بعد الإستقلال .توغل الجيش المصري في حلايب (عميقا)..الحسم الذي تعامل به رئيس الوزراء السوداني ساعتها .جعل الجيش المحتل ينسحب سريعا علي تمركزه وانتشاره ..في أعقاب ذلك زار عبد الله خليل مصر بدعوة رسمية ..حيث فأجأ الأميرلاي الجميع بأرتداء البزة العسكرية متجاوزا حرص (المراسم)..علي دف ء العلاقة وتجاوز (التناوش) ..في المؤتمر الصحفي فأجأ أحد الصحفيين رئيس الوزراء مثيرا أزمة حلايب (أخري)..لم يجد رئيس الوزراء بدا من أجابته انه هنا لحسم ذلك الملف بعيدا عن الوشائج والعواطف الأخوية.. فهي أرضنا وواجب علينا حمايتها .. ولو كان الخيار (حربا).. فنحن مستعدون لها ..فأجأه الصحفي أخري هل نفهم من سيادتكم ان أرتداءكم للبزة العسكرية يفهم علي سياقه بأنه ذو رسالة ومغزي.. .بالتأكيد .نحن هنا لنبرهن لعبد الناصر صدق مقولته كل حق بغير القوة فهو( ضائع ).وخرج علي أثرها رئيس الوزراء.. تزكرت تلك الواقعة وقد اقتربت زيارة الرئيس الي مصر ...وقد تشابه التوقيت والظرف ..فقد استبق الحديث عن حلايب وشلاتين تلك الزيارة وجعلها علي رأس الملفاات الساخنة التي يتناولها شأنا الرئيسين ..وان اجمعت التحليلات علي احتمال ورود الخيارات ولو كانت بعيدة غير ان الرئيس البشير قد طرد خيار الحرب نهائيا وان اشار الي التحاكم صراحة دافعا لحسم الملف والتمسك بالارض .. ولعل الأزمة التي أعقبت الأستقلال .كانت سببا في تعكير العلاقات علي عهود مختلفة ..لجأ بعضهم فيها الي القوة للحسم وان كان التسامي بدوافع الاواصر والعلاقة الزلية وسيلة لآخرين في غض الطرف عن تلك الأزمة ..علي انها باتت أزمة دورية ينفض غبارها كلما توغل فيها الجانب المصري عميقا في الخدمات .والتي تجعل من ذلك استفزازا بالغا لجموع السودانيين الذي يتمسكون بحقوق الأرض علي مستوي الحدود والخرط المعروفة .. امام الرئاسة حاليا ذلك الملف الذي بات يحتاج لحسم ناجع ..الخيارات وان تركتها الرئاسة مفتوحة الا ان ذلك قد يكون خصما علينا بمقاييس التنمية والخدمات ..اللجؤ الي التحاكم قد يكون أجدي بمقائيس الوثائق والخرط ..لكن خيار الإستفتاء قد يكون ضعيفا خصوصا وان الجانب المصري قد أولي المنطقة اهتمامه ..وزيارات الرئيس المصري للمنطقة جعلت الحشود تصطف لها احتفاء واعجابا وتصويتا .مجعلت السيسي يبادلهم بذلك الاحتفاء توسعا شاملا في التنمية والاحتياجات الضرورية .. أغفالنا لجانب الاهتمام بذلك قد جعل غيرنا ينفذ اليهم بماينقصهم .فأحال ذلك التجاهل الي اهتمام متعاظم ..ربما رتب له الجانب المصري جيدا وفطن لها اذا مالجأ الطرفين مكرهين الي تلك الخيارات سواء كان بالتحكيم او الأستفتاء ..ولعل اهمية المنطقة تجعل من التنازع حولها مشروعا لذلك عمد الاجانب المصري الي الاهتمام بالارض والانسان دافعا الي السيطرة عليها واسباغ التمصير الشامل عليها .. ولعل الزيارة المرتقبة تحمل تطلعات الكل املا في استعادة الحقوق التي يرفض الجميع المساومة عليها ..أهمية المدينة بما تحويه من عمق استراتيجي علي المستوي المائي والعسكري والاقتصادي قد جعل مصر تتوغل فيها للاستفادة من مزايا تلك المدينة ..نحتاج لحسم يوازي حسم رئيس الوزراء عبد اللله خليل الذي كان في ارتدائه البزة العسكرية رساله لجاهزيتهم لكل الخيارات للدفاع عن مدينتهم ..فحق لاتدعمه القوة المنشودة فهو ضائع ..قطعا ويقينا ... [email protected]