نمريات انتباه *كشفت ورقة عمل قدمت في ورشة البرلمان امس الاول ، عن وجود (109) سجناء سودانيين في الرياض بالمملكة العربية السعوديه ،صدرت في في مواجتهم تهم تعاطي المخدرات وترويجها وممارسة الدجل والشعوذة ، وتتراوح اعمارهم بين (18-30)، عاما بجانب (141)سجينا في سجن الملز في انتظار المحاكمة بجرائم حيازة مواد مخدرة ،واصدار شيكات بدون رصيد وممارسة علاقات محرمة، وسرقة وتزوير وغيرها ،كما كشفت كذلك عن وجود86 سجينا سودانيا بسجن الوافدين بسبب مخالفات نظام الاقامه والعمل في مهن سعوديين ، وعمليات سلب ونهب . *والله الورقه كشفت حالة الطقس العام في السودان ،وخطط الدوله الفاشله وعجزها في تطبيق سياسات الاستقرار الامن ، فالوطن قد شهد تسلل الكثير من ابنائه ، من حضن الاهل والعشيرة ، للبحث في مضارب الارض شرقا وغربا ،لتوفير التزامات كثيرة تجاه الاسرة ،فالسن من 18-30 عاما عاما هي سن الشباب والدراسة والعمل والانتاج،لكن بكل اسف نجد ان سياسات الدولة لاتفسح المجال لاستيعاب بناة الغد ،-- رغم صوتها العالي في محاولات تجميل وجهها --، بانزال الكثير من الخطط الاستيعابيه للوظائف الشاغرة وخلق اخرى مساويه لها .لم يجد الشباب بديلا وهم في سن غضة، غير الهجرة ولو بطريق غير مشروع ،ويكفي هنا ماشهدناه من غرق الكثير منهم في رحلة مغامرة صعبة الوصول الى استراليا عبر الجزر الاسيويه . *الخروج العشوائي من الوطن للبحث عن عمل في بلاد الغربه يشبه كثيرا البحث عن ابرة في كومة قش ، فالغربه (كرش)كبيرة جدا تبتلع كل القادمين بدون استباق لتحديد الهدف والرؤية ،لذلك يرتمي الكثير منهم في احضان غيرهم واحضان (الممنوعات) هربا من شبح الالم الذي تنوء بحمله النفوس والابدان ،وبالنظر لخلفيات الاسباب التي دعت لذلك ، نجدها بارزة وواضحة في وطني، وتمثلها اخفاق الدوله في الاتجاه نحو تنميه مستدامه بتمكين الزراعة والصناعة ،كأحد البدائل القيمه ،لاستيعاب اعداد متنوعة من المتقدمين بانفتاح على مختلف الشهادات الثانويه والجامعية .. *ليس هنالك مبرر واحد لتبني منهج (التنفيس) عبر المخدرات وجني المال عبر تحرير شيك بدون مقابل ،ومن ثم الهروب ،لكن النظر في اسباب الهجرة هو مايجب تشريحه بعمق من قبل صانعي السياسات في الدوله ،خاصة وان التهم التي يواجهها السجناء، اخترقت القيم السودانيه السمحة ، ودخلت في ملفات السلوك والاخلاق معا!!! والورقه كشفت ذلك بوجود سجناء بتهم ممارسة (علاقات محرمة) !!! *لم تكن السجون ، في الغربة تفيض بوجود الجنس الخشن فقط ، فالمرأة السودانية ايضا ،قد كبلتها قيود السجن هناك ، لمخالفات (شتى ) وقد حدثتني من اثق في روايتها وهي تحكي قصصا كثيرة لامجال لذكرها الان عن نساء في سجن الرياض ،تركت شرخا عميقا في الدواخل ،ولم تجد علاجا ،فظلت كما هي مصدرا للحزن والحسرة ! وهنا ياتي السؤال اين دور البعثات الدبلوماسية في الرياض خاصة فيما يتعلق بوجود نساء في سجن المملكة ؟؟ .ان اطلالة البعثة الدبلوماسيه هو الفيصل في النفي او التاكيد .وماكشفته الورقه التي تم تقديمها للبرلمان ،يحتاج الى استنفار الدوله بكاملها وتقصيها ، بجانب الاسراع في تحريرنساء بلادي من دهاليز السجون الخارجيه ، وسنطرق هذا الباب لنبلغ الحقيقة ولو بعد حين . همسه غادرها في كهوف الصمت والنسيان ... يضرب في دروب الارض رزقا ... في يده الوردة الاخيرة ... وفي قلبه صورة العفو والغفران ... اخلاص نمر [email protected]