* (آه أيتها الروح، لا تطمحي إلى الخلود، وانهلي من حقل الممكن.). - بيندار - شاعر إغريقي -1- .. تعالَيْ.. سأطلقك في فضائي غيمة تتهجى أسئلة المطر.. وجراح النجوم، سأطلقك بحراً تحتاج إليه ملايين النوارس والقماري، وحين تشعرين بالتعب، فاختلسي من الضوء ما يعينك على اقتحام دهشة حلمي، ودعي معجزاتك ترتمي فوق ضفاف كلماتي المضرجة بندى غواياتك الآسرة. -2- زلزلتي ستبدأ حين تقولين للأرصفة إلام هذا الحنين..؟ وتقولين للأشجار إلام هذا الغناء..؟ وتتحدثين عن فرحة الشمس بقدوم ربيع سقط سهواً في دهاليز العدم. وأظن بك الظنون، حين ترتشفين نبيذ أحزاني، وتستحثين كائناتك على استقبال وفود هواجسي.. وإرهاصات قصائدي، اعذريني أيتها الجملية مثل الياسمين ونوار بلادي.. الشفيفة مثل قطرات الندى، فلم أعد أحتمل رهافة رؤاك.. وجاذبية ثمار جسدك المفعم بالحكايات.. المزنر بالأساطير لأنك شبيهة المستحيل وتوءم الخصب والنماء. -3- حين تلتقين. حبيبتي. هذا الصباح بالبنفسج، إياك أن تبوحي له بما يعتريك في لحظات الجنون أو الغضب، إياك أن تتركيه يكتشف أسرار غموضك وقدرتك الفائقة على التسامح والغوص في بحار من التأويلات الجارحة، فثمة من ينتظرك عند ضفاف الحيرة، ثمة من يود أن يبتكر لك زوارق فرح تمخرين بها عباب محيطات القلق والعذاب، أيتها الممتدة في شرايين الصمت، أيتها المكتظة بالسنابل، المدججة بالتعاويذ والأغنيات. -4- سأنتظرك عند سفوح يباسي، وحين تمرين، سأهرع نحوك لأقبل شموخ دمك المترع بالعواصف، وإباء عينيك المسكونتين بغبطة الحضور، وأقول للياسمين والنوار: هذي حبيبتي، ليكتب عنك قصائد تليق بهطولك... تليق بمجد لهفتك إلى الانتشار في أوردة أحلامي، قبل أن يداهمك الليل بفتنته الطاغية، فكل ما قيل عنك لم يبلغ بعد ضفاف حقيقتك، ولم يطاول قامتك الشامخة في فضاءات لم تدنسها الغواية، وكل ما سيقال لن يبلغ بهاء اكتمالك، وعنفوان جراحك، وقدرتك على احتضان الخلاص. -5- سأفرح. حبيبتي. حين تتماهين بي، سأفرح حين تعمدين عتمتي بينابيع ضوئك.. وجهاتي بموسيقا اتساعك.. سأفرح حين تستنجدين بالطيور لتبني أعشاشها فوق ذرا يفاعتك.. وبالشمس لتستحم بشلالات عطرك، قبل أن تغادر النسائم حدائقك المليئة بالعشاق المتعبين، وقبل أن يحتفل الجفاف بخصوبة يقظتك الرائقة، وقبل أن تنقرض سلالتك وتنطفىء مصابيح الوجود سأهتف بملء فمي: لك الشمس لتذيبي بها ثلوج كآبتنا وصقيع أحزاننا. لك التراتيل لتستأنسي بها من وحشة الغياب. لك المجد.. يوم ولدت.. ويوم تبعثين في قصائدي سميفونية تعشق الخلود. همسة: أعرفُ أن قلبي مازال أحمقاً، نزَقاً.. وإلاّ، فمن يجرؤ أن يستخدمَ اللغة في وصفك، وأنتِ أغنى من كل اللغات، وأفصح من كل الأبجديات؟! [email protected] - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : نائلكوف 067.jpg