دخل إضراب معلمي المرحلة الثانوية بولاية شمال دارفور، وحاضرتها مدينة الفاشر، يومه السادس، وسط حالة من التعتيم التى تفرضه الجهات المختصة بالولاية. ويواجه نحو (1100) معلم ومعلمة منتشرين على (39) مدرسة ثانوية ويلات تأخير الاستحقاقات المادية لهم، كما تشهد ولاية شرق دارفور اضراباً استمر لأكثر من اسبوعين، من قبل المعلمين، بسبب تأخر استحقاقاتهم المادية المقدرة بنحو (3) مليارات جنيه، واكد احمد حامد مريخة رئيس اتحاد عمال محليتي عديلة وابوكارينكا في تصريحات له أن حكومة الولاية لا تُقيِّم جهد وعرق المعلمين. وحمَّل مريخة وزارة المالية الولائية المسؤولية. وقال مدير مدرسة الوحدة الثانوية بالفاشر محمد المكي صالح إن جهاز الأمن حقق معهم حول التوقف من العمل باعتباره عملاً غير مشروع وتقف خلفه اهداف سياسية. واضاف لكن (لجنة الثمانية) نفت ذلك، واكدت لهم ان الاضراب مطلبي، ويأتي بعد ان استنفذ اللجنة كل طرق التظلم المطلوبة، ولا علاقة له بالسياسة. واوضح ان لجنة الثمانية مفوضة من معلمي الثانوي بمحلية الفاشر. وبحسب مراقبين فإن اشكاليات التعليم في السودان لم تعد تخفى على احد، وعدم التعامل بمسؤولية معها افقد البلاد مكانتها على مستوى المجالات الاخرى، وان تبريرات المسؤولين حيال اضعاف حصة التعليم والصحة في موازنة البلاد العامة هو محاولة يائسة لن تنطلى على احد، وقد انعكس هذا الامر في اداء الدولة بصورة عامة. واعربوا عن اسفهم البالغ لعدم وضع العديد من توجيهات رئيس الجمهورية موضع التنفيذ في ما يخص التعليم. وقال رئيس لجنة المعلمين بالخرطوم يس حسن عبدالكريم ل(المستقلة) انهم لا يستبعدون ان ما يحدث في شمال دارفور وشرقها قد ينسحب الى ولايات اخرى من السودان، وعزا ذلك لضعف الراتب الذي يتقاضاه المعلم في الولايات، وعدم توفره في وقته (نهاية الشهر)، اضافة لتأخر فروقات الترقية لسنوات مما يفقد المبالغ الزهيدة اصلا قيمتها، وأكد يس ان تفاقم الازمة في شمال دارفور يعود لعدم صرف معلمي الاساس لمرتباتهم لأكثر من (3) اشهر. كما ان معلمي المرحلة الثانوية لم يتم تعديل مرتباتهم وفقاً للتعديلات المالية الجديدة رغم ارتفاع الاسعار وضغوط الحياة المعيشية. وقال المؤسف ان كافة المؤسسات الاخرى في الولاية تم تعديل مرتبات منسوبيها إلا المعلمين. واضاف وهي اشارة الى تمييز سلبى واضح. وامتدح يس موقف النقابات في شمال دارفور لوقوفها مع المعلم والخروج لأول مرة من عباءة الولاء السياسي الأعمى، وقال نأمل في ان يكون هذا نهج النقابة في المركز بالخرطوم. وحذر يس من أن عدم تدارك واقع التعليم والمعلم سيجلب على البلاد كارثة لا تستطيع الخروج منها وقال ان المهنة اصبحت طاردة وان كثيراً من معلمي الاساس يبحثون عن مهن اخرى مما يؤثر سلباً على مستقبل الاجيال القادمة. وزاد كما ان هنالك هجرة كبيرة وسط معلمى المرحلة الثانوية. وقال المهنة اصبحت مرتعاً لمن ليس اهلاً لها بسبب ضعف الاجور، وهجرها كل من له الخبرة والمقدرة على العطاء بحثاً عن أجر قيم. ويرى خبراء تربويون ان اضعاف التعليم مسلسل طويل تعود جزورة الى بداية فكرة تعريب المناهج، والتى ادت الى تدني مستوى تأهيل الطالب، وبالتالي هذا انعكس قبل كل شيء في تفريخ كوادر ضعيفة في التعليم أو في مؤسسات الدولة المختلف، وراهنوا على ان اصلاح التعليم يتطلب النأي به عن الايديولوجيا السياسية مع اعطائه الاولوية في الانفاق العام كأحد اولويات التنمية البشرية والعمرانية لنهضة المجتمع. [email protected]