بسم الله الرحمن الرحيم قلنا فى الجزء الأول من مقالنا هذا، أن الذين صدّقوا فرية الحوار الذى أطلقه البشير، وأن مبادرات سياسية مثل إعلان باريس ستُعززه هم مجرد واهمون، ودليلنا على ذلك غير ثبوت الكذب كخصلة من خصال الرئيس وأنه يُبطن دوماً غير ما يُظهر، فإن فى تعريفه هو شخصياً لما عنى به الحوار يُغنينا عن البحث عن دليلٍ غيره، فماذا قال البشير؟. لقد قال في ختام إجتماعات مجلس شورى حزبه المؤتمر الوطنى: (إن دعوة الحزب للحوار ليست من ضعف، وإنما لإيجاد مخرج للأحزاب لممارسة نشاطها، مشدداً على أن الحكومة مع الحريات المسؤولة، داعيا الأحزاب والقوى السياسية لممارسة نشاطها بحرية). إذاً فالحوار هو ليس من أجل إيجاد مخرج للبلاد من الأزمات التى تطحنها وتطحن شعبها، ولكن لإيجاد مخرج للأحزاب، وهو ذات المخرج الذى أوجده لأحزاب (7+7) المتوالية مع المؤتمر فى بهتان ما سموه بالحوار، لتنحدر أحزاب الشرفاء وقيادتها للدرك الذى انحطت فيه أحزاب الوزير أحمد بلال والوزيرة إشراقة ومن لف لفهما من أحزاب الهتيفة وتجار السياسة والمصالح الخاصة وقد سماها الإعلام الحر بأحزاب الفكة، فهو يريد للشرفاء من أمثال إبراهيم الشيخ أن يصبحوا مجرد هتيفة وتمومة جرتق فى قطار المؤتمر الوطنى. ثم يتحدث عن الحرية المسئولة وكأن الآخرين مجرد صبية صغار لا يفرقون بين المسئولية وغير المسئولية، وإذا ما أٌتيحت حرية حقيقيةً فى البلاد سيسيئون إستغلالها، المشكلة أن البشير وحزبه يتصورون أن الجميع فى السودان مجرد قُصّر لايفرقون بين المسئولية وغير المسئولية، فكل تصريحات البشير وأعوانه إقصائية ووصائية ومستفزة وتحط من قدر باقى أهل السودان فهم من يحددون شكل الحوار ومعايير الحرية والمسئولية، كل التصريحات التى صدرت بخصوص حوارهم الخواء تصب فى إتجاه ما ذكرنا آنفاً، فهل هناك حوار سيثمر إستقراراً فى ظل هذا الصلف الذى يُبديه مطلق الفريه. هذا الوطن يسع الجميع شريطة ذهاب نظام المؤتمر الوطنى الذى فرّق بين بنيه ونهب ثرواته وعاث فساداً تحدثت به الركبان وأوصل الإقتصاد لمستوٍ من الإنهيار غير مسبوق، مثل هذا النظام يستحيل عليه أن يُدير حواراً شفافاً وبناءً يُفضى إلى سلامٍ دائم وإستقرار، فلندع التوهم جانباً ونركز فى طرق الخلاص منه. [email protected]