يوم 19 يوليو 2014م , هاجمت مجموعة ملثمة تقود سيارات ذات الدفع الرباعي مقر جريدة (التيار) بالعاصمة السودانية الخرطوم , وقاموا بالاْعتداء المفرط علي رئيس تحرير الجريدة (عثمان ميرغني ) والعاملين بالصحيفة, وحطموا اْثاثات المكاتب ودمروا بعض الكمبيوترات ونهبوا هواتف العاملين واْحدثوا اْضراراً جسيمة للغاية بمكاتب الجريدة بشكل عام , جاء هذا الاْعتداء المرفوض علي خلفية نشر مقالاتان رائعتان للاْستاذ عثمان ميرغني تحت عنوان ( من اْين اْتي هؤلاء.. ! و فضحتنا .. الله يفضحك ) علي جريدة التيار , تناول في الاْول الغلو والتطرف الديني الرهيب الذي حدث في السودان و وسط اْئمة المساجد , والثاني تناول فيه حديث نتنياهو وشرحه لمفهوم الدولة الحديثة وحقوق الاْنسان وتمني اْن يدرك ويفهموا سياسيوا السودان الذين يحكمون الان ماقاله السيد نتياهو رئيس حكومة إسرائيل .. المعتدون الجبناء اْصيبوا بالإستياء الشديد من مقالات عثمان ميرغني لم يصدقوا اْن هناك سوداني في زمن الخمج البشيري يقول راْيه واضح عن فشل الحكومة والحكومات العربية جمعاء في تحقيق الديمقراطية وتطبيق حقوق الاْنسان بالنص العالمي , ثم يضرب مثل بالدولة العبرية من حيث التقدم والرفاهية والديمقراطية , لعب الهوس الديني المتطرف برؤوس المعتدين وشبه لهم إن الصحفي عثمان ميرغني ( عميل إسرائيلي مندس وسط السودانيين في الخرطوم ويمارس مهنة الصحافة ) فقررو تاْديبه اْو قتله لوسنحت لهم الفرصة . هذا الاْعتداء الجبان ذكرني حادثة إغتيال صحفي إمريكي يهودي اْسمه ( دانيال بيرل ) في مدينة كراتشي علي يد تنظيم القاعدة علي اْثر تحقيق اْجراه عن تنظيم القاعدة في باكستان, كان بيرل يعمل رئيس تحرير جريدة وول ستريت ( مكتب جنوب اْسيا ) ومقيم في مدينة مومباي بالهند , ذهب الي باكستان وقام باْجراء تحقيق واسع عن الروابط المزعومة لتنظيم القاعدة والمخابرات الباكستانية , كتب بيرل تقريرا وافيا شرح فيه العلاقة المزعومة بين تنظيم القاعدة والمخابرات الباكستانية , كان تقريره واضحاً لم يجامل فيه اْحد علي حساب احد, إنما كان صادقاً في كلمته وشريفاً في مهنته ومسئولاً فيما يريد شرحهه للناس . علي اْثر هذا التحقيق قامت مجموعة تسمي نفسها الحركة الوطنية لتحرير باكستان بإختطاف دانيال بيرل من اْمام احدي المحلات بمدينة كراتشي وحجزته في مكان سري للغاية وقالوا إنه جاسوس اْمريكي جاء يتجسس علي تنظيم القاعدة.. ومن ثمة قامت بإعدامه بقطع وفصل راْسه عن جسده في منظر بشع للغاية . إن الإعتداء علي الصحفيين في اْي مكان في العالم شيء مرفوض , واْمر غير مقبول علي الاْطلاق , ويعد فعل همجي تطرفي لا يصدر إلا من جماعة تؤمن بالاْرهاب والعنف مبدء لها ,عثمان ميرغني رجل صحفي رائع حمل علي عاتقه اْن يقول الحق ولا شيء غير الحق حتي ولو في (عين الحوت ) اْو في وكر الذئاب لا يخشي في الحق لومة لائمة , لذلك قال : اْتمني اْن يكون سياسيونا في السودان حالفهم الحظ بلاْستماع إلي كلمة السيد نتنياهو اْمام الكونقراس الاْمريكي .. الخ .. المقالة . في الدول التي تعرف معني الديمقراطية وحقوق الاْنسان وحرية الراْي والتعبير , مسموح لك باْن تستدل في حديثك باْي شيء تراه مناسباُ وفيه حجة قوية ودامغة علي صحة قولك , حتي لو كانت الحجة والاْدلة صادرة من عدو بلدك اللدود , اْم الدول التي ترعي وتخدم الاْرهاب مثل (السودان في عهد الكيزان ) غير مسموح لك باْن تقول اْي شيء غير سمعاً وطاعة يا مولاي , واْسلوب التهديد والقتل وفصل الرؤس عن الاْجساد هو مبدئهم وديدنهم , لذلك قامت هذه المجموعة الملثمة المدعومة من جهازالاْمن والمخابرات بالاْعتداء علي الصحفي عثمان ميرغني , ولن يتوقف الاْعتداء عند هذا الحد , بل سيعقبه اْعتداء وراء اْعتداء وربما قطع راْسه من جسده , حتي يكف عثمان ميرغني وجميع الصحفيين الشرفاء عن قول الحق . اْ ضحية سرير توتو القاهرة [email protected]