نام كالوقين ورأى في المنام ، كأنه يجلس وسط دغل ، وبالقرب من الدغل شرطي يمشي . هب كالوقين مستيقظاً ، حك فمه واستغرق في النوم مرة أخرى ، ومرة أخرى رأي حلماً ، كأنه يمشي بقرب دغل وشرطي يجلس مختبئاً وسط الدغل .هب كالوقين من نومه ، ووضع صحيفة تحت رأسه ، حتى يحمي الوسادة من لعابه ، واستسلم للنوم مرة أخرى ، ومرة أخرى رأى حلماً ، كأنما هو يجلس في دغل وبقرب الدغل شرطي يمشي.استيقظ كالوقين ، قلب الصحيفة ، استلقى ونام مرة أخرى . نام ورأى حلماً مرة أخرى ، كأنما هو يمشي بالقرب من دغل ، وشرطي يختبئ وسط الدغل . وهنا هب كالوقين من نومه ، وقرر أن لا ينام مجدداً ، ولكنه ما لبث أن استلقى نائماً ، ورأي حلماً ، كأنما هو يجلس وراء شرطي ، وبالقرب منهما الدغل يمشي . صرخ كالوقين وتلوى في الفراش ، إلا أن سانحة الاستيقاظ كانت قد فاتت . استغرق كالوقين في النوم لأربعة أيام وأربع ليال متتالية واستيقظ في اليوم الخامس هزيلاً إلى درجة أن حذاءه احتاج إلى الشد بحبل حتى لا ينزلق من قدمه . في المخبز ، حيث كان كالوقين يحظى بشراء خبز القمح الفاخر دائماً ، لم يتعرف عليه أحد ، فدسوا له خبز الردة . أما لجنة الرقابة الصحية فعندما رأت كالوقين خلال كشفها على الشقق السكنية اعتبرته ضار بالصحة وغير نافع لأي شئ ، وحررت محضراً بالقاء كالوقين مع الزبالة . تم طي كالوقين من وسطه والتخلص منه ، كالزبالة . --------------------------------------------- دانييل خارمس 22 أغسطس 1936 م ------------------------------------------------