من الواضح جداً أنَّ انقاذيو الخرطوم يعملون بعكس مصلحة دارفور وإعادتها لسيرتها الأولى، من واقع ردود أفعالها تجاه ما يجري هناك من أحداث، كان الانقاذيون صناعها الأساسيين، وساهموا في تأجيجها بخلاف ما يمارسونه ضد أبناء دارفور في بقية مناطق السودان، على غرار ما جرى مع طلابها في أكثر من مدينة وجامعة سودانية ومعاملتهم بصورة غير إنسانية أو أخلاقية أو قانونية، وجميعها مؤشرات وأفعال تؤكد ما سقناه أعلاه حول اجتهاد المتأسلمين الحاكمين في إيذاء أهل دارفور وإضرارهم وزرع الفتن في ما بينهم ليستطيل أمد الصراع وتزيد أوضاعهم سوءاً ولا ندري لماذا؟! فقبل نحو أكثر من شهر احتد الصراع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في شرق دارفور، وشهدت المنطقة قتالاً عنيفاً راح ضحيته ما يفوق ال700 شخص من الجانبين، وتم استخدام مختلف أنواع السلاح في وجود قوة (مراقبة) اكتفت بمشاهدة هذا القتال دون أن تحرك ساكناً. وحينما طالبنا رئيس القضاء ووزير العدل وغيرهما بالتحقيق في شأن أسباب هذا الصراع والقتال والدماء التي سالت ومحاسبة ومعاقبة كل من ساهم فيها، وعقب مماحكات عديدة، قام وزير العدل بالإعلان – على استحياء – عن لجنة لتقصي الحقائق واشاع الأمر في الصحف وملأ الدنيا ضجيجاً، ثم سرعان ما تلاشى أمر اللجنة ولم نسمع أو نر جديداً قد حدث، سوى خبر غريب وعجيب عن القبض على (المشتبه) في اشتراكهم بالأحداث مع (استبعاد (عدد من أفراد القوات النظامية (ذوي النعرة القبلية)! بل العكس لا يزال الصراع محتدماً، على -مسمع ومرأى الانقاذيين وكأن شيئاً لم يكن.! في سياقٍ آخر، لا يزال إضراب معلمي ولاية شرق دارفور مستمراً دون أي حلول موضوعية أو عملية، بعدما أعلن المتُاسلمون عن إرسال وتحويل مرتبات المعلمين ثم قيام والي الولاية بالاستحواذ عليها بحجة ال(دواعي) ال(أمنية)، دون أي تقدير لأزمة التعليم بالولاية وحقوق المعلمين العادلة، وسداد مستحقاتهم بما لا يضر بالطلاب! مع فشل وزير التربية والتعليم بالولاية في تجاوز الأزمة واكتفائه بالتصريحات المضللة والهُلامية! المُلاحظ أنَّ هاتين الأزمتين خلال شهر واحد، وقبل أن نتجاوزها، تفاجئنا جماعة فقه التحلل بأزمة ثالثة أكثر حدة وقوة من سابقاتها، تمثلت في أحداث داخلية البَرَكس، حيث قامت مجموعات أمنية تابعة لعصابة لص كافوري الحاكمة، باقتحام الداخلية وحاصرت طالبات دارفور المتواجدات بالداخل، ومارست معهن القوة المفرطة (الضرب بالأكف، الجر على الأرض، تمزيق الثياب، الإدخال قسراً في السيارات وسط رجال وبالتصاق جسدي غير لائق ولا تقبله شريعة أو قانون أياً كان، استخدام عبارات خادشة للحياء ومهينة للكرامة الإنسانية.. إلخ)، مما أسفر عن إصابات بالغة في أماكن متفرقة من أجسادهن كالرأس والوجه والظهر وغيرها! ثم جاءت الطامة الكُبرى أو الفضيحة المخجلة لقطار الضعين والأحداث التي صاحبته، حيث سرت اشاعة ان القطار محملاً بأسلحة وعتاد مرسلة لقبيلة المعاليا واعترضه أفراد من قبيلة الرزيقات، ثم توالت الأحداث بارتفاع وتيرة الصراع عقب تدخل حامية الضعين وإصرار قبيلة الرزيقات على تفتيش القطار، وصولاً لتفجرها بإطلاق النيران المشتركة وفقدان الأنفس وما إلى ذلك، بينما تمارس آلة المتأسلمين الإعلامية كذبها ونفاقها على العالم أجمع، والحقيقة فقط يعرفها أهل دارفور ( وضرب العقيد بالقوات المسلحة واستشهاد اخر ). الآن يستعد المتأسلمين لإقامة أحد محافل الكذب والنفاق في شرق دارفور، ونعني به المؤتمر العام للمؤتمر الوطني بالولاية الذي سيخاطبه أحد فاسدي المتأسلمين إبراهيم غندور، وعلى أهل دارفور استصحاب كل الأحداث التي أشرنا لها أعلاه وهم يستقبلون هذا المتأسلم، وألا ينسوا و يتغافلوا عما جرى لهم ولأهلهم ببقية أنحاء دارفور أو السودان. عليكم المُطالبة بمعرفة نتيجة تحقيقات لجنة التقصي المزعومة التي تم تشكيلها بشأن أحداث الرزيقات والمعاليا، ومن هم المشتبه بهم الذي تم القبض عليهم؟ وعلى أي أساس؟ وإلى ما تستند اللجنة في أعمالها كالأدلة والبراهين (معروضات أو أدوات الجريمة سواء أسلحة أو وثائق)؟ وعليكم المطالبة بمعرفة لماذا لم يتم حل أزمة المعلمين حتى الآن؟ فالمتضرر هم أبناءنا؟ ولو قامت جماعة المتأسلمين بإرسال الرواتب عليكم معرفة أين ذهبت؟ ومن الذي حجبها عن المعلمين ليستمر إضرابهم وتستمر معاناة أبناءنا؟ ثم عليكم أيضاً المطالبة بمعرفة أسباب التعدي على بناتنا وحرماتنا أيام العيد في الداخلية وهن آمنات؟ ومن الذي فعل هذا ومتى سيُحاسب؟ وبذات القدر من القوة، أنتم مطالبون بمساءلة غندور عن مكنونات قطار الضعين وتداعياته! فقد بات جلياً أن البشير ومن معه من المتأسلمين يراوغون ويتلاعبون بكم وبكل أهل السودان، ولا يرتدعون، بعدما أجادوا اللعب بالألفاظ واستغلال ذوي الأنفس الضعيفة والرخيصة، ما يعتزمونه الآن تحت مسمى المؤتمر العام للمؤتمر الوطني يدخل في هذا الإطار. عليكم الاعتماد على أنفسكم والثقة في إمكانياتكم وعدم الانتظار، فمع كل ساعة تمر تزداد جرائم وكوارث هؤلاء المجرمين كما أثبتت الأحداث وما أكثرها، وليكن هدفنا الأوحد والأساسي إزالة هذا النظام الفاسد لنبدأ معاً بناء السودان الواحد الموحد استناداً للعدالة والمساواة، وروح المحبة والسلام. أرباب أبو كيف [email protected]