لعل ابرز حدثين يتصدران قائمة الأنباء إفريقيا خلال هذه الأيام هما إنتشار مرض الإيبولا الفتاك وترشح البشير مجددا للرئاسة بعد ربع قرنٍ من الزمان،ويرجع السبب وراء تصدرهما الأخبار الي إشتراكهما في إبادة الإنسان،ويذكر أن الإيبولا قتلت نحو4922إفريقيا منذ إكتساحها للقارة السمراء وما تزال مستمرة بكل قوتها،أما الأخر وهو البشير تسبب في إبادة الملايين من السودانيين في الجنوب،الشرق والغرب وفي مناطق أخري أيضا وفقا لتقارير المنظمات المحلية والعالمية،أو إبادة عشره ألف فقط في دارفور علي حد قوله دون ذكر إحصاءات المناطق الأخري لأن الذاكرة لم تسعفه في ذلك نسبة لكثرة العدد،وعند المقارنة بين الرقمين المذكورين نجد أن البشير أخطر من الإيبولا وإستمراره في الحكم يعني إبادة الالوف من الشعب السوداني وهذا لا يخفي علي العين وبقولوا أهلنا( البنشاف بالعين ما بضوا ليهو نار) ،إذن لماذا يتجه العالم بأجمعه لمحاربة خطورة المرض في ظل وجود الاخطر منه في الإبادة وهو إيبولا الإيبولا!؟علماً بأن الأرقام لا تكذب الوقائع علي الارض إن أخذنا دارفور ،جبال النوبة والنيل الأزرق نماذجا ،دعك من حرب الجنوب التي أرقت الإنسانية جمعا ببحور دماء الأبرياء التي سالت وأروت الثري،ولذا تظل ماهية الإنسان واحدة ولا تعرف التجزؤ إن كان القاتل إنسانا أومرضا،ومن هنا ينبع الحتمية القصوي كمسؤلية للجميع خصوصا محبي الإنسان والإنسانية والعمل علي محاربة القاتل وركله الي مزبلة التاريخ غير مأسوفٌ علية. وإن بحثنا في جب المؤتمر الوطني عن أسباب إختيارهم للبشير كمرشح أوحد لا منافس له علي المستوي الدخلي للحزب رغم فلكلورية ترشيح الخمسة أشخاص كما زعموا!وهم مجملهم بلغة الرياضيات خمسه في واحد يساوي خمسه أي الواحد الخماسي،لذا تجلت الحكاية علي هذه الشاكلة ،والسبب يرجع في عدم وجود خيار أخر يضمن لهم بقائهم في السلطة،لأن ذهاب البشير يعني عندهم ذهاب السلطة والدخول في معارك شرسة مع المجتمع الدولي يتمخض منها محاكمتهم جميعا داخليا وخارجيا علي أقل تقدير،هذا إن سلموا من موجة البركان المغلي و الممكون في الشعب،واحيانا يعتقدون إمتلاك البشير لرصيد جماهيري أكثر من جماهير الحزب جذبهم بهاشميته الطلاقية ورقصة القرد في المحافل الإنقاذية وما خفيه أعظم،وأخرون يعتبرون البشير هو الأنقي لأن ملفاته خالية من الفساد،وفلله في كافوري بناها من قروش الصالون كما أكد أخيه!!لذا حظي بنصيب الأسد علي حد قول أتباعه وهذا الأمر لوحده يضمن له الفوز ويدخله التاريخ من أوسع أبوابه لأنه ليس هنالك رئيسا في العالم قبله بني فلل من قروش حلاقة!،أضف علي أنه محور تماسك الحزب وقائده المغوار الذي يستطيع إزاحة أي عضو لا يخضع لأوامره دون أدني مسائلة،ومن لم يحالفه الحظ في الإزاحة كان نصيبه السفر بالطائرة التي لا تعود!من ثم إدخال زوجته في دلالة عرس الشهيد،وفي تقديري إن هذا الأمر مؤلم وموجع لأعضاء الحزب لذا لا يتجرأ احدا لمنافسته . فطالما البشير هو الحزب والحزب هو البشير علي نفس نهج أحبابه الصادق المهدي،الترابي والمرغني تظل صفة التغيير معدومه إلا في حالة واحدة وهي الموت علي شاكلة الحزب الشيوعي عندما رحل (نقد)وهذا الأمر يغلق باب الأحلام لبقية القيادات الحزبية ومن حلم بالرئاسة علية تكوين جناح للمؤتمر الوطني علي شاكلة غازي صلاح الدين،مع إن الداء نفسه يظل باقيا في الأجسام الجديدة لأنها نسخه كربونية لسابقاتها وهذا ما يجعلها تحمل تلك الجينات الوراثية المرتبطة بالثبات الهيكلي. وفي تقديري الخاص اري أن مبررات الإنقاذية ليست منطقية فيما ذهبوا إلية،وبقائهم لفترة إضافية يعني المزيد من تمزيق الوطن لأشلاء كما فعلوا من قبل،وأيضا تعني المزيد من فتح جبهات للقتال غير الموجوده نسبة لإرتفاع مستويات التهميش في مناطق متعددة من السودان إضافة لإزدياد وعي المهمشين أنفسهم بقضاياهم وهذا ما يجعلهم في كف عفريت إن تم إنتخابهم،وأيضا لايخفي علي أحد تغول دول الجوار في الأراضي السودانية علي شاكلة حلايب ،شلاتين والفشقة التي تم التنازل عنهم تحت تحت،وغدا تحتل ليبيا عوينات وتشاد مناطق طينه وكرنوي لإمتدادهم الإثني فيها ويدعون ملكيتها تاريخيا ولا أحد من الإنقاذيين سوف يقاضيهم دوليا،نسبة لحالة الرعب تجاه تلك المحاكم وتبيعاتها!ولن يتوقف الأمر عند ذلك الحد لأن إفريقيا الوسطي ايضا سوف تحظي بمناطق أم دخن وأم دافوق ولما لا! طالما الأخرين أخذوا نصيبهم عنوةً وإقتدارا ولم يسألهم أحد!وعلي هذا النهج تظل ساقية الاراضي السودانية مدورة لأنو فلاحة الجماعة مع الجنوبيين فقط في أبيي وما أدراك ما أبيي ونحنا حنعصرهم عصره جد ونغفل ليهم بترولهم ونعدمهم الحبة وشنو شنو كده!!ودي أصلا لغة شكلة عيال البيت لانهم بيعرفوا بعضهم كويس بس ممكن يخافوا من أولاد الجيران. وكل ما ذكر أعلاه يقود السودان لمألات خطيرة جدا وتظل كل الإحتمالات واردة في وجود المؤتمر الوطني،ولكن هذا المرة تصبح المسؤلية جماعية في تفكك وإنهيار السودان إن تم منحهم شرعية زائفة من قبل الشعب طوعا بشراء الذمم أو كرهاً بالصمت والتهديد،ومن إشترك في تخليد المجرم فهو مجرم ولايرحمه الشعب ولا التاريخ ويظل عارا علي بيته وأهله ووطنه المتبقي،وسوف يدفع أغلي فاتورة علي وجه الأرض وهي فاتورة دماء شهداء الثورة التي لا تقدر بثمن لذا إحذروا ثم إحذروا من إنتخاب الإسلامويين الفجرة الضلله حتي لا نعيد تجربة الجارة مصر ولنا لقاء في اليوم الموعود يوم المحاسبة. بقلم/صالح مهاجر خلف الستار 29.10.2014 [email protected]