للجاليه الهنديه تاريخ ناصع ومشرق ببلادنا عامه وببورتسودان خاصه فهم بالمدينه منذ تأسيسها وقد عرفو بطيب المعشر وحسن المعامله وظلو طوال تاريخهم نماذج لحسن معايشة الجاليات الاجنبيه ببلادنا ولا اذكر على طول معايشتهم لنا ان سمعنا بمشكلة حصلت بينهم وبين احد السكان بل وحتى مشاكلهم البينيه ان وجدت فهي تحل بعيدا عن الانظار وبهدوء وقد برزت منهم نماذج انسانيه ظلت مضرب الامثال طوال تاريخ معايشتهم الطويلة لنا ومن هذه الشخصيات صاحب متجر العطور والعطاره المشهور بخواجه سنكات ويؤسفني انني لا اعرف اسمه الحقيقي ولا علاقته بسنكات التى استمد منه اسمه ولكن ذلك لن يوقفني ان اتوجه اليه بكتابتي هذه تحية ومحبة واخاءا في الانسانيه أشتهر هذا الرجل بكرمه الواسع واعماله الخيريه الكبيره والتى يؤديها بهدوء وبعيدا عن الانظار ولهذا ربما تكون كتابتي هذه اول اشاره له ان لم تخني الذاكره يعتبر متجر خواجه سنكات الاكبر من نوعه وبالرغم من كمية المتاجر التى فتحت ابوابها حوله وامامه وخلفه على عادة السودانيين في التقليدللاعمال الناجحه فان متجره والذي يساعده فيه خمسه عمال اضافة اليه يظل مزدحما طوال اليوم بشكل لافت للانظار وتتم المعامله بشكل كريم وجميل وبسلاسة تامه ويندر ان تسمع محتجا او صوتا يرتفع شاكيا على كثرة الازدحام اللافت به والعجيب ان كل العاملين بمن فيهم صاحب المتجر يعملون كرجل واحد يبيعون ويندر ان تجد احد العمال يرجع الى صاحب المتجر مشاورا وبالرغم من عشق اهل المنطقه للمساومات يندر ان تجد محتجين على سعر او نوع من انواع بضاعته الجيده التى يجلبها من الهند مباشرة ويحرص ان تكون من اجود الانواع واما عن اعماله الخيريه فان هناك اعداد كبيره من المحتاجين يأخذون مصاريفهم اليوميه منهم بدون ان تشهد لهم تواجدا ملحوظا لانهم يقفون وسط الزبائن وتصرف لهم المبالغ بهدوء بحيث لاينتبه احد الى ذلك و لايحس احد انهم يتلقون احسانا بل زبائن يتناولون باقي مادفعوه لبضاعة اشتروها وهو ايضا له حسابات في عدد من الصيدليات تصرف بواسطتها الادويه للمحتاجين بشكل مباشروبتوقيع يعرفه اصحاب الصيدليات بحيث تتم العمليه بدون اي اراقة ماء وجه المحتاجين هذا غير تبرعاته بالمواد التموينيه للمستشفيات وخاصة مصحة الامراض النفسيه حيث يحمل لهم كل اسبوع كميات من الحلوى والفواكه وغيرها وقد حكى لي صديقي قاسم مدير منتجع جبل الست قصة غريبه كان هو شخصيا شاهدا عليها فقد لاحظ قاسم ان خواجه سنكات يتجول بأركويت وهو ينثر السكر تحت بعض الاشجار ثم يعودمرة اخرى الى بعضها مزودا الكميه وعندما ساله قاسم مندهشا من فعلته تلك وجد انه يطعم النمل والذي تعود منه على ذلك واما عن عودته لزيادة كمية السكر تحت هذه الشجره اوتلك فلانه يلاحظ ان بعض الاشجار يسكن تحتها مجموعات كبيره من النمل تستهلك الكميه فيزيدها لهم ان الانسانيه هي قيمة عظيمه ومنتشره بين كل الاديان وخاصة عند اخواننا الهندوس والجانتيين فهم حريصون على العمل الخيري والانساني وتصل المبالغه في ذلك عند الجانتيين الى درجة ان يضعو اقنعه امام افواههم لكيلا يقتلون الجراثيم عن طريق الخطأ ان خواجه سنكات نموذج انساني نادر المثال ويستحق وعبره الجاليه الهنديه كل تكريم وتقدير وليت الحكومه تعينه على اعماله الخيريه فتعفيه من الضرائب على الاقل لان مايقوم به الرجل من عمل خيري لاتستطيع القيام به حتى المؤسسات الكبيره ولعله لايريد مثل كتاباتي هذه فهو يعمل في صمت واكنها لفتة احترام وتقدير الى اخ في الانسانيه لكي يعلم ان في بلادنا من يقدرون المحسنين واخيرا فان اسم خواجه سنكات هو في الاساس للاب الذي توفى فانتقل الى ابنه وعلى كل فهم سواء في العمل الانساني و الخيري نسأل الله له التوفيق في اعماله الخيره متمنين له كامل الصحه والعافيه الاستاذ / عبد الله موسى