ربما قد نعود ذات مساء.. مساء شاحب، رغم اللافتات المضيئة المكتوبة بحبر سري و مزيف.. وقد ندخل خلسة لنتحاشا بلة الساحر.. فقبل كل شيء بلة سحر اصواتنا و حولها الي ضفادع، و لا ادري ان كانت تحتمي في النهار من عتمة الليل .. او لان هذا الليل متمدد فينا حتي منتصف النهار و اكثر .. لم يسمح لنا الا باحتساء شاي الصباح و اكاد اجزم بأني رأيت صوتي (يفنجط) اكثر من مرة قرب ورقة لا يهم كثيرا ان لم تكن من البردي.. فالكل ملتحي كما في العصر الحجري ، كذاب و منافق كما في عام الاخوان.. من بين كل العصور الإنسانية المنسية في الصمت.. عصر السفاح أبو ركبة.. يقتل بضجيج عالي و يفضل بعضنا الاستماع الي الموت في غزة؟! خمسة و عشرون عام يحكم السفاح و هو فاقد للشرعية و في اخرها يتماها بأنه سيفقد شرعيته اذا تأخرت الانتخابات عن موعدها، استمرار السفاح علي الحكم اصبح مطلبنا لأننا نريد ان نسقطه و نسلمه الي لاهاي، و نمنع عنا الفاظ الصادق المهتدي المستهلكة و العقيمة. بعد ان حول السفاح البشير دفتر الأستاذ الي دفتر السفاح، يعود اخر النهار الي غرفته ليقيد يوميات تصدير البترول و بيعه الي مصفاة الجيلي، و بشكل فيه كثير من التفاخر بحدة ذكائه ( يخلف رجله فوق ركبته المريضة ليحسب بعت بترول بخمسمائة مليون دولار علي محمود سرق 2 مليون دولار اشتري بيت بمليون ما عافيه ليه باقي لي 498 مليون دولار و قبل ما يجي ضلي يشيل الباقي عشان يقتل الغرابة ان قايل احسن اجنب لي 200 مليون تحت سريري ده)، لم يعد يملك السفاح الكثير لدرجة انه اصبح يعمل علي تكملة قوته و جبروته بالإشاعات و شذوذ الأفق، اذا تمعنا في حديثه لأحزاب الفكة (اعلان باريس خط احمر ونحن الحكومة نملك المعلومات عنه ومافي مشكلة نملكم الحقائق اعلان باريس برعاية إسرائيل والهدف منه الاستيلاء علي السلطة بالقوة وتكون البداية من الفاشر وسيجعلونها عاصمة مؤقته لهم ومنها يتم الانطلاق الي باقي أقاليم السودان لكن كانت تواجهم مشكلة القيادة وكانوا يبحثون عن شخصية قومية لذلك اختارو الاخ الصادق لانه شخصية قومية والاخ الصادق مشارك معانا في الحوار مشى وقع معهم اتفاق باريس والداير السلام الحوار موجود ومفتوح له والداير الاستيلاء علي السلطة بالقوة يلقينا اتفاق باريس مرفوض بالسبة لان تمامآ.) (الراكوبة). سنجد في كلامه عجز واضح و رغبة قوية في عدم التنازل لاي كان و رغم ذلك نحن صامتون بل أيضا ندعي باننا شعب يفهم في السياسة و لا نريد ان نعترف بأننا جوعي و اكثر ما هو مؤلم اصبحنا نصدق الاشاعات التي يطلقها السفاح و ننظر الي الحرب التي يخوضها في الهامش الجغرافي كقضايا اخري و احلامنا! رغم ان هذا موضوع اخر لم تعد لدينا أحلام و لا شيء يبرر استمرار السفاح ابوركبة في الحكم.. كيف يكون اعلان باريس خط احمر! ان هذا الإعلان الذي ايده الخال الرئاسي لم يعد يتذكره احد غير الصادق المهتدي و يعتبر اعلان خال من تعريف القضايا الأساسية التي تطارد استقرارنا و تحرمنا من إيجاد تعريف بديل للمفهوم العسكري للدولة. فدولة العساكر الاخوان التي يقودها السفاح لم تعتذر لنا فهي لم تحقق انتصار حتي هذا اليوم و نحن نستحق الاعتذار و التوقف من الاستماع الي ضجيج حروبهم الصيفية. من كثرة اراقته للدماء تداخلت عليه الخطوط اذا كان هنالك خط احمر فقد تجاوزه السفاح و اعلن موقفه في الاستمرار في الحكم و كل من يردد بان السفاح خائف من الجنائية لذا لن يتخلى عن الحكم يعمل علي عزلنا من الواقع و البحث عن مبرر واهي ليستمر هو أيضا في المكان الخالي من الحجارة التي ستجبر السفاح علي تسليم نفسه الي لاهاي. ان مشكلة الصومال قبل انهيار الدولة فيها خرج الشعب خوفا من الفقر و تركوا خلفهم القراصنة و الملتحون و كلهم لصوص. كلما تأخرنا في الإقرار بأن الحالة السودانية لا شبيه لها و هي حالة متأزمة و عصية علي كل الحلول سيكون الانهيار داخل المدن التي يحميها جيش السفاح غير محدود و ربما لن يسمح بالحلول أيضا لجيل كامل. [email protected]