منذ أن دخلت(كراع) البنك الدولي في بلادنا،دخل الاقتصاد في أزمة بدأت بتخفيض سعر الجنيه أمام الدولار،وانتهت بتحطيم مشروع الجزيرة لصالح السدنة الكبار . ولأن الشعب السوداني كان يعرف مآلات التبعية،فإن شعار لن يحكمنا البنك الدولي،ظل مرفوعاً منذ وقت طويل،فقد كان مفهوماً أن الحكومات العميلة تنصاع لشروط البنك والصندوق الدولي،علي حساب تطلعات ومستقبل المواطنين . ومن الشعارات الخالدة في تاريخ الثورات السودانية (يا بوليس ماهيتك كم،ورطل السكر بقي بي كم )،وهو الشعار الذي ظهر للوجود إبان زيادة سعر السكر علي أيام مايو،فاندلعت المظاهرات،تهتف في وجه الشرطة ذاك الهتاف المعبر،الذي استطاع تحييد الكثير منها حتي انتصر الشعب في أبريل 1985. وعندما تخفت الشعارات الهتافية بسبب القمع المفرط،تتحدث الموسيقي والأغنيات،فالساقية صدحت بالهتاف(راس نميري مطلب شعبي)،وبناديها كانت الثورة والحرية والفنان محمد ميرغني بموسيقاه هتف(السفاح شرد وينو ). وكلما ظنت النظم الشمولية أن الأمن مستتب خرج عليها الشعب من حيث لا تدري،في كجبار وبورتسودان والفاشر ومدني وأب روف وغيرها من القري والمدن . وكل ما ركب 25 شخصاً في حافلة مواصلات دار ركن نقاش ضد النظام والفساد والحالة الاقتصادية . وكلما اشتري مواطن ربع كيلو طماطم بي 5 جنيه لعن سنسفيل الحكومة . وكلما رأي المواطنون عربة مظللة تنطلق بسرعة ألف ومن أمامها عربات النجدة والحرس المدجج بالسلاح قالوا بتهكم ( الحرامية وصلوا). وكلما رفض مواطن دفع الرسوم والضرائب الجزافية،التي تذهب لآلة النظام العسكرية كان ذلك تمرداً في وجه السدنة وكلما أضرب عمال بسبب عدم الوفاء بمرتباتهم كان ذلك دليلاً علي قوة الطبقة العاملة وصلابتها . وكلما بحث المعاشيون عن حقوقهم بالاعتصام والتظاهر،كانوا يقولون للنظام نحن وقود الثورة القادمة . وكلما تراكم سخط المزارعين والمفصولين من الخدمة المدنية والعسكرية،كلما انحصر النظام في ركن قصي. وهاهي الصحافة تقاوم القيود الأمنية،وكلما اعتقل النظام معارضاً خرجت عشرات المنشورات المحرضة والمعارضة،وانضم لصفوف المعارضة المئات من الناس،واقترب يوم النصر المبين . تلك هي المعادلة الأزلية بين الشعب (الثائر)والسلطة الفاشية،والكفة في النهاية راجحة للطرف الأول ولكن أغلب السدنة لا يعلمون. الآن ماهية البوليس تضاءلت،ورطل السكر صار بثمن عربية (ما قبل الإنقاذ)،والبنك الدولي يحكم الاقتصاد السوداني من الخرطوم وليس واشنطون أو نيويورك . وانقلب هتاف السدنة من(أمريكا قد دنا عذابها) إلي أمريكا ستدعم ميزان المدفوعات، دا كلو كوم ،وحكاية حلايب دائرة انتخابية كوم تاني،وحكاية الانتخابات نفسها كوم(تالت)،ولكن في الانتخابات دولارات وضحّاكات،تبني العمارات،وتخلي كارتر يقول الإنتخابات حرة ونزيهة بلا (شبهات).الكهرباء جات أملوا الباقات أسة بتقطع يا ..... الميدان