نتيجة صفقة تمت بين البشير والسيسى تم التخلى عن مثلث حلايب وهى المنطقة الواقعة على الطرف الافريقى للبحر الاحمر ومساحتها 20.580 كيلو متر مربع وتوجد بها ثلاث مدن كبيرة هى حلايب وابو رماد وشلاتين والمنطقة محل تنازع بين السودان ومصر ويطلق عليها احيانا المنطقة الادارية لحكومة دولة السودان ,سكان المنطقة سودانيين ينتمون الى قبائل البشاريين والعبابدة ,وكلما تعارضت المصالح بين السودان ومصر تطل مشكلة حلايب من جديد . السيسى الذى جاء الى السلطة خلفا للاخوان فى مصر بناء على دعوة تحريضية منه لشعب مصر باعطائه التفويض للقضاء على الاخوان المسلمين ,ما كان علية ان يضع يده مرة اخرى مع الاخوان المسلمين فى السودان والموافقة على طرد المعارضة السودانية من مصر مقابل التنازل له عن مثلث حلايب,اى ثمن بخس ذلك الذى لجاْ اليه الرجلان !!!!!!. فالسيسى يرغب فى تحقيق نجاحات شخصية وذلك بتقديم مثلث حلايب لشعب مصر,كرهان على نجاحه فى حل القضايا العالقة حتى ولو كان الثمن طعن شعب السودان,والبشير يريد من السيسى لجم المعارضة السودانية التى احكمت الخناق عليه حتى لو كان ذلك على حساب سكان المنطقة الاصليين وبذلك يكون البشير قد اسقط الجنسية السودانية عن رعاياه دون سند من القانون ودون استفتائهم حول تبعيتهم لاْي من الدولتين باعتبارهم اصحاب المصلحة الحقيقيين . شعب السودان تاريخيا لم يبخل على شعب مصر حيث تخلى عن منطقة حلفا لاقامة بحيرة النوبة لمساعدة مصر فى بناء السد العالى وتم تهجير اهالى حلفا رغم مايتركه ذلك من مرارات لاهالى المنطقة. فلو استشار السيسى سكان المنطقه وشعب السودان مساعدة مصر فى القضاء على الاخوان المسلمين فى السودان مقابل تخليهم عن حلايب لفعلوا. النخب المصرية والاعلام المصرى الرسمى الذى نشاْ وتربى فى ظل الانظمة الشمولية وعبادة حكم الفرد لعبوا دورا اساسيا فى التمهيد لعزل الاخوان من الحياة السياسية رغم انهم عبر صناديق الاقتراع وكان من الواجب ان يذهبوا بالطريق الذى اتوا منه لا بالانقلاب على النظام الديموقراطى الذى اتى بهم ,على عكس الاخوان فى السودان الذين اتوا عن طريق الانقلاب العسكرى هذا ليس دفاعا عن الاخوان فى مصر بقدر ما هو دفاع عن النظام الديموقراطى نفسه ,لاننا فى السودان اكثرالمتضررين من حكومة الاخوان (حكومة الترابى والبشير) التى جاءت الى السلطة نتيجة انقلاب عسكرى فى 30 يونيو1989 واول دولة اعترفت هى مصرعلى ايام الرئيس الاسبق مبارك,ونتيجة لذلك الاعتراف قام الاخوان باعلان حاله الطوارىْ واصدار المراسيم الدستورية ومن ثم القيام بحل الاحزاب السياسية والنقابات وقيدت حرية الصحافة وفتحت المعتقلات او مايسمى بيوت الاشباح التى اذاقت ابناء السودان مختلف انواع التعذيب النفسى والبدنى وما لحقه من اتباع سياسة التشريد من الخدمة للصالح العام لكل من لاينتمى للحركة الاسلامية,ونتيجة سياسة التمكين قام الاسلاميين ببيع مؤسسات القطاع العام لصالح منسوبى النظام بابخس الاثمان وتخريب الحياة الاقتصادية,التى ادت الى افقار شعب السودان وبيع اراضيه للمستثمرين العرب تلك الاموال لم تدخل الخزينة العامة وتم تسريبها الى خارج السودان ويعد الاسلاميين السودانيين اغنى اغنياء العالم ,لم يقف الامر عند هذا الحد بل ادى المشروع الحضارى الاسلامى في السودان الي زرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد الي شمال مسلم و جنوب مسيحي مما ادي في النهاية الي انقسام السودان الي دولتين و مازالت الحرب مستمرة في اجزاء كثيرة علي راسها دارفور و جنوب النيل الازرق وجبال النوبة وغيرها وما زال السودان معرض للتقسيم و التشظي بفعل الاخوان المسلمين. السيسي الذي انهي وجود الاخوان فى مصر نتيجة ممارساتهم الارهابية ما كان عليه ان يضع يده مع ذات القوة الظلامية فى السودان وان كان قد قدم لشعب مصر مثلث حلايب فى طبق من ذهب الا انه اساء اساءة بالغة لشعب السودان ,شعب السودان عبر تاريخه الطويل لم يؤذ شعب مصر من حدودها الجنوبية ولكن مصرهى البوابة التى دخل منها الاستعمار وكل المصائب بما فى ذلك الحركات الاسلامية,اذا لماذا تصر مصر الدولة تقديم يد العون الى الاخوان المسلمين فى السودان بعد ان كادوا يتلاشون من خارطة الحياة السياسة السودانية الا يعلم النظام المصرى ان بقاء جرثومة الاخوان فى جنوب الوادى قد تفرخ افكار داعش وامثالها ومصر ليست ببعيدة ام ان هناك اتفاقا سريا اخر يقضى بتصدير اخوان مصر الى السودان ليكون السودان مكب للنفايات الاخوانية على حساب شعب السودان الحر. [email protected]