كلمة عن مباراة السودان وجنوب أفريقيا في التصفيات المؤهلة المغرب2015 م قمت واقف داخل إستاد المريخ بأمدرمان عندما عزف السلام الجمهوري لجنوب أفريقيا (إنكوسي سيكيلا إآفريكا) شكرا ماما أفريقيا وظللت واقف للسلام الجمهوري السوداني (نحن جند الله جند الوطن).بعدها ضج الملعب يرعب الخصوم ويساند صقور الجديان . المناسبة كانت مبارة السودان وجنوب افريقيا في تصفيات كأس أمم أفريقيا المقامة في المغرب 2015م.الجمهور ملأ الملعب المريح منذ البداية قدم مساندة منتظمة وعالية وغنى وهتف للمنتخب القومي. تأملت الملعب العلم الجنوب افريقي كان في سارية الملعب. لاحقا وخارج الملعب وجدت بعض الجنوب أفريقين بفنائل مرسوم عليها العلم. بينما كان العلم السوداني حاضرا . الفريق السوداني بالأحمر الكامل وبأرقام ولمسات بيضاء الشعار كان جميل ومبتكر. بينما اختار البا فانا فنائل وجوارب بلون صفر وشورتات خضراء. الزي في تقديري الخاص كان عاديا وليس بمستوي شعارهم الشهير ولا لمساتهم الرشيقة للكرة. الملعب كان مريح ومنظم وممتلئ والدخول والخروج تم بصورة مريحة وفي وقت وجيز.الجمهور واعي ومنضط والتشجيع متواصل حتى لحظات إحراز الخصم للهدف الثاني. حين تلج الكرة الشبابك ثلاثون ألف كأن على رؤوسهم الطير. الحادي إجترح هتافا طريفا (بفانا بفانا ..... تعبتو معانا .... ) والنقط تقديرها حي انا . لاعبو البفانا متفاهمون كأنهم يلعبون لنادي واحد ورغم قصر قامات أغلبهم كانوا يقفزون ويشاركون في كل الكرات العالية. يسرعون لمساندة اللاعب صاحب الكرة .يتبادلون تمريرات سريعة وفعالة وصلوا بها لمرمى السودان مرات عديدة . عندما استبدل الجهاز الفني اللاعب رقم 17 المهاجم الخطير تنفس الجمهور ولاعبي السودان الصعداء. لكن الجميع تفاجأوا بدخول رقم 10فيلاكازي الخطير ورقم 7 مما اثمر عن ثلاث اهداف ملعوبة ومستحقة. احرز الأهداف سيبوسيسو فيلاكازي في الدقيقة55 و61 وبونقاني اندولالا 79 . بينما تمريرات صقور الجديان في غالبها غير متقنة لإنعدام التفاهم. ولم يكونوا منسجمون في الهجوم والوسط وفي الشوط الثاني انهار الدفاع. ظهر تاثير السياسة على الرياضة بصورة واضحة. الهزيمة كانت نتيجة التخبط الذي طال كل المجالات الرياضية والثقافية والفكرية والعلمية . السلطة تدخلت حتى في انتخابات الأندية وإداراتها. دون ان تدعم الرياضة أو تؤسس لقيام المراحل السنية والأشبال. وبسبب الظروف الإقتصادية الطاحنة تراجع مستوى الدافوري و بإختفاء كرة الشراب فقد اللاعب السوداني مهارات لم ينجح المدربون في تعويضها بجرعات إلزامية إسبوعية. واصل لاعبو المنتخب السوداني مسلسل الإنهيار في الشوط الثاني كالعادة.وهذه مسئولية الحهاز الفني حيث يتعين عليه معرفة حدود طاقات لاعبيه وتجهيز الدائل وتوزيع مخزون الطاقة . التغيير وفق مخزون الطاقة الكلي للفريق.قلة مردود لاعب تؤثر على كل زملائه.الكرة في جنوب افريقيا كانت تعاني من كثير من العلل الشبيه بما تعانيه الكرة السودانية. كما كانت محظورة وتلقت عدد من الهزائم الثقيلة. لكنها عالجت اخطاءها وتقدمت. تأخر دخول مهند المدفعجي بمهاراته العالية وتسديداته القوية وتمريراته الذكية.ولعب فارس المهاجم الإيجابي مدافع ورغم ذلك هاجم ورفع عدد من الكرات .كما بذل بكري المدينة مجهود مقدر. لكن المنتخب السوداني يفتقد لمهاجمين خبرة يثقون في إمكانتاتهم ويحرزون الأهداف. كيف يطمح المدرب الفوز وليس لديه من يركل الكرة تجاه المرمى؟ وليس لديه لاعبي وسط يزودون المهاجمين بالكرات الخادعة لدفاعات الخصم؟ وسط ودفاع المنتحب الوطني السوداني امسى في الشوط الثاني ممرات معبدة مارس عبرها لاعبو البفانا هوايتهم في الحركة السريعة والتمريرات المتقنة. لاعبو جنوب أفريقيا يجيدون استلام الكرة وتمريرها صورة متقنة و في اقل من ثانية. الجمهور السوداني كان يصفق لهذه التمريرات. مخاشنة أحد لاعبي المنتخب الوطني مع لاعب خصم ردها عد دقائق لاعب آخر فقط ليثبت ان التحدي هو في القيام بالأعمال الجيدة والصبر عليها أما الأعمال السيئة فبمقدور أي فرد القيام بها . الحكم كان جيدا لكنه لم يسمح حارس مرمي جنوب أفريقيا ( سنزو ماييوا ) تفقد لاعبه المصاب وهو كابتن الفريق . النقاشات تواصلت حامية وصاخبة عقب انتهاء المارة خارج الإستاد لكنها رغم حدتها كانت عقلانية ومنضطة وغير مسيئة. كما هتف الجمهوربإستقالة المدرب. الشرطة كانت حاضرة راقبت الموقف فقط. صفق الجمهور طويلا عند انتهاء المباراة لمنتخب جنوب أفريقيا وهم يقدمون كرة ممتعة و سريعة وينتاقلون الكرة برشاقة. ورد اولاد مانديلا التحية وغادروا الملعب مرفوعو الرأس والايدي. جنوب افريقيا كانت عضو مؤسس مع السودان ومصر واثيوبيا في1957 للإتحاد الأفريقي لكنها استبعدت بسبب سياسية التفرقة العنصرية وظلت في الحظر حتى تحققت الديمقراطية في 1994م. نظمت البطولة في 96 وفازت بها وظلت تتأهل للنهائيات وغابت مرة واحدة فقط واحزرت المركز الثاني والثالث والرابع وتأهلت لكأس العالم ونظمته في 2010 م من اندية جنوب أفريقيا اورلاندو بايرتس (القراصنة) الذي جمع بين بطولة الأندية والسوبر, وكايزر شيف ومميلودي صن داون والفهود السوداء بلاك ليباردس. أولاد مانديلا كانوا امتداد لماركس موبنياني ود. كومالو ووليمز ومكاليلي وتنكر وفورشن وفيش وبارتلت ومكارثي وخاديبي وآخرين لعب أغلبهم في أوربا كما وليامز في السعودية . ولعب المدرب جومو سونو مع بيلية في سانتوس. تفوقت جنوب أفريقيا ايضا في الكريكت والقولف و في كرة الركبي وتسلموا كاس العالم للركبي في 1995م من مانديلا ولبنات جنوب أفريقيا فريق لكرة القدم النسائية يحمل اسم (بنيانا بنيانا) البنات . [email protected]