بسم الله الرحمن الرحيم ولاية غرب كردفان لم تنعم بالإستقرار منذ تشكيل حكومتها القائمة حالياً والتى تمخضت عن مشاورات مع بعض أبناء المنطقة بالمجلس الوطنى الذين يدينون بالولاء الأعمى للمؤتمر الوطنى، ولا يهمهم من أمر الولاية شئ طالما أن أسيادهم فى المركز راضون عنهم، فهم يبصمون بالعشرة لما فيه رضاء سادتهم القابعين فى سدة السلطة ويديرون الولايات والأقاليم وفق مزاجهم وما يلبى طموحاتهم فى تعيين منسوبيهم دون النظر إلى أهمية تعيين أصحاب الخبرة والكفاءة من أبناء الولاية، خاصةً أن الولاية ولاية حديثة التكوين وتحتاج إلى قادة من طراز محدد كى يبنوا بنياتها وفق أحدث المواصفات مع التعلم من تجارب الولايات الأخرى وتلافى فشلها فى كثيرٍ من الشئون، هذا التشكيل الحكومى صراحةً لم يعجب أبناء الولاية المستنيرين الذين كانوا يحدوهم الأمل فى قيادة العمل العام ويسهمون فى تطوير ولايتهم. السيد والى الولاية لم يُحسن قراءة واقعها ولا طبيعة التركيبة السكانية التى تقطنها، ولم يقف على متطلباتها كما ينبغى، فلما أعيته أمر قيادتها لجأ إلى المكر وكيد الدسائس وحياكة المؤامرات، ففشل وعجز عن تسيير دفة الأمور، وكان هذا أمرٌ متوقع، قام بعزل وزراء ومعتمدين بعد أقل من ستة أشهر من تشكيل الحكومة ، فنتج عن ذلك صراعات عنيفة داخل بطون القبائل الموجودة فى الولاية، ودخل هو شخصياً فى عداء سافر مع هذه البطون خاصة أولاد عمران، وأخيراً وتداركاً منه لخطورة ما زج فيه نفسه من عداءٍ وخصام، ذهب مع بعض أبناء المنطقة المنتسبين للمؤتمر الوطنى أمثال رجل الاعمال حسن صباحى وود عبيدالله الوزير بوزارة الخارجية والسيد عيسى بشرى وغيرهم لمصالحة بطون قبيلة المسيرية متمثلة فى أولاد عمران. وما يُثير الدهشة هو ما حدث خلال اليومين السابقين، إذ تم حشد أبناء الولاية، شيباً وشباباً والمرأة وقيادات أهلية، فى لقاءٍ جامع تم فى ولاية الخرطوم بنادى الشرطة ببري، وكان الهدف من وراء هذا الحشد الكريم هو الدخول مع الوالى فى لقاء مكاشفة ومصارحة، يبلغونه فيه بأنه قد جلب للولاية الكثير من المشاكل لقلة معرفته بطبيعة الأمور فيها، وأنه بعيد كل البعد عن هموم إنسانها، إلا أنه وللأسف الشديد وبعد كل الجهد الذى بُذل من أجل حشد أبناء الولاية الذين تكبدوا المشاق وحرصوا على الحضور إلى نادى الشرطة، لم يجد أحد منهم الفرصة لمناقشة الوالى فى قضاياهم التى ظلت تؤرق مضاجعهم ومن أجلها حرصوا على حضور اللقاء، فقد خيّب الوالى ظن الجموع فكان هو المتحدث الأول الأخير والخطيب المفوه الذى لا يتجاسر صوتٌ ليعلو فوق صوته، لقد كان حديثه مملاً ورتيباً، لقد تحدث عن إنجازاته على قلتها وعن طموحاته التى لا ندرى متى سيُحققها بطريقته المعوجة فى إدارة الولاية وعن الأمن فى الولاية إلى آخر حديثه الممجوج. لم يُعجب جمع أهل الولاية حديث الوالى، لأن المعالجات التى تحدث عنها لم تكن حقيقية بل قصد من ورائها والضحك على الذقون ، وكأن المجتمعون مجرد أطفال يمكن خداعهم بأى حديثٍ معسول، طبعاً هذه هى عقلية الكيزان فى إستغفال الآخرين وجرهم لتنفيذ خططهم، فلقد إتضح أن هدفه من جمع أهل الولاية فى نادى الشرطة ببرى إظهار التأييد للمؤتمر الوطنى وليس جمعهم من أجل الحديث الصريح عن المشاكل المعقدة التى يعانون منها فى الولاية. أيها الوالى غير الكريم أما كان أجدر بك أن تجمع هذا الجمع الكريم فى حاضرة الولاية وتستمع لشكواهم وتسمع أصوات أنينهم هناك حيث مسرح الأحداث وتستجيب إلى ما يريدون بدلاً من هذه المسرحية والرياء الذى خططت له ونفذته فى نادى الشرطة ببرى وأنت تلعب بعواطف وأمانى أهل الولاية؟ . أهل الولاية لا يرغبون بك والياً عليهم فهلا أرحت نفسك وأرحتهم واستقلت؟ أم ستقعد لهم فى" دم قلبهم"؟. الحق ينتزع لا يُمنح.... سالم أبوقرون [email protected]