واحد من اثنين بخصوص هذا الشعب ، اما انه شعب مدمن يتعاطى المخدرات ؟ او انه لاتربطه صلة قرابة بهذا الوطن ؟ .. فالناس فى شنو والحسانية فى شنو ! .. والجياع اصحاب البطون الخاوية اصطفوا كالضان بالمئات على مدخل مطار الخرطوم وهم يهتفون - فوق فوق مريخنا فوق - والمناسبة من هذا التناقض هو استقبال الهياكل العظمية التى تعودت ذر الرماد على عيون المساكين وخداعهم بتمثيلية كاس شرق ووسط افريقيا البطولة التى لا تعترف بها حتى اتحادات الدول المشاركة ناهيك عن الاتحاد الافريقي ( الكاف ) الذى يعتبرها مجرد هرطقة كروية تحيها سنوياً دول حزام الجوع من اجل تطوير قدراتها المحلية لبناء الثقة داخل نفوس لاعبيها الذين بالكاد يستطيع الواحد منهم داخل الملعب تسديد الكرة كالرجل ! . فبطولة شرق ووسط افريقيا لا يعترف بها الا اتحاد الكرة السودانى وحتى اعترافه به ليس ناهض عن قناعة بجدوى البطولة لكن قائم على التسهيلات التى يجدها من ادارات الفرق التى يبيع ويشترى فى ذممها كما تباع وتشترى ( الجوارى ) فى زمن الجاهلية ! . وهذا الامر قد لايعنينا بالصورة الملحة ، لكن مايهمنا ان هذا الشعب الفارغ الذى خرج وحدان وزرافات لاستقبال من حازوا الكاس بكل المقايس هو شعب لايستحق الحياة ، شعب مستورد من دول افريقية بعيدة غالبية سواده الاعظم ( تشاديين وماليين ونجيريين وكينيين ويوغنديين ) واعداد غفيرة من نوبيين الصعيد المصرى ، لان السودانيين اصحاب الماركة المسجلة وقود ثورة مارس ابريل المجيدة فى كل الاحوال لن يساقوا كالانعام ليلقوا حتفهم بظفرهم ويقفوا فى رابعة الظهيرة يهتفون فى وجه اللا شي والسوق فيهم يسوق ! هولا الناس يتعاطون المخدرات وفوق ذلك سودانيون بالتجنس لذلك ليس فى الامر غرابة ان يخرج العشرات من الحاج يوسف أو امبدة أو سوبا أو اى منطقة من المناطق الشعبية الرخيصة يستئجرون الحافلات ويتركون ابنائهم جياع ليلحقوا بحفل استقبال لعيبة كاس شرق ووسط افريقيا أو كاس ( مانديلا ) كما يحلو للمساطيل ان يسموه . صحيح ( الطشاش ) فى بلاد العمىّ ( شوف ) لكن بالضرورة يجب ان لايرتقي العشم بالبعض درجة المبالغة ، فالاولى بهذا الشعب الجعان ان يهتم لامر حياته ويتفكر فى الطريقة المثلى التى تعينه على مجابهة المستقبل القاتم ، فبدل ان يتجمع هولا المساكين من اجل استقبال فريق المريخ أو الهلال أو حتى الفريق القومي المفروض ان يتجمهروا للتظاهر ضد السياسات الاقتصادية التى انهكت مفاصل الوطن ، وللتذكير معظم الذين خرجوا للاحتفاء بكاس منديلا من عمال النظافة والخضرجية والسماكة وبائعى الطبالى الذين تفرغوا بفعل الكشة ممن لايمتلكون من ذخرف الدنيا وذينتها الا ( كيس صاعوط ) وجنهين ثمن المواصلات للعودة الى المنزل . .. واذا كان من شهادة امتياز تستحقها العصابة الحاكمة بلا شك تستحق وسام الضحك على ذقون الشعب لانها العصابة الوحيدة والمجيدة التى استطاعت ان تفرغ السودان من السودانيين واستبدلتهم بأخرين جدد يخافون البارود وتصطك اسنانهم من مجرد ذكر كلمة تظاهر ضد الغلاء ، ويفضلون العيش بسلام !! . [email protected]