لقد طالبنا في الحلقة الاولي من سلسلة هذه المقالات التي نود من خلالها فتح ملف التأمين الصحي بالنيل الأزرق , طالبنا بضرورة تدخل الادارة التنفيذية للتحقيق في الكثير من الحالات والتجاوزات والاخطاء , وذلك لوضع الحلول الناجعة حفاظا علي حقوق العملاء , والوفاء بالالتزمات المستحقة للمستفيدين . * ولقد اتضح جليا, وكما اشرنا في الحلقة السابقة , ان حالات الاهمال ورداءة الخدمات وغياب الاطباء والفوضي والتسيب , وانشغال بعض مدراء الأدارات بقضاياهم الخاصة ومشاريعهم الذاتيه هي حالة عامة تعاني منها كل مراكز التأمين الصحي بمدينتي الدمازين والروصيرص وربما المناطق الاخري الريفية . واذا صحت المعلومات المتوفرة عن تشغيل عدد من كبار الموظفين لمراكز صحية استثمارية في مناطق متفرقة لحسابهم الخاص وبأسماء ذويهم واقاربهم مستغلين وظائفهم ومراكزهم , ومستفيدين من التسهيلات والامتيازات , فعلي الدنيا السلام , ولكن سوف لن يهنأوا , ولن يهدأ لنا بال الا بعد أظهار الحقائق . * وبعد نشرنا للحلقة الاولي لم تتحسن الاوضاع بل استمرت علي حالها وبالتحديد في مركز { دكتور بكري يس } بالروصيرص , حيث توجه عدد من المواطنين يقدر بأكثر من {50} مواطنا صباح الخميس 13/11/2014م من المركز مباشرة بعد ان طال انتظارهم للاطباء توجهوا الي رئاسة المحلية , وفاجأوا السيد المعتمد الذي كان علي ما يبدو لايدري مدي مأساة مواطنيه ومعاناتهم المستمرة , تقدموا بشكوي لسيادته بسوء الخدمات , وفي الحال تم تكوين لجنة برئاسة المدير التنقيذي للمحلية وعضوية أخرين لتقصي الحقائق , وبالفعل توجهت اللجنة مباشرة الي المركز ووجدوا تكدس المرضي واكتظاظ كل جنبات المركز والفضاء الخارجي بالمنتظرين المغلوبين علي أمرهم وطبيب واحد فقط جاء متأخرا , وقابلت اللجنة بالصدفة مدير الخدمات الطبية الذي جاء علي مايبدو لتغطية وسد النقص في الاطباء وبعد التأكد من حالة التردي والمعاناة ينتظر ان تتخد المحلية خطوات واجراءات حاسمة بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة , ولا يعرف حتي الان ماذا دار بين اللجنة ومدير الخدمات الطبية الذي يبدو انه عاجزا وغير قادرا علي ايجاد الحلول ومواجهة التحديات الماثلة والمتمثلة في نقص الاطباء العموميين, والغياب المستمر للأخصائيين منذ اكثر من ستة اشهر , وسوء الخدمات واستمرار تعطيل جهازي الموجات الصوتية والاشعة , وذلك لأفتقاره الي الكفأة والخبرة اللازمين والمطلوبين في العمل الاداري , ولا يعلم احد المعايير التي تتبع لأختيار مدراء الادارات , وينبغي علي المعتمد عدم التهرب من المسئولية بدعوي عدم الاختصاص , وان الادارة اتحادية ومركزية ...... الخ من المبررات الواهية . وما يدعو للحيرة والاستغراب في واقع الأمر هو تعمد واصرار الادارة التنقيذية علي عدم صيانة وتشغيل جهازي الموجات الصوتية والاشعة , وعدم التعاقد مع اخصائيين والامعان في اذلال وارهاق المرضي بتحويلهم الي مركز الشافعي والعيادة المحولة التي لا تجد فيها اخصائيين في اغلب الاحيان . * والجهات التي نعنيها هنا هي وزارتي الرعاية الاجتماعية و الشئون الأنسانية والصحة , وفي تقديرنا عدم اضطلاع هذه الجهات بدورها وكذلك غياب وتغييب دور المجلس التشريعي , كل ذلك شجع الادارة التنفيذية للتأمين الصحي علي التمادي في التجاوزات والانتهاكات , والتمدد في مجالات خارج مداراتها , وليس من ا ختصاصاتها , واستغلال الاوضاع الأستثنائية التي تعيشها الولاية منذ سبتمبر 2011م , وضعف الحكومات المتعاقبة .....الخ . * ومن المفارقات الغريبة ان تتزامن أزمة مراكز التأمين الصحي واستمرار سوء الخدمات الطبية والصحية , مع افتتاح {{مركز صحي المك الخيري }}بسوبا صباح الاحد 16/11/2014م , حيث تدافع المواطنون بصورة غير مسبوقة للحصول علي ما يسكن ألامهم , ويوقف معاناتهم المستمرة مع الامراض , حيث كان التأمين الصحي حاضرا وممثلا في الاحتفال بمديره بالانابة وعدد من كوادره , ولقد تابعت من موقع الاحتفال التدافع الجماهيري ومدي الحاجة الماسة للخدمات الطبية و الرعاية الصحية , الامر الذي يضع القائمين والمسئولين امام التحديات . * والسؤال ما هي علاقة هذا المركز الخيري الجديد بوزارة الصحة من جهة وبالتأمين الصحي من جهة أخري كمؤسسة ؟؟ وماهي علاقة بعض مسؤولي التأمين الصحي كأفراد بهذا المركز الصحي الحديث ؟؟ وكيف سيتم تشغيل هذا المركز في ظل ندرة الاطباء العمومين وعدم توفرهم للمراكز المركزية والقديمة ؟؟ وعليه لابد من التدخل العاجل لمجلس الوزراء لانقاذ ما يمكن انقاذه واعادة الامور الي نصابها , عودة التأمين الصحي لتقديم الخدمات الطبية والصحية والتفرغ لهذه المهام الحصرية دون سواها , واحداث تغيرات واسعة في ادارات التأمين الصحي ومراجعة الخدمات في كافة المراكز ومحاولة ادخال ادوية وعلاجات جديدة الي مظلة التامين الصحي ومراجعة تواريخ انتاج وصلاحية الأدوية حتي لا توزع ادوية منتهية الصلاحية ولاسيما ان الكثيرين من المواطنين لا يهتمون كثيرا بأمرمطابقة الاشياء للمواصفات . ونواصل [email protected]