! وفي النفير تتم المشاركة في صنع وإتخاذ القرار من الجميع وكل من الحضور يطرح وجهة نظره وبصورة ديمقراطية يتم إتخاذ وتنفيذ القرار ... أما ما يحدث الآن فلا أحد يعلم عنه شيئاً !!! ما يتم الآن هو حلقة من حلقات فشل المشروع الحضاري الذي إنفرد بحكم كل السودان طوال ربع قرن من الزمان لتكون النتيجة صفراً كبيراً وفشلاً واضحاً في كل المجالات .. فالذي فشل طوال ربع قرن من الزمان في تحقيق أهدافه لا يمكنه النجاح في أشهر معدودة وإذا حقق جزء من النجاح فان ذلك ناتج من إستغلال هذا المواطن الذي أرهق بالجبايات والأتاوات ، وليس بسبب التخطيط السليم من قبل هذا النظام .. لأن النظام لم ينجح في شئ سوي في توفير مرتبات وإمتيازات الحكام الذين لم يقدموا شيئاً يستحقون عليه راتب أو إمتياز .. عثمان حسن صالح (المحامي) [email protected]