على خلفية الهجوم الذي نفذه مجهولون علي احد فرقان قبيلة الرزيقات بمنطقة ابو جابرة المحطة بمحلية عديلة بولاية شرق دارفور نهاية الاسبوع المنصرم والتي قتل فيها اثنان وجرح اربعة رجال من «اولاد زيد» احد بطون قبيلة الرزيقات ولم يعثر علي الجناة ، توترت الاحوال في المنطقة بين مواطني محليات عديلة وابوكارنكا وابوجابرة والضعين ومنع بعض السماسرة الذين ينحدرون من محليتي عديلة وابوكارنكا من ممارسة عملهم في سوق الضعين للماشية، واغلقت الاسواق في بعض مدن المحليات، وخرج كل شبان المناطق الي خارج المدن لمراقبة تطورات الواقع علي الارض. هذه الاجواء المشحونة بالتوتر اجبرت ابناء ولاية شرق دارفور الى ارسال وفد برئاسة رئيس كتلة الهيئة التشريعية لنواب الولاية بالمجلس الوطني وعضوية عدد من نواب الدوائر واعيان الولاية لتخفيف حدة التوتر الجاري في الاجزاء الشرقية للولاية ، وقال رئيس الوفد وعضو دائرة محلية عديلة بالمجلس الوطني نور الدائم البشرى ل«الصحافة» ان وفدهم المتجه الي الولاية سيقف علي حقيقة الاوضاع وسير عمل لجنة أمن الولاية ومجهوداتها في التعامل مع الاحداث الاخيرة، مؤكدا ان وفدهم يشدد علي ضرورة حسم جميع المتفلتين لمنع وايقاف اي صراعات بين مكونات قبائل الولاية الاجتماعية وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون علي كل من تسول له نفسه احداث صراعات قبلية جديدة في الولاية الوليدة. واشار نور الدائم البشرى الي ان ولاية شرق دارفور اصبحت ولاية لكل السودانيين وينبغي علي اهلها احترام بعضهم وإبعاد شبح القبلية والجهوية والنظرة الدونية للاخرين فيها علي اساس قبلي، مبينا ان عهد الصراعات القبلية قد ولي وعلي حكومة الولاية و الاجهزة الامنية والقوات المسلحة والادارة الاهلية ان تبسط هيبة الدولة والمحافظة علي الامن والاستقرار في كل محليات الولاية. وعلمت «الصحافة» ان ناظر قبيلة المعاليا وامتثالا لقرارات الآلية الامنية المشتركة رفع الحصانة عن العمدة هاشم بابو شغيل ووضعه في حراسة محلية عديلة ليتحمل المسؤولية الجنائية وذلك لعدم تمكنه من القبض علي احد منسوبيه متهم بالمشاركة في الحادثة ولكن والي الولاية محمد حامد فضل الله قال في اتصال هاتفي مع «الصحافة» ان حكومة ولايته لاتسمح بان تندلع صراعات قبلية بين اي من قبائل المنطقة مجددا، واوضح الوالي ان حكومته قدمت العزاء لاهل الضحايا امس الاول في مدينة ابوجابرة ووجدت التزامات قوية من اهل الضحايا والادارة الاهلية لقبيلتي الرزيقات والمعاليا التزموا فيها بالحلول التي تم الاتفاق عليها مع لجنة من الولاية. واكد فضل الله ضرورة القبض علي الجناة وتقديمهم الي محاكمة عادلة ، مشيرا الى ان المتفلتين مهما هربوا فان يد القانون والعدالة ستطالهم، موضحا انه وجد تعاونا كبيرا من الادارة الاهلية للقبيلتين لتجاوز المشكلة التي حدثت بعد الحادثة، وشدد حماد علي ضرورة ردع كل المتفلتين في الولاية ومواجهتم بكل وسائل الردع لضمان الحفاظ علي الامن والاستقرار في كل اجزاء الولاية، لافتا الي ان المتفلتين ليست لهم قبيلة لانهم يريدون ان يعبثوا بامن وسلام انسان الولاية. فيما ناشد محمد عيسى عليو رئيس هييئة شورى الرزيقات عبر «الصحافة » كل افراد قبيلتي الرزيقات والمعاليا بالتحلي بالصبر وضبط النفس وعدم الانجرار وراء العاطفة لاحداث شرخ جديد في البناء الاجتماعي لقبائل ولاية شرق دارفور، وطالب عليو الادارة الاهلية وابناء الولاية ببحث مسببات المشكلة وحلها بالقصاص وبالطرق السلمية لسد باب الذرائع و حفاظ علي الامن والسلم الاجتماعي في الولاية . وعدد محمد عيسى عليو عددا من احداث القتل الاليمة وقعت من بعض المتفلتين في القبيلتين ولم يجد لها العلاج الكافي من القائمين علي امر القبيلتين. واعتبر عليو عدم دفع الديات الي اولياء الدم في احداث سابقة شجع بعض المتفلتين ليرتكبوا بعض الحماقات ضد الاخرين الابرياء. وطالب عليو بمساءلة الادارة الاهلية وكيفية دفعها الي اولياء الدم. من جانبه طالب الشيخ مردس رئيس هيئة شورى قبيلة المعاليا في حديثة له مع «الصحافة » المعاليا والرزيقات بتحكيم صوت العقل والتقصي بتانٍ في الحادثة الاخيرة بشكل جيد للتأكد من ماهية الجناة الذي نفذوها ، مشيرا الي ان الحادثة لها اطراف كل المؤشرات تشير الي ان الايادي التي نفذتها جهات من خارج ولاية شرق دارفور لها اجندة خفية تريد ان تعبث بأمن واستقرار ولاية شرق دارفور، الامر الذي يقتضي التأني فيها بشكل جيد قبل اطلاق التهم علي اي قبيلة من قبائل الولاية . وناشد الشيخ حكومة الولاية بلعب دور كبير في انهاء الاحتقان والتوتر واشاعة السلام والمحبة بين جميع مكونات الولاية. شهود عيان من المنطقة تحدثوا ل«الصحافة» اكدوا امكانية حدوث مواجهات قبلية في المنطقة بين قبيلتي المعاليا والرزيقات ، اذا لم تتدخل السلطات العليا في الولاية وابناء والحكومة لبسط الامن والاستقرار في في المنطقة ونزع فتيل الأزمة بعد ان فشلت الآلية المشتركة في القبض علي الجناة. وقال شاهد عيان من محلية عديلة ان كل قبيلة حشدت مجموعة من رجالها في المناطق المجاورة للحدود ، الامر الذي يستدعي من الدولة وحكومة الولاية لعب دور اكثر فاعلية لاحتواء الأزمة التي اندلعت اخيرا.