* تقديم 12 طبيب من اصل 16 استقلاتهم من مستشفى ربك التعليمي لوزارة الصحة ، احتجاجا على رداءة البيئة الطبية وعدم توفر المعينات - ولم تاتي خطوة تقديم الاستقالات الا بعد ان فقدوا الامل في تحقيق مطالبهم - في تقديرنا هو دق لناقوس خطر عظيم ، والمطالب ليس لها اي طابع شخصي وإنما تختص ببيئة العمل مباشرة ، واهل مكة ادرى بشعابها ، فليس من المعقول مثﻻ ان تطلب من جندي اعزل ان يحارب عدو مسلح ، او تطلب منه اطﻻق النار وهو يحمل سﻻحا خالي ذخيرة ، هذا بالضبط ما يتم في معظم المستشفيات الحكومية المراد تجفيفها لصالح مستشفياتهم الخاصة وغيرها ، وهذه البيئة الطبية الرديئة قطعا ستنعكس على سلوك الاطباء تجاه المرضى ، فالمريض هنا ﻻ تعنيه البيئة الطبية وتوفر المعينات من عدمها فهو فقط يريد ان يتعالج على وجه السرعة ، وهنا يكون الطبيب في وجه المدفع ، وهناك من له صبر ويحاول تقديم المستطاع على حسب قدراته ومنهم من ﻻ يريد تحمل مسؤولية استقبال مريض وهو ﻻ يملك ادوات عﻻجه ، وهذه فعﻻ معادلة يصعب حلها .. !! * ورغم اجتهاد اطباء مستشفى ربك في المطالبة بترقية بيئة العمل الا انهم وجدوا تجاهلا من قبل وزارة الصحة وادارة المستشفى والقوات الشرطية بالوﻻية ، وقالوا انهم وجدوا استخفاف من مطالبهم ، وتعرضوا لضغوط وتهديد بالفصل والمحاسبة من قبل وزارة الصحة حتى ﻻ يطالبوا بترقية بيئة العمل ، وهذا في تقديرنا أمر خطير جدا جدا ويثبت ان وزارة الصحة تمارس البلطجة في ادارة شؤون الصحة في هذه البﻻد ، والأغرب في الموضوع تعرض هؤﻻء الاطباء للإعتداء والشتائم من قبل جهات فضلوا عدم ذكر اسمها في البيان التوضيحي الذي صدر منهم ، وان يصل الأمر بالاطباء لدرجة تقديم استقالاتهم وان يتعرضوا للتهديد من وزارتهم التي كان من المفروض عليها الوقوف بجانبهم و الاعتداء والشتم من قبل جهات اخرى في تقديرنا يحتاج لوقفة ليس فقط من كل اطباء السودان وإنما من كل الشرفاء من ابناء هذا الشعب ، وتعرية المافيا التي تسيطر على مصائر الناس وتدير شؤونهم بالتهديد والوعيد والبلطجة الغير قانونية ، فعﻻ هؤﻻء الاطباء في وضع ﻻ يحسد وهم يواجهون المرضى بايادي خالية وقلة حيلة من جانب .. ووزارة تهدد بالفصل والمحاسبة في حالة المطالبة بمعينات العمل من جانب آخر ، وهنا من يجب ان يحاسب هم وزراء الصحة وليس الاطباء ولكن دائما العكس هو الصحيح ، و مقابل ان يبقى وزير في منصبه فاليذهب كل الاطباء والمرضى الى الجحيم دون اسف ، في هذه البﻻد من يملك المال يستحق الحياة ومن ﻻ يملك يستحق الحياة ايضا ولكن الابدية .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة