بسم الله الرحمن الرحيم تتميز ولاية غرب كردفان بثرائها بحقول البترول وتعدد مناطقه، ولذا تُوجد عدة شركات تعمل فى مجال التنقيب عنه فى مناطق مختلفة من الولاية، إلا أن الملاحظ أن هذه الشركات وهى تقوم بعملها، تنقيباً وإستخراجاً للنفط الخام وصناعة مخرجاته، لا تُراعى الضوابط والشروط التى يجب توافرها حتى لا تتأثر الصحة العامة لإنسان المنطقة والمحافظة على البيئة من التلوث بمخلفات وآثار نشاطها، ومعلوم للجميع أن للبترول مخلفات سامة تُؤثر فى صحة الإنسان والحيوان فى بالمنطقة التى تشهد صناعته، ولذا نجد أن الإنسان فى ولاية غرب دارفور وخاصةً قبيلة المسيرية، لأنهم يقطنون جوار حقول البترول، قد تأثروا أيما تأثر بهذه الأنشطة المخالفة للضوابط الصحية. ومما يُفاقم الأوضاع أن الشركات العاملة فى هذا المجال لا تلتزم بالتخلص من هذه المخلفات المؤذية والضارة بالصحة العامة والبيئة، وفق الطرق الفنية المتبعة فى مثل هذه المواقف، وقد ذكر أحد المهندسين العاملين فى شركة النيل الكبرى للبترول ويُدعى س . أ مقيم حالياً خارج السودان، أن هناك كميات من مخلفات البترول السامة دُفنت فى مناطق بالقرب من قرى السكان دون مراعاة للأضرار التى يُمكن أن تسببها هذه المخلفات على صحتهم والبيئة التى يعيشون فيها، متجاهلين الضوابط والشروط العلمية والوقائية التى يتم الإلتزام بها فى مثل هذه الحالات. نحن نحمل الحكومة مسئولية هذا الإهمال فى عدم إلزام الشركات بالتركيز على الضوابط والطرق المعروفة فى التخلص من النفايات عموماً، وهو ما يشى بأنها لا تكترث لصحة المواطن وإنما يهمها فقط العائد المادى الذى توفره شركات البترول العاملة فى المنطقة، ولعّل أصدق دليل نسوقه هنا هو ما حدث فى حقل بليلة للبترول والذى أدى إلى إصابة 16 فرداً بإشعاعٍ سام بعد أن وُضع أحد الأجهزة بإهمال فى مكان غير مكانه الذى ينبغى أن يُوضع فيه حسب ماتقتضيه إجراءات السلامة وقد تناولت وسائل الإعلام الحدث على نطاقٍ واسع، وقد إعترفت الحكومة بالحادث المؤلم، وقد تم إجلاء ثلاث من الأجانب ( صينيين وباكستانى) ممن تأثروا ضمن أهل المنطقة للعلاج ببلادهم، أما أبناء المنطقة من المصابين فلا بواكى عليهم إذ لم يتم علاجهم إلى الآن وقد رفض الصينيون علاجهم مع المجموعة المصابة وعلى رأس المصابين من أبناء المنطقة الأخ عبدالرحمن يحى حرقاص، وللأسف الشديد فإن القيادات من أبناء المنطقة بالحكومة، وبإفتراض أنهم أصحاب الوجعة الحقيقية، لاذوا بالصمت المريب ولم يحركوا ساكناً تجاه مأساة إخوانهم المصابين والوقوف فى وجه الخطر الذى أصبح يهدد حياة سكان الولاية، فقد تركوا أخوانهم وأبناء جلدتهم يُعانون من آثار الإشعاع ولم يضغطوا الحكومة والشركات العاملة ليجبروهم على علاجهم وتعويضهم عن الأضرار التى لحقت بهم جرّاء أخطاء الشركة المعنية. لله دركم يا شعب غرب كردفان..... الحق يُنتزع ولا يُمنح..... [email protected]